من ديوان “تحت شجرة العائلة”

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 55
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أغنيات

1

الطائرات ذهبت وعادت

سقط الجنود من ذيولها في حقل قمح

بالسترات المموهة

ينامون كل ليلة

على الطنين المحبب لآلاف الحشرات

في انتظار أن تبدأ الحرب

كلمة واحدة وتبدأ

بعدها يتساقطون واحدا وراء الآخر

والقمح مفروش بالنابالم.

أطفال القرية المجاورة

يرشقون العصافير بالزلط الصغير

ويحرقون الأشجار ليبولوا عليها

الطائرات جاءت مرة أخرى

اطمأنت على فساد العالم

جنود آخرون سقطوا من ذيولها

بدأت الحرب كما توقع الخبراء

والموت أنعم من ضربة سكين في شمعة باهتة.

 هنا كان جدك زاحفا على بطنه, ونصفه الأيسر يحترق

أمسكه جدك الآخر, أطفأ النيران

وذهب ليفتح باب الإسعاف.

 

عاد الرجال من الحرب

تزوجوا

تدحرج الأبناء حواليهم

الأبناء كبروا, أحبوا بعضهم

وكنت أنت

أيتها الفلاحة الصغيرة

يمامةَ الحقول.

2

أنتظر حبيبتي تحت الشجرة

تحت أية شجرة يمكن أن تنمو في حديقة عامة

شرط أن يكون جذعها غليظا

ولها أوراق كثيرة ملتفة

يتساقط بعضها فوقي.

 

في الثانية ظهرا

سيتوقف باص مدرسة “القلب المقدس” وتنزل ملاكة صغيرة

والفلاحة التي رحل زوجها

بجلبابها الواسع الذي لا يخبئ شيئا

وتأتي هذه البائعة السمراء

لتفرش حبات الفول السوداني

كلهن حولي

يتقلبن معي على العشب المبلول

يضحكنني ويلحسن التراب من أصابعي

عرقي يمسحنه بملابسهن                      

يضعن يدي على أكثر مناطق الجنس البشري حساسية

يزودنني بالخبرة اللازمة للانتظار

في الهواء الطلق والأجساد الثائرة

في الدماء والمَني

في دموع صغيرة لا تصل إلى الخد

في مفاتيح الحديقة يلوح بها الحارس

وفي الغروب أيضا

في الأوراق الكثيرة الملتفة التي تسقط فوقي

وفي الحياة نفسها

المعلقة على قرني ثور هائج.

3

في قرية الجد

كانت مصابيح الغاز قليلة جدا

البراد كان يغلي

الشاي في ثلاثة أكواب

والمصابيح معلقة على أطراف البيت

الرجال يخرجون في الفجر

مع الفئوس والأحذية الطويلة

وفي المساء

تحت أقدام الجد

لإكمال الحكاية عن الفارس الملثم

والجد يضع الأغنيات في مكانها الصحيح

يهتز الرجال

يدفعون أبواب غرف النوم

يسقطون فوق النساء

كزجاجات فارغة تسقط من خزان المياه.

كل ليلة الجد يصرخ

والصغيرة معلقة بذراعه

ترتعد من الخوف

وتمد يدها بالسيف لتطعن الأعداء.

أين كوب الشاي؟

لقد أوشكت المعركة أن تنتهي

وبعد أيام تبدأ الدراسة.

الفارس الملثم ألقى بالحبل على الشباك

وقفز عاليا والأميرة بين ذراعيه, ألسنة اللهب

 طويلة من فم التنين والحربة تتلوى في قلبه.

التاج على رأس الأميرة

والفارس بلا لثام

الأحصنة البيضاء مركبة السماء

للعروسين الصغيرين.

4

في الظلال الداكنة للغرفة

مع أباجورة قديمة

أقف أمام المرآة

أتأمل رأسي وخصوصا أسناني

جسدي يملأ المرآة كلها

وأنت ورائي تبحثين عن فرجة ضيقة

لتطالي رأسك

تتحركين شمالا ويمينا

تقفين على أصابعك

كباليرينة ستعتزل قريبا

تظهرين وراء كتفي

فأحملك على ظهري حقيبة سفر فارغة

أدور بك في الغرفة

أدوخك

وأضعك ثانية أمام المرآة

بمفردك هذه المرة

وبنظرة الرضا التي أقدرها تماما

تتمددين بجانبي على السرير.

الآن

كل مرآة ادخلها بثقل فوق ظهري

بالتفاتة سريعة ورائي

ثقل في الظهر

ورأس ترتاح على كتف

وفراغ كبير في الغرفة

لا تكشفه المرآة.

5

أطير معك يا يمامة الحقل

في رحلتك اليومية بطول القرية

أطير وأحط

على الشجرة التي تحبينها

وألقط معك القشات

أرصها واحدة فواحدة

أضع لمسة من روحي على بيتك

وعندما تعودين منهكة

من الرفرفة الطويلة الطويلة

سأكون في انتظارك

أضع رأسك على العشب الوثير

وأدعك جناحيك بزيت الزيتون

وأقول لك: يا يمامة

أقولها مرات ومرات

حتى تغلقي جفنيك

ويبدأ طيران جديد

في هذه الحقول الواسعة.

6

مريضة مع عرقك البارد

والغرفة المغلقة

تشدين رجليك إلى صدرك.

الرعشة والأسماء التي ترددينها

لساعات أنتظر اسمي مختلطا باللعاب

بهدوء أول الأمر

ثم بهذيان متصل يملأ البيت.

أعود إلى المطبخ نفسه

أعصر الليمون

أذيب قرصا من الأسبرين

أضم أنواعا من الخضراوات على النار

وآخذ رأسك على صدري

ألاطف آلامك

أدغدغها

أجعلها قريبة من قلبي

لكنها لا تغادرك أبدا.

أكومك على السرير

وأشد غطاء ثقيلا فوقك

أفتح النافذة والأبواب

ولا أجد شيئا.

إلى العرق مرة عاشرة

مع قطعة الثلج الذائبة؟

وصل النوم وذهب سريعا

وأنت تتخبطين بين جدرانه

تحاولين ملامسة حائط واحد

تغرزين فيه أظافرك

لكن طبقة الطلاء تتساقط

ومعها يدك

حتى عندما حاولت بعينيك

أن تشيري لإطفاء النور

فهمت شيئا آخر

حسبتك تفكرين في الموت والسماء

وكنت أفكر فيك كمثقف محترف.

7

لأيام طويلة وليال أطول

مع مغني الغجر العظيم

بالنبرة الأكثر علوا

على امتداد صوته

أردد النغمة المميتة تماما: أنك رحلت.

لو أنك كنت بعيدة في شارع الاستقلال

تمشين مع أناس غرباء

وتمدين قدميك على حائط الشرفة

مع سيجارة أو اثنتين

في البعيد تلمحين الجبال المخضرة

وتحلمين بخمسة أيام فوق إحدى القمم

وتحت الأشجار الكبيرة

تفرغين الحقيبة

على أقصى الذراع

تطير علب الماكياج

وجواز السفر

وأوراق كالحة على وشك الذوبان

كتبها شخص ما

تتذكرين عينيه بصعوبة وضجر.

كنت أريدك بعيدة هكذا

لكن قرني الثور اللذين نبتا لي

بعد اهتياجاتي الشديدة

جعلا رأسي في الحائط دائما

وحتى بعد انكسارهما

لا أجد شارعا عريضا

أسير فيه بين أناس غرباء.

أمام النافورة في الميدان الكبير

أغمس الجورب والحذاء في المياه

وأمشي تأكلني البرودة والتراب

أفعل ذلك لأيام متصلة

معاقبا قدمي أنهما تسيران دونك.

لا أريد تسليات أكثر

لأنه ما من فائدة للأرجوحة          

مادمت قد انسحبت بهدوء من أقصى طرفها.

وماذا تظنيننا نحتاج لألعاب جديدة

دراجة ببدالين

أوراق كوتشينة لا يخرج فيها فائز واحد

عربة تسير خمسين مترا مربعا

دون أن تصطدم بباقي العربات؟

وماذا؟

نخفض اللمبة قليلا

نعتذر عن فشلنا الدائم في اللعب

ونترك لأنوفنا أن يسيل ماؤها

نسجل أصوات أمعائنا على شريط تذكاري

 نضعه بين

EL Camarَnوأم كلثوم 

ونظل نبحث عن شحنات كهربائية جديدة

تطيل ارتعاشنا لأسبوع

وبعدها يتوقف كل شئ

يتوقف كي لا يبدأ مرة ثانية.

………………..

أجراس

خرجتُ من بيتها الصغير إلى سريري

في الرحلة التي قطعها الآلاف قبلي

بقلوب متبّلة

تركوها في الشوارع الكبيرة والحواري الضيقة.

رأيت رأسي وقد دحرجتها الرياح

وعينان جاحظتان تسيل منهما الدموع

وقد اشتبك سهم في قرنية إحداهما

كنت أعرف

من سأقابل في هذا الشارع

ومن سيظهر فجرا في الشارع الآخر

الكلمات نفسها كنت أعرفها

الكلمات التي يجب أن أتركها في كل مكان

ليسمحوا لي بعبور مستريح

الكلمات كانت زادي الوحيد.

وكلما اعتقدت أنني قريب من السرير

أنني على وشك ملامسة أطرافه

كانت قدماي تنزلقان مسافة أبعد

والطريق يضيع أكثر.

على أحد الأبواب جذبتني امرأة

تحسست وجهي

قالت: هل يمكنك العودة إلى البيت

لتبدأ من هناك مرة ثانية؟

كان يجب أن أبتسم لها

لكن صوتي كان مختنقا

والوصول إلى بيت أو سرير

مسألة لا يمكن التعويل عليها

ما دامت ملابسي قد اهترأت

وأظافري استطاعت اختراق شعري الملبّد

وهطلت الأمطار فوقي.

وعندما أغمضت عينيّ وفتحتهما

رأيت بيتها الصغير وسريري

يتأرجحان أمامي

كجرسين عملاقين في كنيسة فارغة

كان علي التشبث بأحدهما ولو مؤقتا

لكنهما لم يتوقفا أبدا.

 

الرحلة التي خططت لها منذ اليوم الأول وتعلمت كيفية العودة دون نقطة دم واحدة وكم من مرة عدت سالما، لكن هذه المدينة التفت طرقاتها أكثر مما يجب، ومع أنها لا تعرف الضباب تقريبا إلا أن الرؤية غائمة بفعل أي شيء وهكذا لا يمكن لأحد أن يفكر في العودة سواء للبيت أم للسرير، كل ما يجب أن يتمناه رصيف صغير وأناس يقدّرون مصارع العشاق.

………………………………..

 

تحت شجرة العائلة

 

1

قادما من الأرض البعيدة

في القطار المفتوح

وقدماه تتدليان من آخر عربة

الرِجل اليسري أقصر بخمسة سنتيمترات

لكن ذلك لا يهم كثيرا

مادامت البلهارسيا قد ماتت في بدايتها.

هبط المحروسة فعلا

وكل أسبوع تسمح زوجة الخال

بليلة في غرفة الضيوف

وعن الستة أيام الأخرى

لم يتحدث أبدا.

 

2

الشابة التي تجرجر خلفها

ثلاثة أطفال

ولها أخوة وأبناء عم

كيف ستتزوج هذا الأعرج؟

إنه يرتعش وحيدا في أقصى الحقل

كلما جاءت

كان يرى بنفسه

كيف تنمو أعواد الذرة

في نصف ساعة

وكيف يغوص فيها

ليخبىء جلبابه المهترئ.

 

3

معا

في هذا المنزل الطيني

كلما نظر إلى السقف

وجد خمسة عروق من الخشب

وأتربة صغيرة تتدافع

في بؤرة الضوء

الخارجة بصعوبة من الحائط.

 

4

الأمطار غزيرة هذا الشتاء

والفناء مكشوف

اللصوص الذين لا يقدرون على دفع الباب؛

يمضون يائسين

العتمة أكثر من قوية

طوال الليل

كانوا ينزحون الماء بصفائح قديمة

ولا يغطون رؤوسهم

أفراحهم تطير مع كل نقطة

الطينة كافية لجذب أحدهم

كلما حاول الخروج

والشمس ستصلح كل شئ.

 

5

السرير النحاسي

يطقطق عند أول لمسة

على أعمدته الطويلة

ستارة مربعة

يحترس في كل مرة يصعد فيها

لئلا تخونه قدماه

بالملابس الخفيفة

تبدأ مطاردات الليلة

والحب مازال ينمو

مع الخجل والاستسلام

والصراخات المكتومة

السرير يرتجف كل ليلة

والنزول تدريجيا

بالاستناد على الذراع اليمنى.

 

6

كائنات جديدة في البيت

واحدة, اثنتان وثالث

حشرات وزواحف

نباتات وطيور

حيوانات وبشر وقوارض

أعياد دائمة للنمو والحصاد

الطعام لكل فم

وضحكات صغيرة

تتسرب في شقوق الأرض.

 

7

الجميلتان الصغيرتان

أول أكباد تسير على الأرض

أول حديقة في دنيا الله

كيف يمر على رأسيهما الدقيقتين

هذا الغراب الناعق

كيف يصيب حبة القلب في مقتل

وكيف يرفع الصغيرتين

إلى أعلى شجرة في السماء

دون أن نبكي في صمت

ذلك الرحيل المقدس.

 

8

البيت التائه في الخلاء

المٌهْتزٌّ

المٌتَكوَّن طوبة بعد أخرى

الكافي

الذي لا يصعد أحد إلى سطحه

مجاور الخضرة

ومستلِب الأنظار

ابن البارحة

ذو العمر القصير

المضاء بأرواح طيبة

الخفيف العاتي

حائط الطين والقش

آخر السلالة

ومهبَط الأقدام الجائعة.

 

9

تأتأة حنانه

لم تمنع عينيه الضيقتين

من احتضان الجميع

حين اكتشف فجأة

أن أكثر من مائة شخص

يتناوبون ىأسه يوميا

افتحي عينه أيتها الصغيرة

واغسليها بالبريزولين.

توزيع اللبن مهمة شاقة

مع الفجر

يرتب الدراجة والوعاء

مارقا وسط الحقول

حتى يلحقه الأسفلت.

“أبو عجلة”

كما أسمته النسوة السمينات خلف الدار

أبوك الطيب

افتحي عينيه

ضعي يدك على ذقنه النابت

اجذبيه خارج البيت

ولا تتركيه

حتى يضع لك الشمس في يمينك

والقمر في يسارك.

 

10

أنا الفلاح

ذو الايدي الناعمة

أنا عامل الحكومة

وصديق الأرامل

أنا رب البيت

النائم ظهيرة كل يوم

أنا زوج حبيبتي

مجمع الحكايات

حكاء التفاصيل الدقيقة

أنا الرجل

الذي فقد في مكان ما

خمسة سنتيمترات من جسده.

 

11

الخضروات تموت على حافة الحقل

ألقى المدنيون مخلفاتهم عليها

صراخ الزوجة

يغلق الشبابيك مؤقتا

هو وراءها بسكينه الطويلة الصدئة

لكن الجاموسة الطيبة

_ وجه الخير_

رفعت هذا العجوز الذي يلاطفها

مرات ومرات فوق قرونها

ليموت بعد ثلاثة أيام

وجه الخير

كيف يحيون من جسدها القاتل

كيف يبيعون الالبان الدموية؟

 

12

كل ليلة

يذهبون بالطوب الأحمر

يخططون الأرض بأنفسهم

مانحين البيت الجديد

غرفا متلاصقة

كل يد مغروزة في الأسمنت

في الليل يدبرون الأمر

وفي النهار

يرصون بلاطات ملونة على طول الأرضية

وحنفيات بأحواض عالية

في مستقبل قريب

تليفزيون أبيض وأسود

لمبات بيضاء في السقف

وثلاثة أطفال في مدرسة مشتركة.

 

13

كل العصافير

التي عششت في البيت القديم

هدهدت أول صباح

للبيت الجديد

كلها تدور حول الشبابيك

تصفر وتضحك

لو أنها بالداخل

ترتب اعشاشا أخرى

لو كل صباح مثل هذا

لو يبتعد الحاسدون قليلا

وينمو البيت

ثلاثة أدوار أخرى.

 

14

كبرنا معا

تحت الجدران نفسها

المنزل نفسه

كان يكبر معنا

كلما تسندت على حائط

سمع خشونة عظامك

وحفظها في مسامه

كل حلم رميته خارج البيت

كان يرتد إليك

كل أحلام داخله

يرتبها يحقق الاسهل فالأصعب

ولا يخذلك بتاتا.

ثلاثون عاما في خدمة الحكومة والشعب

لكنها مجرد أيام في الخارج

في الحياة, في المواصلات العامة

ظهرك انحنى قليلا والعصى قدمك الثالثة

انخفض شارب الصقر إلى الربع

لكنها مجرد أيام في الخارج

وحده البيت

كان قبضتك

وظهرك المفرود على أسرَّته

عيونك التي تغلق الأبواب

وفمك مكتمل الأسنان

وموضع صرخاتك الآمرة.

 

15

من يراهن على فراش شاغر

وعلى كلمات

بدلا من أنفاس لاهبة

من يؤكد أن هذه الأنابيب

المدسوسة في أنفي

والليلَ

قادران على تمضية الوقت

وأنني في الصباح

سأجد قدمي الضائعة

من يراهن على فساد جسدي

ويقوم من نفسه

بخلع أنبوب واحد

ليجعل صفارات الإنذار

تزمجر على طول الممر.

 

16

تصفية مثالية لرجل جاوز الستين

سحب ليالي البرد القارصة

وخيالات الحقول

إضافة دم ساخن

تسبح فيه ضحكات متقطعة

وظلال ممرضات شابات

تبويب الجسم

وضع سنادات إضافية

والتخلي عن الزوائد

ليعود دفعة واحدة

وفي صباح باكر

إلى الحياة.

 

17

مازلنا معا

تحت شجرة العائلة

نقرفص وراء أيام أخرى

أنت قلت :

لقد جاءت الحياة يا أولادي

بعدما كسرت أنفها

وانتزعت منها خرم إبرة كبيرة

تماسكوا جيدا

سأدخلكم فيها

بعدما أبلل خيطكم بفمي

تماسكنا

لكننا خرجنا من الناحية الأخرى

بلعابك الذي يسرح في رؤوسنا.

نمنا في البيت جميعا

لكن عيون أخوتي

طارت إلى أشجار جديدة

وبقيت عيوني

تقيس ضغط الدم

وانتظام ضربات القلب

وتحشو فم العائلة بالكبسولات والمياه.

أنت أيضا تسير في الليل

تتحرك من غرفة إلى أخرى

تقتل أشباحا ينقرون على الشباك

تقتلهم بخبطة قدم واحدة

تحت حذائك اللامع.

أشباح ظلامك

القادمون من الأرض البعيدة

الذين لا يتوقفون عن التنقير

والذين لا تكف عن سحقهم

كأنك تمسك الخيط فعلا

وتدفعه في عين الحياة

حتى تسيل دموعها

كأن ذلك يحدث

وكأننا موجودون معا

تحت شجرة واحدة.

ــــــــــــــــــــــــــ

1998

عودة إلى الملف

  

مقالات من نفس القسم