ألبير مامي يرحل بعيداً

ألبرت مامي، ممي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

سعدي يوسف

غادرَنا، منذ أيام، وفي العاصمة الفرنسية باريس، الفيلسوف، تونسيّ الأصل، ألبَير مامي، عن عُمرٍ مديدٍ.

وُلد ألبير مامي، في تونس،  في العام 1920. اعتُقِلَ في الحرب العالمية الثانية، لكنه استطاع الهرب.

بعد الحرب درس في جامعة الجزائر، ثم في السوربون حيث نال شهادته في الفلسفة.

كتابه الشهير :  “المستعمِر والمستعمَر” The Colonizer and the Colonized، صدر في العام 1957 بمقدمة من جان بول سارتر، جاء في خاتمتها: نحن ممتنّون لمامي،  الذي ذكّرَنا بأن للمستعمَر سِرّه أيضاً، هذا السرُّ هو في أننا  نشهدُ الإحتضارَ المشين للكولونيالية.

*

والحقُّ أن ألبير مامي، له مدخلُه السايكولوجي الإجتماعي، في قراءة  المجتمَع، المحتَلّ بخاصّة.

وهو يرصدُ بدقّةٍ صارمة، أحوالَ هذا المجتمع، وكيف يحاولُ  المستعمَرُ، التماهي، مع المستعمِر، رغبةً من الأوّل في الإرتقاء إلى منزلة الثاني.

المحاولة فاشلة بالطبع، والتطبيق.

ويمثِّلُ على ذلك، بمحاولة اليهود، التماهي مع السادة الأوربيّين، بُغْيةَ الإرتقاء بالمنزلة الإجتماعية، لكن اليهود مكبّلون بالوعي الأسطوري، فلا يمكنهم تحقيق التماهي الذي يرجونه.

(ألبير مامي يهوديّ تونسيّ)

*

من المؤسف ألاّ يتذكر التوانسةُ، فيلسوفَهم !

 

 

مقالات من نفس القسم