هالتان من نور

هالتان من نور
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

تعريفات لابد منها:

ياسمين: قطعة طرية من اللحم استيقظت ذات صباح فوجدتها تنام في المسافة الفاصلة بيني وبين زوجتي. ثم حين كبرت أصبحت ذلك العسكري الصغير الذي يضبطني دائماً كلما توددت إلى سارة.

سارة: هالة من النور تضيء حياتي.. فإذا ما انطفأت توقفت الحياة..

*****

النظر إلى عيني سارة يحتاج إلى تفرغ تام, وكوب من الشاي, وإلى الكثير من التأمل.. هذا ما أدركته وأنا أقود في طريقنا إلى الحفل. حين أخبرتها بسبب توقفنا على جانب الطريق ضحكت وأخبرتني بأنني “بكاش”. وحين تضحك سارة لا أشعر سوى بأن قلبي كان منهكاً من طول الوقوف ثم على ضحكتها استراح وجلس..

أمد يدي نحو يدها فتشب ياسمين من المقعد الخلفي متسائلة عن سبب توقفنا. أرفع يدي على الفور قبل أن أنظر في المرآة بامتعاض. تبتسم زوجتي, ثم تتعامل مع الموقف.

أحب ياسمين كثيراً, لكنني لا أطيق أن تشاركني في سارة.. أحسدها وأغار منها, فمنذ أتت, شغلت ذلك الموضع من مفرق صدر حبيبتي والذي كنت أزرع وجهي فيه كل يوم.

أدخل إلى الحفل ممسكاً بيد سارة بعدما رفضت ياسمين أن أمسك يدها وقالت إنها كبرت.

طيب ما أنا ماسك إيد ماما!!

لا ترد سوى بامتعاض خفيف على وجهها. كم تحيرني هذه الصغيرة, وكم تفاجئني بأفعالها, بالأمس بكت كثيراً حين رفضت أمها أن تضع لها أحمر الشفاة, وخلال الأيام الماضية كانت تلبس حذاء أمها, وتقف ممسكة بعصا المقشة وتقول “أنا ماما”. والآن تريد أن تمشي وحدها وألا تمسك يدي على عكس “ماما” تماماً.

تنظر إلي سارة مبتسمة وتقول تفسيرات علمية لا تهمني عن إن البنت تتدرب على أدوارها الأنثوية, وأنها ترغب أيضاً في التحرر والاستقلال.. وتسرف في هذا الكلام الغليظ الذي لا أفهمه.

أنا أفهم فقط هذا الخوف الذي يعتريني حين تنفلت يدها من يدي وتجري بين السيارات, أو حين أبحث عنها حولي ولا أجدها. هي تقول إنها “ماما”, وأنا سعيد بهذا, بل وأتمنى أن يكون لدي ألف “ماما” طالما سيصبحن كلهن صورة مكررة من سارة.

ما أن رأتنا سلمى بنت خالتي ندخل الحفل حتى أسرعت نحوي..

****

استدراك:

سلمى: هالة من الهباب تطين حياتي كلما سنحت لها الفرصة, وهي خطيبتي السابقة.

أنا: قط شيرازي مدلل يلتزم الصمت بينما تعبث أي حسناء بفرائه الناعم.

****

كعادتها تعاملت سلمى معي بلطف خبيث, وأطالت في السلام, والابتسام. فانقلب وجه سارة, ثم على الفور انطفأ النور..

سكت الجميع سكوتاً مؤقتاً, وسكنت الموسيقى. بحثت عن ياسمين في فزع فلم أتبينها من الظلام. قبل أن تعلو الأصوات والهمهمات في أرجاء المكان, فتح النور وتداعت الموسيقى. ثم سمعت صوت ياسمين يأتي من آخر الصالة وهي تهتف قائلة “هيه”. ورأيتها وهي تقف على كرسي وتمسك سكينة الكهرباء.

قبل أن أتحرك من مكاني, كانت ياسمين قد جذبت السكينة مرة أخرى ليتوقف كل شيء في المكان. وعندما فتحت النور مرة أخرى, جريت أنا وسارة نحوها.. أمسكتها قبل أن تمتد إليها يد أمها بالعقاب.

****

تعديل:

ياسمين: قبس من نور سارة, وقطعة حبيبة مني تبذل مجهوداً ملحوظاً في التدرب على أدوارها الأنثوية.

 

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون