الأسد الطيب هو بطل أغلب الحكايات ، ولا يخبرنا أحمد زحام المؤلف القصص كاملة، إنما يثير الأسئلة حول ماذا بعد، ففي القصة الأولى يتم عزل الأسد من منصب ملك الغابة وإخراجه من عرينه. وكيف يتصرف وهو بدون لقبه وبدون بيته، وبدون عمله فيفقد حريته ويضطر بإرادته الذهاب مقيدا بطوق مع أحد البشر ليعمل ويكسب رزقه.
الذين يحكون حكايات الأسد لهم دور البطولة، فتجمع الجدة أحفادها لتحكي حواديتها السحرية من كتابها عن الأسد، وعبد الرحمن يحاول تغيير نهاية الحكاية، لإنقاذ الحيوانات الهاربة في الصفحة الأخيرة من هجوم الأسد وأكله لها. والمدرس في المدرسة يخبر الأولاد بالاستعداد لزيارة الأسد، ويفرق الأولاد بين أسد الغابة المتوحش وأسد الحكايات الطيب، فيخرج لهم المدرس الأسد من داخل إحدى حكايات الكتاب في زيارة سعيدة ومبهجة للمدرسة ثم يعيده إلى الكتاب.
قضية الحرية جوهرية ومحورية في العمل، فالأسود يهربون في القصص من أجل حريتهم، والمرة الوحيدة التي فرط الأسد في حريته كانت من أجل كسب العيش. وجاء ذكر كلمة قفص كثيرا. كما أن آخر قصة في المجموعة ليست عن الأسود، إنما عن عصفور يهرب من بيت صاحبه بحثا عن الحرية. وفي حكاية أخرى كانت حيوانات الغابة تهرب من الأسد داخل صفحات الكتاب إلى الصفحة الأخيرة.
إنها حكايات الهاربين لأجل حريتهم كتبها أحمد زحام بتقنية القصة القصيرة شديدة التكثيف والسحرية ، فالأسد يقف في نافذة البنت، ينتظر ظهور القمر، وعندما يظهر: “قرر أن ينصرف حتى يلحق بعمله الجديد حارسا على الغابة من لصوص الأشجار من البشر. حيانا واصطحب القمر معه وغادر بيتنا”. فتكون علاقة الأسد بالقمر أحد الأسئلة المتكررة في العمل، عن المنهمكين في أعمالهم حتى أنهم لا ينظرون لتفاصيل الحياة المبهجة فوق رؤوسهم أحيانا.
كانت رسوم الكتاب بسيطة وشارحة ، وبعض الرسوم كانت متألقة مثل رسم الأسد وهو ينتظر في نافذة البنت. وبعضها كان غيرملائم مثل قصة التفاف الناس حول الأسد المريض في الشارع وكانت الرسمة لا علاقة لها عن ممرض يحمل إبرة لأسد مريض على سرير. وكان المميز أن يخلو الغلاف من صورة الأسد رغم أنه البطل المجسم في الحكايات. ويكون الغلاف هو رسم قصة شجرة البرتقال، قصة حرية العصفور وهروبه من القفص، في كتاب أحمد زحام “الأسد وشجرة البرتقال” الذي يمجد الحرية.
عن الكتاب:
اسم الكتاب: الأسد وشجرة البرتقال
المؤلف: أحمد زحام
نشر في: 2017
رسوم: أحمد عز العرب