إلى تغريد عبد الجواد ..
آلاء فودة
لا أدري أي شئٍ دفعني للكتابة إليكِ
ربما الخوف
ربما التعثر في فتح حديثٍ مع ربة منزل
كلما رأتني لعنت خوفي
واستمرت في بصق النصح
وترك الأبواب مفتوحةً في وجهي .
ربما كتمثالٍ عاطلٍ عن العمل
لا أحد يعزز وجوده غير مناقير الطير .
وربما كخاسرٍ
يحاول أن يلملم أوراقه
ليعيد ترتيب صفوفه
والبحث عن ثغرة تعيد الرهان .
كخاسرةٍ ليس لدي ما أقوله
القصائد ضعيفة جداً
في إزالة ركام الدخان من صدري
وأنا عجوزٌ
تملكتني ريحٌ
وقذفت بي في آخر الممر .
سأتحدث عنكِ فقط
ربما البداية تسمح بالشفاء
وربما يشفع لي البحر
وربما الخذلان
وربما نستطيع أن نفثأ سوياً
أصنام الهيليوم التي شيدناها معاً
ومجددًا لن أتحدث عن العالم يا عزيزتي
العالم برئٌ منا جميعاً
برئٌ من العجز و من الألم .
العالم انعكاسٌ هشٌ للذات
حجرٌ في الطريق
ريشةٌ في جناح غراب
بحةٌ في عواء ذئب
كهلٌ أرهقه الطريق فاستراح لظل شجرةٍ
أصابها الطمث
فكنا أول ورقتين تسقطان منها على رأسه
على رأس العالم .
في كل مرةٍ أكتب فيها نصًا
أقول هذا هو النص الأخير
سأترك روحي هنا
سأقطع من لحمي في تلك السطور
وألفظ أنفاسي الأخيرة على عتباته
وحين ينتهي النص أشرع في تمزيقه
هذا النص غير جيد
هذا النص لا يليق بنهايةٍ مجيدة .
بنهاية لأمٍ تبحث طيلة النهار عن فمٍ لابنتها
لا يليق بصيدلانية تتحسس مواضع الألم
لتغرز فيها عصباً جديد
عصباً يثور كلما نفخنا فيه
بنهايةٍ تليق بزوجة
نسيت أصابعها في المواعين
وحين احترقت الوجبة طبخت نفسها كبديلٍ واقعي .
و هذا النص ضعيف
سأتركه وحيداً ينزوي في ركنٍ أزرق يابس
سأتركه في يد اللصوص ينهشون منه خيالاً مهترئاً
سأتركه على عتبات المساجد
في صناديق الزكاة
في كروت الڤلانتين
في نفايات الحروب
في النشرات الداخلية لأدوية السعال
سأتركه على شاهد قبري .
قبري الذي أدخرُ أموالا كثيرة لبنائه
قبري الذي يتسع لأطنان الذنوب
وأنصاف القصائد
ووحده الله
وحده
يعرف الطريق جيداً
وسيغفر لي عدم اكتمال النص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصريّة