تحميض

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حميد الشامي

عريشة العنب التي احتفظت بقُبلاتنا المسروقة,قطعتها بالأمس

ورائحة قوس قزح الذي خربشنا أطرافه بأظافرنا المتسخة هناك, غسلتُ رائحته عن يداي

ثم لا شيء يستدعي الصراخ, بحمامك الصباحي

.............

الصيف

يرسم الأمطار بأياد مشلولة على الضواحي

ورئتين بوهميتين كأنفاسك تحاولان التذكر

بينما أدرب أصابعي على الركض لانتزاع صدرية امرأة خمسينية

وثمة قلب متبلد ويذوب رغم هذا, يشبه “آيس كريم” , يسرقه أطفال الشوارع من ثلاجات مهجورة ويلوذون بفرحتهم .

……………..

رأس السنة..

حظوظنا النحيلة ينقصها الجراءة, بما يكفي لارتداء قبعة مسن يلاعب الموت بدارّ للإيواء,

ربما استبدلنا الراقصين بقمصان للسخرية 

غير أن المدينة ستحتفي مثلنا تماماً, ببقاياها

تلتقط ضحكات تتهاوى بفعل الوميض والتكاثر من الحاويات الكرتونية للروائح البشرية, كي ترمم رصيف يتداعى عن أقدامنا

أقزام يصممون أزياء النسوة نهاية الزقاق

عربات لزفاف الموتى, ليلة دخلتهم

جرائد يومية تكتب بالمخاط ,وأحيانا من حبر الإسهال المفاجئ للكائنات الحية وغير الحية

بينما أحدانا سيدفع فاتورة هذا الشوق ولو بخواء زجاجة فودكا أسفل ضلوعه

وبدلا من اصطفاء الماء مثل “أسمهان”, كلب طريق حتى الاستوديو, لمبة قبر في النهاية

سندرب الحبوب المنومة عوضاً عن هذا كله ,على كشف وشاية الفجر لفتيات القرية

مثلاً :كيف أننا نربي ديوكنا المشاغبة على التواضع ,أكثر من اللازم

ونعلن كراهيتنا لمضاجعة الجميلات نهاية الأحلام الطويلة, دون مناقشتهن لمَ يضعن معدهن هكذا: بدلا عن الفروج , وسط النهايات المُمكنة

……..

نزهة أخرى..

كل الأشياء التي أحببناها جديرة بالكراهية كذكريات المحاربين القدامى

فمن يشرح

لبحر يغيب كلما تشابكت أصابعنا, الأسوأ ان يدعي المزاح

والبوم العائلة , مصاب بالزهايمر بدلا عن جدتك, جدتك التي سقطت بدلا من جدران المنزل

جمجمة صبي مدهوسة على الجسر المقابل ,لحظة ابتسامتكِ مباشرة

صديقتكِ هي الأخرى, للعابها مذاق قُبلاتك

…………………

العام الفائت..

دون حكاية جارتنا الجميلة, إذ  قصت شعرها أليلكي من باب الوفاء لموت الزوج

وأيامه تراقب ابنها الوحيد يكبر رويداً , بقارب البلوغ  , ممسكاً سوط أبيه كل مساء

يختلس العشق , بنشوة فتاة تُخرم إذنيها للمرة الأولى وتنام بمشاعر مختلطة

أمه حين ترص المساحيق المقروءة على نهدين بلا هوية

للتعافي من الآم الفراق

………………..

نهاية تمارين الجنس الطويلة..

كأن طيوراً مرضانة, تنفض ريشاتها على السرير

وطعم أشجار غريبة يتبقى نهاية الحلقين

لتغفو إذاً: هل اكرر أخبارك بحكاية حزينة قبل النوم عن أكباد اجتثها البكاء ,عن شرايين تالفة كنتيجة لفرار احدهم ,عن أحشاء أعادتها أسنان قطط الحي نتيجة الملل ,عن مقاعد تحجرت بداخلي بفعل الصمت,

..

هناك حيث دون السجناء أسماء عشيقاتهم أولاً

خرج ضلعي بدلا عنك

…………….

مساءٌ آخر..

أهش الفراشات المحروقة

عن ظهرك

أنصحك  بإزالة زوائدك من هرمون الذكورة ولو بالهجران

واهمس “حاول تفتكرني”

أنا من يحبك كأنك كليته الوحيدة

هذا الحب نفسه الذي أجبرني مرافقة الربيع كي يعلم العجائز عدم الغضب

الحب نفسه الذي أتقن دور آلهة من الفيلة , تجر أخشاب الغابة بعد تقديسها

…………….

صباح الاثنين..

أتفاجأ “بالماركيز دي ساد” نائما على سريري, وعلى جسدك أثر العودة

يلفني فراغ ,أوسع من جنازة ..

وأتلعثم لمشهد الانتقام هكذا

من غدر الحبيب .

………………

نهاية الأسبوع..

على الشرفة المطفئة نراقب

تحليق أرواح الموتى , بعيداً عن داخلنا

هل لك داخل بالمناسبة ؟

إذاً امنحني ضحكة لدقائق

كرما لغيابك, البعيدون  ينأون بدلا عن ذلك, استبدلوني بكلاب صالحة للحزن والتدليل

والآن, لا تكترث مثل فروج نساء الحارة

…………………

منتصف الليل الغريب..

التحليق لبرهة مريع هو الآخر

مُقابل إتكائي على امرأة هشة, كل مرة افتح بها صدري

لصنع عصى طويلة من النسيان ,نسيان ماذا؟

فقط: سأهش بها جسدي

أو أطارد الملائكة نهاراً, حتى يتنازلوا عن أعضائهم المعطوبة على مقربة مني

………………….

الخريف ..

أنتِ شهيتي للأخريات

وأنا زهوره المراقة على حجارتكِ ,دون جدوى أو الم

مدلى من نافذتي مثل كوز ماءّ بارد على ممرات مغلقة

انه الخريف

وكل ما يتساقط يعلق بي ..سوانا!!!

…………………………….

 *شاعر من اليمن

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني