قدّاس الحجرْ

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

شعر :صالح احمد *

خارجاً كنت من الوهدة الناعمة

مرتهنـا ببقايا الصدام على الرأس ِ

والـكتـفين ْ

أسـكـب من حرج ٍ أسئلة ً فوق رأسي

 

(السواقي التي حشرج أخشابها هذا الجفاف

بدأت تنفـض دهشـتها ؛

يمكن أن ترفع هذا الجفاف َ

إلي أرضها ..

أرضها قوادة الرمل والصحراء !)

 

بلدتي تكره من أبنائها ..

من لا يـفـي لسخونة أحشائها

من يـتـنكر للأشهر التسعـة ِ

من لم تنـطبـع ْ فوق هـيكله ..

شـكل تعاريـج الرحم ْ ،

الذين نـسوا طعـم أنفاسـهم في مياه الغرين

وأنا مـنتـسـب ٌ لضـياء ٍ طـريـد

كافـرٌ حبلـَها السُّــري ّ

لم أتعلمْ خبرة الذبـح منذ الصغـرْ

بلدتي لم تسـْه ُ عني ؛

حجزت موضعاً سوف يحمل رأسي

على بابها المرتـفع .

 

أبناؤها الأوفـياء ْ

يحفظون مـساربـها اللولبـية َ

لا يخطئون إذا رتـلوا أورادها ..

كـل صبـاح.

يـنتـظـمون – وينـظمـون ملامحـَها –

شبــكـة ً مُحـْكمة الآثـام ْ

لهم شبه ٌ من مستـعمـريها ،

وهى رايـة ٌ ..

ترفو قماشتها كل حين ٍ

بأعلام ٍ خصماء َ

لتبقى حية ً ، تخفـق في الأجـواء ْ.

 

( المماليك كـثـر ٌ

من حثالة أوروبا قدموا

جوعى عرايـا

أى َّ ديـن وأى َّ زى ّ يلبـسون

وهى بقاع ٌخضراءُ وحسـْـب

سوى رغبـة – موروثة ٍ- في الحياة لا تمتـلكْ

الأرض واحدة – أعرف ُ-

والـسـماء ُ

والله لا ينزل يحكم في مظـلمـة ٍ بنفسه

فما أعظم أجيالاً أنجبها ” الصبرُ الجميل ” ! )

 

 

تـتـقـاذف بي أحرفُ اللغة المجهولة ِ

فوق حوائطـها الحمئـية

 

لافـتـات الطريق ..

كانت تلاقي لهـاثي بأنف ٍ رفـيع ٍ

تـبـصّ إلى نقـطتـىْ عرق ٍ هوتـا

دون ساقـيها

فتـمط ّ ” لبانتها “

وتـشيـر بظفرها المصبـوغ تجاه المتـاهة .

عريان ُ من لغـتي

أتـحدث لـكنـة من لم يولدوا بعد .

 

[ الظهيرة ُ تطـلـق صرخاتها

وزعـيـق العـربات

اثـنـتان تدافـَعَـتا تـستـبقان إلى أول المنحنى

واقـعي ّ إلى غايـة الإدهـاش ..

ذلك السوق الذي اختار موقعه خـلف سور المـقبـرة

امرأة تـسـبق أسنانها

تأكل في نـهـم ٍ

قدام بـيت من الحـي ّ الفـقـيـر .]

 

*******

 

الشعراء أولاد سفاح ٍ

خـطـأ ً

أنجبهم العالم

يتبرؤون من أبوته

فيعلنهم ملعونين

يكفرون بمعبوداته المطاطية

فيطردهم خلعاء َ

يتسللـون في الليل إلى غرفته

ليحطموا النياشين والأوسمة

(كان يشد قامته

ويجهر بالأناشيد الحماسية

وهو يفخر بها أمام الضيوف )

يسحلهم في ردهات المقاهي والبارات

وحين يحزون شاربه

في باحة الميدان

يغرق المنحنى بدمهم

وأشلائهم

وذات صباح

يجلس إلى مكتبه

ليدون في الكتب المدرسية :

أرأيتم يا أولادي

كم أن أباكم عظيم ٌ ..

لينجب مثل هؤلاء العباقرة …

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر من مصر

[email protected]

 

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني