نصوص من “لوعة اللوتس”

نصوص من "لوعة اللوتس"
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

فرانسوا باسيلي

يسوع مَرَّ بمصر

لا أحتاج لنصٍ في التوراة 

أو نصٍ في الإنجيل 

لأعرف أن الله 

محبة 

وأن الله جميل   

لا أحتاج لمعجزةٍ 

لأعرف أن الأرض

ترفرف في جسدي 

وأن الروح تجوع 

فيهدهدها الترتيل 

لا أحتاج لأعرف أن يسوع 

مَرَّ بمصر 

ليحمل زهر البعث وأغصان الملكوت 

ويمشي بها في الجليل 

لا أحتاج لمنفي 

لأعرف أن الوطن يطاردني 

في الْحِلِّ وفي الترحال 

يطعنني في منتصف الحلم

لِأَخِرَّ قتيلا

فتأخذني إيزيس 

إلى حضنها المستحيل 

لا أحتاج لنهر الأردن 

كيأَتَعَمَّد

فقد عَمَّدَنِيالنِّيل.

……………

 -2إيمان العاشق

لم يكن قد رأي البدر 

حتي رأي وجه حورية 

يتجلي له خلف غيمٍ شفيفٍ

كالبللور

فآمن بالنور 

لم يكن يعرف العشق 

حتي تَلَمَّسَ ثغر بائعة التمر 

في ليلةٍ سحرية

فغاب عن الوعي 

وحين أفاق

آمن بالسحر

والمسحور 

لم يكن يعرف الريح 

حتي تَمَلَّكَهُ الحلم بالأسفار 

والعبور وراء البحار الخفية 

وأوحي له بالنزوح 

للبلاد القصية 

وأملي عليه أقانيم مملكة الروح 

فَحَلَّقَ ما بين سورٍ وسور

وآمن بالحرية.

………………….

 -3عتابالبيت المهدم

إذا بكت وردةٌ
هل تسمعها الغابة؟
إذا تأوه جبلٌ
كعاشقٍ وحيد
فهل تربت فوق رأسه سحابة؟


إذا أجهش ليلٌ
في كل حرفٍ
من حروف قصيدتي
من فرط حبه
أو حزنه
فهل ستجديه الكتابة؟


السلام لكم
أيها الأحياء والأموات في البلد البعيد

حزن منفاي مديحٌ لكم 

وسفري سؤالٌ

يظل يطرح من جديد 

بلا إجابة 


هذا عتاب القلب للأيام
والأحلام
والزمن الذي مضي
والبيت المهدم
والنشيد
فترفقوا
واسمعوا عتابه
.

………………

مزمور المصري القديم  -4

من قديمٍ أسير حاملاً وجه إلهي

بداخلي

وزوجة الإله في قلبي  

حبيبتي 

ورجائي

إيزيس كانت كل خطوة معي 

تجذبني وراءها فأجري 

دون أن أسأل أين 

أو لماذا

نجوب هذا الوادي 

نجمع أشلاء زوجها 

وأشلائي 

من كل قريةٍ في مصر 

متقبلاً

من كل من أقابلهم

عزائي 

من قديمٍ أسير لا أري 

سوي وجه إيزيس

أمامي 

وورائي 

سأقول عندما توقفني

أمام عرشها

في فجر إفنائي وإقصائي 

نعم ذرعت الكون تائهاً 

وطفت أرض الله حاملاً

زادي ومائي 

لكن أرض مصر ظلت وحدها

أرضي 

وسماء مصر وحدها 

سمائي.

………………….

 -5أرواح الأساطير

كلما أَسْنَدْتُ أسطورةً 
بيدي 
هوت أسطورةٌ أخري 
علي جسدي 
من يد التاريخ 
مِنْ عُنُق الْمِسَلَّاتِ والمليكات 
وأنا راقدٌ في حرير الحكايات 

غافلاً

عن طقوس الموت والبعث المكفن بالحرير

بالأمس كان زفاف هذي الأرض 

إلي النيل العريس 

كم ألف عاشقٍ هوي مضرجاً بعشقها

كم ألف قديس 

تَأَوَّهَتْ لَهَا فِي روحِهِ المزامير 

أَيْنَ أَفِرُّ من أرضي، وأنا
كلما خطوتُ خطوةً
دُسْتُ رُفَات إيزيس أو أزوريس 
وتعثرتُ بأوراقٍ مقدسةٍ

لنشيد اخناتون 

وترانيم سنوحي في نواحه المرير 

أين  أَفِرُّ من أرضٍ تُدَمْدِمُ في دمي 

ومن نهرٍ له في فمي 

دمعةٌ وخرير
و إلي أي سرير 
أهرب حاملاً حجارة البيت الذي هوي 
فلا يلاحقني وطني
بحلمه الأخير
ولا تطاردني  إلي آخر الأرض

أرواح الأساطير؟

……………………………….

 *قصائد من ديوان “لوعة اللوتس” يصدر قريباً

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني