قصائد

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 51
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

فتحي ساسي

المَقبَرةُ الّتي تَتَثاءَبُ

المقبَرةُ الّتي تَتثَاءَبُ أمَامَ شُرفَتي

هَذِهِ اللّيلَة .

تَرغَبُ أنْ تَنَامَ بَاكرا….

هيَ .. لمْ تَأخُذْ أقرَاصَ النَّومِ كَما تَفعَلُ كُلَّ ليْلةٍ .

مَازَالتْ تَنحَتُ الصَّمتَ المعَلَّقَ في المكَانِ ببَسَاطَةِ أرجُوحَةٍ،

وَتحفِرُ لينْفُذَ إلى بَطنهَا جُثَثُ الدَّهشَةِ المستَعَارَةِ.

تَنظُرُ مِنْ بَعيدٍ…… القَمرُ سَيحرُسُ أطفَالهَا.

وَالأعشَابُ تَسهَرُ مَعَ خُيوطِ الضَّوءِ بأنفَاسٍ حَائرَةٍ .

وَمنْ خَلفِ البَابِ المواربِ كَلحظَةِ صَمتٍ.

هيَ ….   مُتأكدَةٌ أنَّ مَنْ يَدخُلَ عَبرَ هَذَا البَابِ الموَاربِ،

سَيسمَعُ حَدِيثَ الموتَى، ثمَّ يَنَامُ…

 

 “بُودلير”

” بُودلير ”  هُوَ مَنْ أنَارَ كتَابتي.

كنتُ كَنملةٍ في كُومُةِ تِبنٍ .

أكتُبُ بعُكَّازٍ ….

لذَلكَ لاَ أكفُّ عَنِ التَّفكِيرِ فِيهِ.

وَأزهَارُ الشَرِّ الّتي زَرعَهَا في طَريقِي،

فَلَولاَهُ مَا أمطَرتْ دَاخِلي غُيومُ الكتَابَةِ.

كنتُ أخَافُ أشوَاكَهُ المنتَشِرَةَ تَحتَ الكَلماتِ،

حَتَّى أنّهُ كَانَ يُرافقُني وبَاقَةُ وَردٍ في يَدَيهِ.

وَيَقُولُ لي :

أيّهَا الشَّاعرُ درْ في مَكَانكَ لسَتَ وَحدَكَ، الأرضُ مِثلكَ تَدُورُ.

سَنَذهَبُ مَعًا للجَحِيمِ هُنَاكَ، 

وَنتدَثَّرَ بتلكَ القَصَائدِ الوَثيرةِ  .   

…………………………….

لكنّي لمْ أذهَبْ مَعَهُ، فَقَط أخَذتُ الأزهَارَ مِنْ يَدَيهِ،

وَرَحلتُ وَحِيدًا إلى الجحيمِ  .

 

لاَ بُدَّ مِنْ خيَانةٍ مَّا 

حِينَ أقذِفُ” شَمبُورسكَا ” مِنْ نَافذَةِ اللَّيلِ.

!! وكم يحْلو لي أنْ أفعَلَ ذَلكَ

أغَادرُ هَذَا البَيَاضَ لأسألَ قَصَائدَهَا المتوَرّمَةَ عَلَى طَاولتي.

لستُ أنَا مَنْ يُلقّنُ الكَلمات حُرُوفَهَا.

 !فَعَلّميني كَيفَ أكتبُ قَصيدَةً

” شَمبورسكَا  ” لمَ تسكُبينَ مِلحَكِ في دَمي؟

فَدَعِيني أستَعيرُ مِنْ قَصَائدِكِ محنَةً جَدِيدَةً،

لأشَاكسَ الشّعرَ في مَشيتِهِ….

هَكَذَا يحلُو لي أنْ أختَنقَ بَينَ أسنَانِ الكَلماتِ.

لكنّي الآنَ….نَعمْ الآنَ أتنفَّسُ بِصُعُوبَةٍ،

أرجُوكِ  ” شَمبورسكَا ”  خُذِي أصَابعي لاَ بدَّ

مِنْ خِيَانَةٍ مَّا لكتَابةِ قَصِيدَةٍ…..

 

حُلمٌ مُخِيفٌ

كلَّ ليلَةٍ يرَاودُني حُلمٌ مخيفٌ.

فَأفيقُ مَذعُورًا. كَأنّي أرَاهُ أوَّلَ مَرَّةٍ.

غَيمةٌ مَشنُوقَةٌ في شَجَرةٍ.

تَتَسَلَّقُ اللّيلَ وَفي جِيدِهَا ظِلٌّ،

يَتَسَاقَطُ مِنهُ رَذَاذٌ خَفيفٌ.

لتَتَبلّلَ الكَلماتُ الملقَاةُ في الحدِيقَةِ،

وَحينَ تُرعِدُ وَتنزِلُ أنبِيَاءُ الشَّفَقِ،

لتُزيّنَ أعرَاسَ الطّينِ، 

تَرتَعِدُ مِثْلي،

وَتختَفي تَحتَ غُصنٍ….

……………………  وَتنَامُ  .

………………….

*من ديوان “طريقة جديدة للغياب” الصادر أخيراً

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني