أناك أنا

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

شعر : سلمى بالحاج مبروك*

أراني والبياض

يبحث عني

ترياق

ينتفض في وجهك

وجهي

يلثمني كأنين التيه

تلتف الساق بالساق

يشتد وهج النزق

ألقي بدخان العتق من النار

أتجرد من كل صراخ الإعصار

تتعرى ذاتي عن ذاتي

تلبسها روح شفافة

تنشق يا ضلعي عن ضلعي

وتأذن له : أدخلها بأمان

يا أنت ..أ منك أنا؟

أم أنا منك؟

أ أنت أنا؟

أم أنا أنت؟

أم نحن في الرحم عماء؟

كالموج يتنفس دوار

أرض مدرار

حلمة رغبة تتكوثر

تصب في كؤوس الوجد

شهيق رحيق اللوتس

وزفير عطر الكلتوس

يسر بالهمس

تتعرى

تيجان الأزهار

تواقع

نحلة هائمة في حدائق

النخل يعانقها فراغ

كالطحلب يتراقص في الماء

والجوع يأكله

العشق

جمر

يلتهم الشهوة

البحر يبتلع مده

كبحر يفترس مداه

يغسل يديه في ضوء القمر

وتنحدر ضوضاء يمناه

لقاع الرغبة

العائمة

فوق الطين

يرتطم بالرعشة

يسكنك الهاجس

وسوسة الجسد

شظايا من حمم اللهب

أسرار الليل تعانقه

رقصة النار تقبله

تترنحه القبلة

في كأس الراح يشربها

رحيق الزبد يسقيها

وشريان الفجر

محيط هادر

تركضه الأيام

تداعى إليها

في دمها يتبرعم كالإثم

يسبحه صبحا ومساء

صلاة من لذة وجه الأيام

تتوارى في حقل العنب والكرم

كدخان قهقهة تتوسلها الأحلام

تتموج عند الهذيان كالفرح

يا …زمن……… الراح

على الراح ……..أنين ….فجراح

اسقينا…………………..

من أوار إثم الليل

كؤوسا مترعة بفلق فواح

مترعة بجراح الآهة…والآهة

ماذا لو أن أناه؟

ماذا لو عض النهر زنابقه؟

أو وشم يمها ترياق ؟

يا… كرزا بلون الرغبة

يا …معتصر خمر اللذة

من شفاه الأزهار

يا أنت …أنا…

امضغ  مضغتك

على مهل

تمدد كالظل

في جسدي

واقطف أنوارك من ليلي

واسلخ صبحك من فجري

تمرغ في ظلمة أعماقي

واترك نخلك ينتصب كالخجل

في خجلي يسافر كاليرقة

يا أنت …أناك أنا……….

في معتقل

الجسد

تتداولنا

سياط الشهوة

تجلدنا

صوب الهدف

توجهنا

توهجنا

تل رغبات

مهجورة

تنحدر

في أعماق البحر

كفجر يتجول بين الأشجار

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعرة تونسية

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم