اترك قلبك على الحيطان

موقع الكتابة الثقافي art 1
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

البهاء حسين

نسيتْ حبيبتى أن تحبّ

ففاتها الفرح

لم تجرب القبلات

فتعطل فمها عن الكلام

وأنا لم يحالفنى الحظ سوى فى الحب

أصبحتُ واثقاً فى نفسى بسببه

لم أعد أحسّ بالنقص

وربما أصبحت معجباً بنقصى

حتى فمى صار ودودًا

يتعاطف مع الشفاه التى تخفى نحولها فى الروج

يقدّر الزغب الخفيف فوقها

ويقف بجانبه فى الوحدة

:

غير أننى توقفت فجأة عن الحب

ألقيت بسلاحى

حين حاولت أن أسوقه إلى بيتك فاختفى من أمامى

كأنه سدادة طارت من يدى

بعد فتح الزجاجة

:

أرجوك افتحى

أنا وأنت ضلفتان.. باب واحد

الضبة والمفتاح

:

فى المرة المقبلة

حين يقع عكازك، حين تهمين برفعه من الأرض

لا تدارى صدرك بيديك

امنحى الخلود لعينىّ

دعى فمى يحفظ تفاصيله

كأنه أغنيته المفضلة

كأنه سيعقد هدنة بين تناقضاتى..

أنا كلى تناقضات بالمناسبة

كأننى شخصان، كأن لى جسدين 

ساحلين وأنا قطعة فلين

لا تجيد غير الطفو بينهما

:

تزوجت بامرأة أحبها

وما زلت أحنّ إلى حبيباتى

حتى إننى أستيقظ من ذكرياتى معهن

أشعث

كأننى عائد من رحلة طويلة مرهقة

:

فى المرة المقبلة

وأنت تقودين بى سيارتك

سأخبرك عن انتظارى لك

كيف خمنتُ جمالك عن ظهر قلب

كيف رسمت تلك الحسنة

على ذقنك

النمش، رغم أننى لا أطيقه

سأمثل دور مكفوف يبحث أمام بيتك

عن بصيرته

سأجمع القلوب المرسومة على الحيطان

فى سلة واحدة كأننى أجمع الفواكه

سأجمع نبضها

سألضمها بخيط واحد على هيئة قلب

هدية لحبيبتى

لكن أنصاف القلوب المشرشرة

سأتركها تلتئم

،،

ما الذى فى عكازك يشعرنى بالذنب

بالذنب

قولى أنت

،،

حتى الطريقة التى تبحثين بها عن ذكرياتك مضحكة

إذ تبكين مقدماً، كلما احتجت إليها

ناسية أن الذكريات تختفى فينا، لنبحث عنها

:

كل ما أنت فيه ، تقوله يداك

،،

أنا بطل روايتك

خسرت نصفى فاعتبرتُ جمالك نصفى الآخر

أنا وأنت مكتئبان

نتخلص من أحلامنا

كأننا نُخلص النتيجة من الأيام الفائتة

فمى مثل فمك

ما الذى يغرى نهديك بالتنطيط 

كالنرد

من أجلك أحببت الحب

جنّدت قبلات كثيرة فى فمى

غير أنك تركت الوحدة تخرج من البيت

حتى أصبحت سوراً حوله

كلما أردت اجتيازه سقطتُ وتبعثرتْ قبلاتى 

على الأرض

،،

انتهى المشوار يا حبيبتى

غدًا نمشى فى شارع آخر، كما نحن 

بأخطائنا

اركنى وقارك

جنب السيارة فى جراج ماسبيرو

تجنبى الشمس

أو دعيها تجفف حزنك المزمن

سلامى لإشارات المرور التى غافلتُها

وغازلت نهديك

:

لأجل خاطرى

دعى عمرك يستيقظ

اعترفى لى بالحب

امنحينى حجة أعتذر بها للموت

حجة وجيهة تغلق فمى المفتوح

باتجاه القدر .

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project