نصوص لــ غادة خليفة

نصوص لــ غادة خليفة
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

تقاطع مع سيلفيا

لقد أغواني بشِعرِه فذهبتُ

لكنَّني لم أتزوجْهُ يا سيلفيا

رأيتُ تعاستي تتسلقُ جدرانَ حُبِّنا بصبرٍ

واخترتُ أن أكتبَ فقط

لم أتركَ نفسي للحبِّ

بل وضعتُه تحت سيطرتي

لويتُ ذراعَه كي أبتهج

لكنَّهُ كان يبكي دائمًا

أنتِ صدَّقتِ الحُبَّ

أقنعكِ الشِّعرُ بالتخلي عن قلبكِ بالكاملِ

قبلتِ أن تكوني أمًّا أبدية

لقد تم عَصْركِ مثل البرتقالِ الذي مرَّ بمشهدٍ ما
مع ذلك أتتْ موهبتُك طائعةً إليكِ
حينما صرختِ باسمها

لم أتزوج الشاعرَ العظيم

ولا أيَّ شاعرٍ آخر

لم أتزوج يا سيلفيا

لستُ منهكةً بأعمالِ المنزلولا مُجبرةً على العملِ

مع ذلك أُفكر في الانتحار

مثلكِ تمامًا

لا أحدَ يكلِّمُني يا سيلفيا

لا أحدَ يرغب في الكَلامِ معي

أكتبُ لأتكلمَ مع نفسي

هل تُصدقين؟

الشعرُ يُهاجمُني/ يقتنصُ رُوحي

يُكثِّفُها في مِساحةٍ ضيِّقة

ويَتركني فارغةً

كيف سمحتِ له أن ينهشَكِ هكذا؟

2010


جوافة

لا أحدَ يصدِّقُ المجانينَ

يُقسمونَ أنَّ الإبرَ تخترقُ عيونَهم

لكنَّ العالمَ يُصرُّ على سَلامتِهِم

وَخرابِ رأسِهِم

التي تَبثُّ هذه المشاهدَ الملأَى بالأشواكِ

لا تُخبرُ الجوافةَ أنَّكَ تُحبُهَا

الفاكهةُ لا تمتلكُ أذنَين

ولنْ تُصدقَ أنَّ بإمكانِ مَنْ يُحبهَا أنْ يأكلَهَا

إِنَّهَا تصدِّقُ الحبَّ كمَا تعرفُهُ مِن الأرضِ

هذه العُصارة التي تتدفقُ داخلَهَا وتملؤهَا بالحياةِ

كيفَ تُسمِّي انتهاكَ أسنانكَ المؤلمةِ لها حبًّا؟

اذهبْ إلى طبيبِ الأسنانِ

واطلبْ منهُ أنْ ينتزعَ أسنانِكَ كلِّهَا دونَ مخدِّرٍ

اذهبْ بهم إلى الجوافةِ وأخبرهَا أنَّكَ تُحبهَا

أيُّها المجنون

إنَّها جثةٌ منذ أنْ تم قطفُهَا

.

.

كرِّر معي

الجوافةُ فاكهةٌ حلوةٌ

الفاكهةُ لا تشعرُ بالألم.

2013


بهجةُ الطريقِ

أرفضُ ارتداءَ حذاءٍ رائعِ الجمالِ يُدميني كلَّ مرةٍ،

كلَّ مرةٍ تقريبًا.

الأحذيةُ الجميلةُ المؤلمةُ تُروِّجُ إشاعاتٍ عن اتساعِهَا مع الوقتِ،

مع الوقتِ تُدميني أكثر، يزدادُ العذابُ دائمًا كلما مرَّ الوقتُ.

لا أحتاجُ إلى الدِّفاع عن قدمي المـُصابةُ بالفلات فوت،

تلكَ القدمُ الكبيرةُ والعاليةُ التي لا يناسبُها أيُّ حذاءٍ.

لماذا أُتَّهمُ بقدمي التي لم أَخترْها؟

2012


تحتَ السطحِ

الموتُ يحاصرُنَا بالكاملِ

الموتُ والسحلُ والتعذيبُ وفُقدانُ البصرِ

كلُّ هذا يحدثُ يوميًّا أمامَ أعيننَا

وكلُّ ما أفكرُ بِهِ

أنَّني سأصعدُ إلى اللهِ

دونَ أنْ أجرِّبَ الوجودَ داخلَ حضنِ رجلٍ

سيغتصبونَنِي في الشارعِ

قبلَ أنْ أعرفَ شكلَ اللَّمساتِ الجميلةِ

كلُّ هذه التفاهةِ تجعلني أكرهُ نفسِي

أيَّتها الحريةُ …. ما هو اسمك الحقيقيّ؟

كيف تظهرين دونَ مكياج

هل سَتسمحين لي بِالضحكِ بصوتٍ عالٍ

أم أنَّكِ دونَ ذلكَ دائمًا.


