أغنية في المرآة لا تزول

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 

  جيلان زيدان

في زاوية الورقة رسمتُ قضيبا مكسورا

فحصلتُ على 90 درجة

بينما صفق الجميع على القضيب المكسور

 

 

ولد منتصر في ورقة كوتشينة

و”شايب” لا يشيب أكثر

أعمار متوقفة

وعقارب مهزومة في الانتظار

تلويحة تحتاج لمسافة

وتشابك يحتاج لأذرع طويلة

ومنتصف فارغ من اللقاء والوداع

 

هدية بالباب تائهة

لروح مسافرة

ضلت كرسيها في المقهى

“ما حدا بيعبي مطرحك بقلبي”

أغنية ناهدة

تواسي فراخًا وحيدة

 

أوراق وكيبوردات

ومفاتيح أم

وبنات كلمة

أسرة صغيرة

بلا جذور

 

الأغصان أضلاع

وحبيب في القلب بلا مقعد

وارف بظل باهت

 

لماذا نصرّ على الجلوس بست أرجل غالبا

أربع للكرسي

وحينما نقف

نهم على اثنتين مقوستين

ونكتب القصيدة جالسين في الليل الزاحف

كي نربح لفظات كالموت

 

قصيدة عمرها ثلاثون عامًا

وما زالت عازبة

ومداخن تفكّر في الصباح لو أنها كؤوس مقلوبة

وفي المساء تتنهد الحرقة

ويزعجها الحلم المقلوب

 

لما كانت الجدة وردة

وردة شائخة

تغني للشاعر الصغير

كبرت القصيدة

هل يعني أن اللحن المتصاعد هو احتراق الكلمات الرمادية؟

وأنّ الوريد الاستثنائي هو درب الشفق المتفرّع؟

هل يعني أن تدخينة المدفئة بكاء بخاري؟

 

القيثار تابوت الأغنية المكررة

وعيونه المثقوبة إفاضة الشهقة الأخيرة

 

أصدقاء قريبون في صورة

عمر مرتّب في مفكّرة

وأمسيات صوتية لا تعني أحدًا

 

شعراء مهاجرون يتساءلون:

“ما وطن القصيدة”؟

 

غنِّي معي أيتها المرآة صدى اللحن المقابل

غنّي مثل:

“أغنية في المرآة لا تزول”

 

باب بمفصلة خشنة

وشاعر يرتّب أوراقه في الحزن

ثمّ يثنيها للمراكب

المراكب يبوّشها الدمع

متى ستقدر الدمعات في فوز كل الأحزان أن ترتب السقوط؟

سطح البحيرة دمعات فائزة في الحزن والترتيب

والقاع بارد وكسول

كمرآة فارغة

 

غنّي معي أيتها المرآة

غنِّي مثل:

“أغنية في المرآة لا تزول”

 

المطر دمع

حين يكون بيتك من سكّر

والبيت حلم منتفخ

وسراديب وحيدة

 

جائل في “البترون”

مع صحبة من الوحدة الخلابة

تفكّر لو أنّ حبيبتكَ قمرٌ

ثمّ تدرك: صناعيّ؟؟!

تفكرّ لو أنك نجم

ثمّ تدرك: سيّء المعاملة؟!

 

تنطلق النجمة للأمد. وتقول:

الرؤية اللائقة الرؤية اللائقة

سماء بعين بعيدة

وأمل قريب

 

مثير أنْ ترتجف حبيبات الجدار

؛ فنبكي

أن نلتحم ساعة المطر الناعم

فيرتجف النهر

-الدم ماء-

أنْ أقلدك (أنت) في الرقصة الألم

مثير أكثر, حينما تترجم هذه القصيدة

ألا تكون (أنت) هو .. بلغة أخرى

حينها سأقرأ قصيدة عارية

 

على بعد خطوة

على قرب خطوة

يرحل المكان لمكان آخر

 

وحداء كـ فصّ خاتم

تجري كرة اللحن

تصقل خلفها القصيدةَ العارية

 

لعنة على البشر

أنجبت عرائس القماش

 

مشنقة من الهواء متأرجحة

من قال أن الهواء فراغ؟

وشراع في البعيد يحتضنه وحده

 

تتشابك أصابعنا في الاضطراب

فتضلّ الإشارة

 

يحتضنك من أمامي الزجاج

ويدلي المشنقة

 

أنت تشتري نفسك في لقطة

الصورة وحيدة

والمرآة ثنائية

من قال أن اللون الأحاديّ موت التفاصيل؟

وظلّ الحمامة البيضاء.. أسود

وأشعة تحت الحمراء.. لا تبدو كذلك

 

ترى أين ذهبت زوائدنا المنحوتة بالحزن؟

وتمثال وحيد لا يُصادق

إلا أن تكون ربوة ارتدتها الأرض كقبعة

قلبك بكاء ناتئ

من حزن كريم

أنت تبحث عن لحنك الأخضر..

وشحوبك الخيّر في السنابل

وأسودك في ممر قيثار حزين

 

نصنع الربوات الحالمة

وننسى أن جسرنا الحجريّ

قوس قزح محنّط

 

تنهيدة مفضّلة تطلقها المداخن

كانت آخر ما لديّ

وشيء آخر..

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

جيلان زيدان

شاعرة – مصر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللوحة للفنان: سعد سداوى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حاص الكتابة

 

 

 

مقالات من نفس القسم