ولكن حين ضمتنا جدران بيته بالدراكسة أنا والكثير من الأصدقاء الذين جمعهم الشعر، ولمتنا الجميلة جميعا على الطعام فقد كان حريصا هو وعائلته على استضافتنا استضافة كاملة من الأكل حتى الحصول على الكتب التى لم تكن ترد إليه كالعادة كانت الطبيعة البكر تتجسد أمام منزلهم ويمتد بساط أخضر ليغطى ماتطاله عيناك حين تنظر من الشرفة ولم يكن متاحاً لى هذا القرب من الجمال فقد كانت قريتى تشبه المدن إلى حد كبير تجمعات قاتلة من كتل الإسمنت ومدينته تقترب من القرى فى طبيعتها الباذخة التى تمنح لكل شيء اللون الأخضر والهواء الطازج كثيراً ماحسدته على هذه الشرفة بل كنت أعتقد أنها سبب كافٍ لكتابته هذا الشعر الرائق وتساءلت كثيرا لماذا غادرنا بغته للعمل فى إحدى الدول العربية وتحمل طبيعة هذه البلاد القاسية وهوائها الحارق رغم ماكان يرسله حينها من رسائل مطمئنة ممتلئة بأشعاره الجديدة فرغم هذا الجفاء الذى ملأ هذا البلد وعدم توافقه مع الكثير من ممارساته وعاداته إلا أنها كانت فرصة لاكتشاف أودية جديدة يسرى فيها شعره حين عاد من هناك سريعا كنت قد غادرت إلى القاهرة للدراسة ولم نلتقِ إلا نادرا لانشغاله وانشغالى، وحين علمت بانتقال عمله إلى القاهرة بعدها بفترة اعتدنا أن نلتقى على فترات تطول أو تقصر لكنها لاتلغى الصداقة والقدرة على حكى أصعب المشاكل أمامه ،واستشارته فيها حتى فى فترات مرضى الأخيرة ،ظل يتصل ويسألنى عن أدق تفاصيل العلاج وكان دائم الدعم النفسى لى بالخروج من هذه التجربة عزمى صداقة دامت خمسة وعشرين عاما من الود المتواصل والدعم الأخوى كان الشعر من جمعنا فشكرا له أن أضاف إلى هذه الصداقة والمحبة.