حاوره – وائل السيد
بعد وصول رواية الكاتب المصري إبراهيم فرغلي “مصاصو الحبر” للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد في فرع أدب الناشئة، قال إن “أهم ما يتعلمه المرء من الكتابة لهذا العمر هو الاستفادة من خبرته الشخصية في علاقته بأولاده”.
صاحب “مصاصو الحبر” قال: هناك ضرورة لتقريب الشخصيات من نمط حياة الأولاد الروائي الحاصل على جائزة ساويرس لكبار الكتاب أضاف: “اقتربت نسبياً من الكتابة للأطفال كمراقب أولاً خلال الفترة التي تولت فيها الأستاذة ماجدة الجندي رئاسة تحرير مجلة علاء الدين في الأهرام، وتعرفت على عدد من الكتاب والرسامين، وكان الفنان الراحل المرحوم نجيب فرح يشجعني على خوض هذا المجال، وهو يؤكد لي أن هذا المجال يحتاج لكتاب من أصحاب الخيال، للأسف رحل الفنان نجيب فرح قبل أن يرى مشاركتي في هذا المجال، وبالصدفة الدار التي نشرت معها كتابي الثاني (مصاصو الحبر)، هي دار شجرة التي تشرف عليها كاتبة الأطفال الموهوبة جداً، وشقيقة الفنان الراحل، أمل فرح” .
صاحب “أبناء الجبلاوي” و”كهف الفراشات” و”ابتسامات القديسين” تابع: “لكني أعتقد أنني لم أتخذ موضوع الكتابة للشباب والمراهقين أو الناشئة كما يصطلح عليها إلا حين أصبحت بنتي الكبرى ليلى في عمر الثماني سنوات، وعادة حين اصطحبها للمكتبة لا نجد أي روايات لعمرها، بينما في قسم الروايات الإنجليزية والفرنسية كنا نجد عشرات الروايات، سلاسل من الكتب لكتاب معينين، مغامرات، سير ذاتية متخيلة للمراهقين، كتب رعب، بوليسية، رومانسية ، وكانت ليلى كثيراً ما تحكي لي عما تقرأ بالفرنسية والأفكار كانت مذهلة وخيالية، لذلك قررت خوض التجربة في كتابي الأول للفتيان (مغامرة في مدينة الموتى) وهو للعمر بين 10 – 14 تقريباً، ويعتمد على الخيال والتشويق وتقديم المعلومة بشكل خيالي عن حضارة مصر القديمة، وبطريقة تعتمد على مفاجأة القارئ الفتى أو الفتاة بحيث لا يمكن لهم التكهن بالمفاجأة المقبلة”.
وقال: “في الكتاب الجديد أردته أن يمزج بين الواقع والخيال، من خلال 4 شخصيات رئيسة لكل موهبة: الكتابة، العلم، الفلسفة، المغامرة، وبالاتفاق مع الناشرة الصديقة أمل فرح قررنا أن نزيد من جرعة العلوم في الكتاب ليأتي كجزء من الأحداث، طبعاً مع جانب الخيال التام باختلاق مملكة كاملة تدعى مملكة مصاصي الحبر تعيش بها كائنات غريبة إلخ”.
وأنهى قائلاً: “كما ذكرت من أهم ما يتعلمه المرء من الكتابة لهذا العمر هو الاستفادة من خبرته الشخصية في علاقته بأولاده وما يشاهدون وما يحبون وكيف يفكرون، ثم تبسيط اللغة مع تأكيد جمالها وفصاحتها، وبحيث يزداد معجمهم اللغوي في الوقت نفسه. والقدرة على اللعب بتخليق المفاجآت، وتقريب الشخصيات من نمط حياة الأولاد بلمسات تجعلهم يبدون أقرب لواقعهم ثم تأتي خبطة الفانتازيا والخيال قابلة للتصديق أو حتى تجعل القراء مرتبطين بالشخصية في حالات الفانتازيا، ولا زلنا نتعلم”.