جمعة الموفق
لست على مقاس أحد
هادرا أكتب
رقراقا
فاترا
مطمئنا حينا وحينا قلقا
غاضبا
شاتما
حييا
أكتب لأني أختنق أكثر مما تعتقدون
ورأيت أكثر مما يجب
لأنني أهترئ من داخلي مثل منسأة
تسكنها حشرة
لأن حياة بأسرها هانت
ولأن الغربة وجبة ذل
ولأن الشراب أكل لهاتي وعفن كبدي
والسجائر تلهتم رئتي وأنفاسي
لأن طفلا عبر فسرق قلبي
ما عاد مهما الصراخ
والقول الصالح
والنصائح مثل مقهى قديم
لست ناصحا
أنا رافض كبير
قواد إن شئتم
نبي هبط من أعلى الجبل
فسقط في خثارة
أنا الغضب واللطف
أنا سؤالكم الموجع
وشتيمتكم المقدسة
أنا دنسكم وذنوبكم
كل ما تخافونه
ذعر يدب على قدمين واثقتين
شحاذ يسأل الناس العفو
الباصق على موائدكم
قرأت أكثر مما تتخيلون
بلت على نيتشة وإنسانه الأعلى
صلبت سيوران الهازئ من الجميع
علقت هيغل على خشبة عظيمة
جئت بابن السبعين والطفيل وابن عربي والحلاج
وكل الطائفة رقصت علي دفي
رقصت مع زوربا الفظيع
والعجوز الذي عاد بهيكل سمكة هائلة
لينام
رامبو السكران
عازرا باوند
بريخت
وبارا
والماغوط عليه السلام
شممت أزهار الشر حتى ثملت
صادقت
الذي قال إن الآخرين هم الجحيم
والأبله العظيم كان على نحو ما صديقي
والذي قطع حبتي مشمش وسكر
في الحقيقة قطع خصيتين كبيرتين انتقاما من الحب
المعتوه الذي قطع أذنه لأجل عاهرة سافلة
كان مجيدا وهو يكتب ويرسم أجمل الحقول على الإطلاق
الآن بعد أن رأيت تفاهات عظيمة
أعجن القذارة مع دمي
وأروج لحماقاتي
أجعلها سامية ومجيدة
أنا الكاهن المخيف
حارس الليل
أنتظر أجسادكم بشراهة الدود
لألتهم ما تأفكون