الإبحار إلى جزيرة الكنز

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

صلاح عليوة

I

و الآن تحت الليلِ

نهوي بالسياطِ

على ظهورِ خيولنا

و أمامنا في الأفقِ

طيفُ جزيرةِ الكنزِ الأخيرةِ

أوجهُ الأجراءِ

عبرَ قرى التلالِ

تحوطنا

و يمدُ قائدُنا يداً

نحو الشمالِ

مردداً :

بعد اجتيازِ الشاطئين  

سندركُ المرسى ..

هناك ..

البردُ يعصفُ بالضلوعِ

و حولنا أيدٍ ملوُّحةٌ …

وراء التلِ أصواتٌ

لزوجاتٍ

تركنَ القِدرَ فوق النارِ

كي يغفو الصغارُ

II

على ثرى الآمالِ

نمضي

فوقنا عبرتْ شموسٌ

بعد أخرى

و الرياحُ عصيةٌ

عند الغروبِ

تنام في خشبِ القواربِ

في المساء نمر  

من أحزاننا

و سرورنا …

من يأسنا

و رجائنا

عبر الهواء المستريبِ

نمرّ مثل الجوعِ

و الأسرى

و أحزانِ الجنودِ

III

هناك ..

بين معاولي .. 

خمدت على الكثبانِ

أنفاسُ ابن عمي

تاركا – عبثاً- وصاياهُ

و أطفالاً يمرونَ خفافاً

في منامي

مثل فئرانٍ الحقولِ

“سيندرُ الناجونَ عند السفحِ” 

أخبرنا الدليلُ

و غابَ  في الأصداءِ

و الماءُ  الفقيرُ يحوطنا 

و ملامحُ الذهبِ الوضيئةِ

لا تلوحُ

أكُفنا – محمومةً –  تهوي

على رملِ الشطوطِ

IV

يمر فوقَ حياتنا الصفراءِ

غيمٌ متعبٌ

و يمر يومٌ بعد يومٍ

و الشحوبُ يطلّ

ملءَ وجوهنا

و القائدُ المملوءُ بالأحلامِ

و الصرخاتِ

يدفعنا ..

لنحفرَ حفرةً أخرى ..

لنقطعَ سروةً أخرى ..

نخوضَ بحيرةً أخرى

و ننتظرَ الثراءَ

على خطي فجرٍ جديدٍ

و الضياءُ يمر مهزوماً

إلى قبرِ الضياءِ …

V

الآن نيأسُ

مثل أمنيةٍ ..

و أصواتٌ مهشمةٌ

من الأحلامِ

تتبعنا 

و أطفالٌ وراء التلِ

هبَّ بكاؤهم  

و الذكرياتُ عذابنا …

خطواتنا في الليلِ

تخذلنا

و نهوي

قبل أن نصلَ الديارْ

ــــــــــــــــــــــــــــ

هونج كونج 

مقالات من نفس القسم