2
لا أسفارَ لي..
في جغرافية المكانْ
لكن..
ألقاني ،
في تضاريس ِ الذاكرة ْ .
3
مرات ٍ ..
فتشوا في الحقيبة ،
عن أحلام ٍ، تـُهـِّربُها
ما وجدوا،
غيرَ مِزَق ٍ من كلامْ .
4
مهما تعددتَ في الطريق ِ؛
يَكنِسُكَ التوحدُ
لاكتظاظ..
يَمحوهُ المساءْ .
5
في العبورٍ..
يَفرغ ُ منكَ الطريقُ ؛
يمتلئ ُ..
بالقادمينَ إلى فراغْ .
6
لا يدومُ أثــرٌ، على الطريق ْ.
الخطى، تقعُ على الخُطى..
كأن ..لا عابِرَ
بإيقاع ٍ ، ونشيدْ .
7
هل يذكرُ الطريقُ ،
خطوَ عابر ٍ..
بحذاء ٍ..
كلَّـلَهُ طمْيُ الحقولْ ..؟
8
كنْ في خطاكَ..
حينَ يُعوزكَ الدليلْ .
لا تنتبهْ..
لطول ِ الطريقْ .
9
هل لا بدَّ من رصيف
كيْ لا يَجرفكَ..
تيَّارُ الطريقْ .
10
لو أنَّ الخطوَ ، لا يَخـْذلـُني ،
عندما تَحْرنُ بي..
سُبُلُ الأحلامْ .
11
لو أن صَهوات الخَيال ِ..
تُمْهلني..
ريثما أرتبُ حقائبَ السفر .
12
هل لا بد من حقيبة ٍ،
ليَطمئنَ عزمُ الخطى..
على باب ِ المَطارْ ..؟
13
هل لا بد من طريق ٍ ،
لتنضبطَ الخطى..
في الموسيقى..
والإيقاعْ ..؟
14
لو تعيدُ الحقائبَ، لخط البداية ،
وتسافر من غير مطارْ .
15
خطوُكَ..
ليسَ للطريق ِ السيّارْ .
تعوَّدتَ بطئاً،
في وداع ِ ، من يمشي إلى وراءْ .
16
شركاءُ في الخطوِ..
إذ نمشي..
بأحديَّة ٍ مُسْتعملة ْ .
17
بعضُ العمر ِللنسيانْ ؛
خاوية حقائبه..
حافية أسْفاره..
ولا معالمَ للطريقْ .
18
بضعُ أرصِفةْ..
بضعُ أحذية ْ..
بضعُ حقائبْ..
وأكونُ..
لمْلمتُ أطرافَ الهوية ْ .
19
أرصِفة ٌ كثيرة ٌ..
ما زالتْ عالقة ..
بخرائطِ الروحْ .
20
قالَ لي الطفلُ:
الطريقُ ..لِنلْعبَ
لكنهمْ..
زرعوا العلاماتْ .
21
يا ما استثنيْنا الخطوَ..
حوَّلنا الرصيف َ..
مـَـلْـْـهـى..
لمعاقرة ِ الأحلامْ .
22
وأنا طفلٌ..
كنتُ أجانِبُ الأسْفلتَ ،
أمشي في ممر ٍ ..
عامر ٍ بالأسْفارْ .
23
حذاءُ الطفل ِ البسيط ِ..
كان يُموْسق الخطوَ على الرصيف ِ ؛
وهو في جيبي .
24
الانَ أنتعلُ حذاءً جميلا ،
لكنهُ ، لا يُبَلغني ،
مآربَ طفل ٍ ..
حافي القدمينْ .
25
لو خلعتُ الحذاءَ..
اقتلعتُ الرصيفَ ،
محَوتُ الطريقَ..
هلْ أمشي أسفارَ الذاكرة ْ..؟
26
أرْصفة ٌ..
تَعودني في المساءْ ؛
مُتفقدة أحوالَ الخطو ِ .
27
أخلعُ حذائي ،
كما لو أني..
أمَحو طريقــاً ، وسعْيــاً ،
وصـــلاتْ.
28
عليكَ أن تترجلَ ..
عنْ حنينكَ الأعرجْ
وتمشي حافيــاً ،
في طريق ٍ بلا علاماتْ .
29
حذاءٌ..
سفرٌ..
طريقْ..
هيَ بعضُ سقط ِ العمر
على عَتبات ِ الهَرمْ .
30
الآنَ ..
تعاتبني الحقائبُ ،
إذ كــَدَّستُ فيها تعبَ العمرْ .
31
أبليْتُ أحذِية ً ،
بمقاسات ٍ شتى ،
ولم يتوقـَّف ِ الطريقُ .
32
لم أكملْ يوماً ، طريقـاً ،
ولهذا..
يشتدُّ وقعُ الخطى’ في الذاكرة ْ .
33
هل يَكفي ..
أن تذكرَ صندلكَ القديمْ
ليَحجَّ إليكَ الطريقُ .
34
لا مطيَّة..
وعليكَ أن تمشي طُرقا أخرى ،
فيما تبقى..
من إجازة الربِّ .
35
لا أذكرُ حقيبة ً ،
أودعني فيها سفرٌ عاجلْ؛
لم يلتفتْ..
في طريقه السيارْ .
36
خانتكَ أسفارٌ ،
خلَّفتْكَ ..
عند محطتها الأخيرة.
37
أرصفة ٌ شتى..
محتكَ من ذاكرة العبورْ .
38
كثيرٌ مِن الخطو..
لا يَذكر أسفارَهُ .
كيفَ تمشي بإنهاك ِ حذاء ٍ،
وعياء أحلامْ ..؟
39
إلى أينَ..
وقد نَهَبَكَ الطريقُ ،
وأنتَ ترقبُ بعضَه ْ ..؟
40
أخيراً..
عار من أسفاري ،
تذاكرُ الحنين ِ
لا تمْنحُني حَقَّ الإقلاع ْ.
41
لم تعُد ِ الأرصفة ..
تلمُ أحبابـاً ،
بلوْن..
وطعْـم..
ورائِحة ْ .
42
لم يعدِ الحذاءُ صالِحـاً
لأمْشي به ..
مَشاورَ القلبْ .
43
لم تعد ِ الحقيبة ُ صالحة ً ،
لأطوي فيها..
رَميمَ الوطن ؛
أؤسِّسه أنَّا أشاءْ .
44
أحنُّ إلى أسفاري
لكن حَواجزَ الدّم على الطريق ِ ،
ولنْ أتركَ ..
أثرَ عُبور ٍ مسفوك ْ .
45
كل الأسْفار
ضاعتْ مِني..
في انْعراجات ِ العمر ِ؛
ولنْ أرتدَّ إليّ .
46
أطوي أرصفة ً ، مَشيتها
أفرغُ الحقائبَ مِن فـُتات ِ الأحلام ْ
أتوسدُ حِذائي المُنهك
وأنام ْ .
47
لا تستقيم المشية ُ في الأقبية ْ..
الخطو ..
يرقصُ في اتساع ْ الفضاء.
……………
*شاعر من المغرب