أسئلة كثيرة حملتني حتى وصلت إلى مكانه، كان كما هو يجلس باسترخاء بجانب الأهرامات وينظر بضيق إلى البشر المتجمعة تحت قدميه، لم أكن وحدي من سمع الإشاعة لذا جاءت جموع من البشر لكي تراه وتقف على هذه المعجزة كلام أبي الهول.. لكنه لم يتكلم بل إنه حتى لم يتحرك فيه شيء، وأنا أقدر واحد على هذا القول لأني رأيته كثيرا حتى حفظت ملامح وجه، بكل ما فيه من أصغر ندبة على جبهته حتى أنفه وذقنه المكسورتين، وقفت وأنا أشارك أبا الهول نفس الضيق من هؤلاء البشر المختلفين في كل شيء لكنهم مجتمعين عليه، جلست غير بعيد في ظل حجر و ركزت نظري على شفتيه.. أتراه يتكلم حقا أتراه يفعلها؟ كان كل تفكيري يدور في هذا الفلك طوال اليوم، ولم ألاحظ أن الشمس كلما تحركت نحو المغيب كلما اختفى عدد من الناس، وعندما وصلت الشمس لمغربها لم يبقَ سواي في الساحة الممتدة تحت قدميه، جالسا في مكاني لم أتحرك، وفتى صغير السن وحبيبته التي قالت: كنت أعتقد أن هذا اليوم سيكون رومانسيا لكنى لم أحصل منه سوى على صداع في رأسي، هيا بنا، وانسحب الاثنان مكللين بخيبة الأمل، وهنا نظر أبو الهول إليهم بعينين تملئهما السخرية، صرخت لكي يصل صوتي إليه: أنت لم تتكلم أليس كذلك؟ وجَّه إلى ابتسامةً ساخرةً ولم يعقبْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مريم سمير أحمد
قاصة – السويس – مصر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة للفنان: سعد سداوى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاص الكتابة