تنزلق الأطباق من فوق بعضها
لتستقر في فوضى صغيرة
أفتح الماء لغسيل الأطباق
وأفكر أني أكره كل هؤلاء
غير المضطرين لغسيل الأطباق
حتى تتجمد أصابعهم من الماء البارد
لأن سخان الماء يحتاج بطاريات جديدة
والدرج العلوي لمنضدة المطبخ
لا يوجد به سوى مغلف بلاستيكي فارغ
يقول كانت هنا بطاريات (تورش) كبيرة حمراء
…….
زوجة حارس العمارة ذهبت لوالدتها التي أصيبت بكسر في عظام الفخذ
أولادها القحاب منتشرين في الشارع كأوبئة صغيرة
زوجها يعمل في رفع قوالب الطوب للأدوار العليا
ليس ثمة أحد يحضر لي بطاريات لسخان الماء
……….
صغيرتي نائمة بعد أن لوثت السجاجيد والملاءات بكتل من الشكولاتة
ابنتي الكبرى ستعود بعد قليل وقد نست كل ما حشوته في رأسها أمس
عن نسبة الأكسجين في الهواء والفرق بين الحيوانات اللاحمة والحيوانات العاشبة
الدجاجة المقطعة سترقد كثيراً في انتظار الماء الساخن
………….
أراقب الشباك الذي يطل على فراغ أسود
والفئران التي تمر من أمامه لتلقي التحية
أتأكد أن السلك مشدود جيداً ولا ثقوب في الأركان
أترك العالم غارقا في فوضاه
أجلس في الفراغ الصغير بجوار البوتاجاز
أبكي وأبحث عن أسباب جديدة لأكره الجميع
*اللوحة: بابلو بيكاسو 1939