أداعب الهواء بمنقار بطة

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 9
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عبد الحفيظ طايل

أحدق في الهواء
فأرى ملامح
أنا الذي بلا ملامح
أداعب الهواء بمنقار بطة
وبقدم كلب أعرج
فيصهل
كحصان في مهب الريح
2-

السيجارة التي أدخنها
بلا طعم
والبيرة كذلك
وحده
ذلك الطعم الجارف للخسارة
يملأ الحلق
3-

قامت الحرب
وانتهت
ولم يعد المنتصرون
لم يمروا من تحت قوس النصر
ولم نغن لهم أغاني النصر
لكننا لم نشعر بالهزيمة أيضا
فيم كان الأمر إذن؟

أنا لم أكن هناك
لأنني لم تتم دعوتي
لم أحتفل بالنصر
لأنني لم أعلم به
لم أشعر بهزيمة
لأنني لم أعلم بها
ورغم ذلك فقدت ساقا
4-

أصاب بالعماء بين لحظة وأخرى
تتحرك كل الاشياء حولي
وأتحول إلى دجاجة مجمدة
أو إلى منديل ورقي
فقد يده
وأبدأ في الحكي
أحكي عن حروب خضتها
وأخوة في السلاح فقدتهم
(مرة في الحرب سقط على كتفي رفيق الخندق
حملته وجريت بعيدا وعندما وضعته على الأرض
وجدته بلا رأس
وانفجر سؤال حول هؤلاء الذين عاشوا بلا روح
عادة يفقد الناس أعضاءهم أو يعطلونها عن العمل )
وأحكي عن رفقة البيرة
وعن الحكائين المهرة
وعن النساء
الحكي يصبح معجزتي عندما يصيبني العماء
دجاجة متجمدة وتحكي
وعندما يرتد إلي بصري
يصيبني الخرس.
5-
وحبيبتي تقف على ساق واحدة
ولها برتقالة واحدة
تقول
أنت نصفي المقدود على مقاسي
هئت لي
وتغني للفرح

مقالات من نفس القسم