2013


خُبز

أَنتَ اختَرتَ قَصَائِدِي

تَحَوَّلتَ إِلَى دَقِيقٍ نَقِيٍّ

لَا لَسْتَ الدَّقِيقَ

أَنْتَ الخَمِيرَةُ الَّتِي تَجعَلُ العَجِينَ يَتَضَاعَفُ

لَا لَستَ الخَمِيرَةَ

أَنْتَ الفَانِيليَا الَّتِي تُعْطِي النَّكْهَةَ

لَسْتَ الفَانِيليَا

أَنْتَ الفُرنُ الَّذِي أَخبِزُ فِيهِ مَشَاعِرِي

أَنتَ النَّارُ الَّتِي يَجِبُ عَلَيَّ أَنْ أَدْخُلَهَا

كَي أَنضَجَ
.......
2009


تـانـجو

الرَّجُلُ المَعْدَنِيُّ

الَّذِي يَحْتَوِينِي

يَتَحَرَّكُ مَعِي فِي خُطُوَاتٍ واسِعَة

يذْرَعُ المَكانَ مَرايا مِن حَولِه

يَنْظُرُ بِإِعجابٍ

إليَ طَرِيقَتِهِ فِي الحَرَكَةِ والكَلام

يَزْهُو بِجاذِبِيَّةٍ شَدِيدَة

وَرِقَّةٍ مُصْطَنَعَة

أَوَدُّ أَن أَقْذِفَهُ بِحَجَرٍ كَبِير

كَي يَخرُجَ مِن قَوقَعَتِه

أوَدُّ أَن أَصفَعَهُ

أو أن أُقَبِّلَهُ

رُبَّما يُفِيقُ قَلِيلاً

وَيَرَانِي

..........

 2004


انْتِـــحَار

شَجاعَتِي

الَّتِي أُراهِنُ عَلَيها دَائِمًا

تَخاف

قَلْبِي يَرْتَجِف

وَأنا أَنْقَسِمُ عِدَّةَ مَرَّاتٍ

لأُصبِحَ وَاحِدَةً تُحِبُّونَها

البِنْتُ الَّتِي لا تَستَحقُ مَحَبَّتَكُم

تَصْرُخُ بِقُوَّةٍ وَدَأَب

تُمَزِّقُنِي كَي تَخْرُجَ

بِكُلِّ شَرَاسةٍ وَحَيَوِيَّة

وَحدَها

تَخْطُو بِعُذُوبَةٍ

فَوقَكُم جَمِيعًا

بِلا مَحَبَّةٍ أو آخَرِين

.............

2004


عِيدُ الأمِّ

لِماذا

نَشْعُرُ بِاليُتم

بِالرَّغمِ مِن أنَّ لَنا أُمًّا

تَطْبُخُ الطَّعام

وَتَضرِبُنا

.....

                                      

2007
1

مسجونةٌ داخل جسدي

أربطه بحبال كثيرة وأخنق حركته تجاه الآخر

وبينما أتوق إلى يد قوية تحررني

أجدني أصرخ

كلما ابتسم رجلٌ لعينيَّ

2

متى سيأتي اليوم

الذي ستكونين فيه ومشاعرك

شيئًا واحدًا

المشاعر الحارة والباردة

الحرة والخافتة

السوداء والملونة

أنتِ

هي

أنتِ

3

البحر كالحب

يخلصك من مشاعرك وأفكارك معًا

الدهشة التي تفتنك ربما تصبح باهتة

مقارنة ببهجة فوضاوية تغمر البنايات والناس وبائعي الكتب القديمة

العالم يتفتت ويعاد تركيبه من قطع صغيرة

بأشكال مختلفة ونكهات متنوعة

ما هي نكهة الحب؟

.....

2007
امرَأَةٌ

يُمكِنُ لِلَمْسَةٍ عَادِيَّةٍ مِنْ مُصَوِّرِ الفُوتوغرافيا

أَنْ تَضَعَنِي عَلَى حَافَّةِ الجَحِيمِ

شَفتَايَ تَرتَجِفَانِ

أَفقِدُ القُدرَةَ عَلَى الحَرَكَةِ

هَلْ أَصبَحتُ امرَأَةً دُونَ أَنْ أَدرِي؟

الطِّفلَةُ الَّتِي أُرَبِّيهَا دَاخِلِي

مَتَى اختَفَتْ؟

وَصَعَدَتْ تِلكَ الأُخرَى

الَّتي يُشعِلُهَا الهَوَاءُ الـمُلوَّثُ بِالبَارفَان

مَاذَا يَحدُثُ لِي؟

مَا الَّذِي تَغَيَّرَ فِي العَالَمِ وَجَعَلَنِي/جَعَلَهَا تَستَيقِظ؟

لَا أَستَطِيعُ سَجنَهَا دَاخِلَ الكَرَّاسَةِ

أَوْ تَحوِيلَهَا إِلَى أُغنِيَةٍ صَغِيرَةٍ

كَيفَ تَوَحَّشَتْ هَكَذَا كَي تَفرِضَ إِرَادَتَهَا عَلَيَّ؟

أَنَا وَحِيدَةٌ مَعَهَا

تَنتَقمُ مِنِّي بشراسةٍ

تَسلُبُنِي إِرَادَتِي وَتَركُضُ عَكْسَ اتِّجَاهِي

تَحضُنُ الرِّجَالَ، وَتَتْرُكُ أَصَابِعَهَا تَرتَاحُ عَلَى أَكتَافِهِم

- لا أَحَدَ يُحبُّنِي

- يُحبُّونَكِ... لَا تَخَافِي

- لَا أَحَدَ لِي

- ......

تَجُرُّنِي إِلَى الـمِرآةِ

لِتَتَأكَّدَ مِنْ هَزِيمَتي

العَذَابُ يَتَدَفَّقُ بِقوَّةٍ

مَاذَا أَفعَلُ يَا الله؟

لَا أُرِيدُ أَنْ أَكُونَ امرَأَةً

.........

2011


كَابُوسُ التَّمَامِ

أَصْعَدُ

الدَّقَاتُ البَطِيئَةُ تَتْبَعُنِي

قَلبِي يَخْفِقُ

ألتَفِتُ فَجْأةً

يَخرُجُ مِنْ الحَضْرَةِ مُرتَدِيًا عِمَامَتَهُ الخَضْرَاءَ

الصَّغِيرَةُ تَخْرُجُ مِنْ الجَامِعِ مُلتَفَّةً بِأبيَضهَا الكَامِلِ

يَقتَرِبُ

تَبْتَسِمُ

يَضَعُ يَدًا عَلَى صَدْرِهَا

تُقاوِمُ

يُغوِيهَا/يَنتَهِكُهَا

فِي حَرِيرٍ أبْيَضَ

أجْلِسُ عَلى سَرِيرٍ وَاسِعٍ مَعَهُ

القَصْرُ يَزدَحِمُ بعَشِيقَاتِهِ

أَنَا آخِرُ امرَأَةٍ سَتَحْكِي

- بالرَّغْمِ مِنْ أنَّ نِسَاءً كَثيرَاتٍ أتَيْنَ بَعْدِي-

سَأَصِفُ اقتِرَابِي مِنْهُ وافتِتَانِي بِهِ

الافتِتَانُ الَّذِي تَحَوَّلَ إِلَى رَغَبَاتٍ تُطَارِدُنِي

سَأُقنِعُهُنَّ أَنَّنِي أَحبَبْتُهُ

وأَتَشَرَّخُ مِثلَ زُجَاجٍ مُصَابٍ

لأنَّهُ لَمْ يَلمِسْنِي

الطِّفلُ يَسْجُدُ بِعَكسِ اتِّجَاهِ النَّارِ

الصَّوتُ يُخَاطِبُهُ بِقُوَّةٍ

- يَا مُحَمَّد

إنَّ هُناكَ أفعَالًا وخَطَايَا

لا فَارِقَ بَيْنَهُمَا

كِلاهُمَا أَفعَالٌ

مُحَمَّدٌ يَقطَعُ الـمَشْهَدَ

يَخرُجُ مِنْ وَرَاءِ النَّارِ

مُغَامِرًا بِإغضَابِ السُّلطَانَةِ

أَصدِقَاؤُهُ يَظهَرُونَ فَجْأةً

يُنَادُونَ بِإجْلالٍ

- تَفَضَّلْ

يَمشِي بِبُطءٍ مُستَنِدًا إِلَى عَصَاهُ

في هُدُوءٍ يَقُولُ: هَلْ تُحِبُّهَا؟

أصْرُخُ

جِدًّا... جِدًّا

يَلتَفِتُ لِمُوَاجَهَتِي وسِيجَارَةُ الـمُخَدِّرِ بِيَدِهِ

أَغضَبُ وَأَذهَبُ

أترُكُهُ لصَدِيقَاتِي كَي يَخبِزْنَ لَهُ الطَّعَامَ

ويُقدِّمنَ الهَدَايَا

كُلُّ هَؤلاءِ الَّذينَ رَأَوْهُ بِعَينَيَّ

الكَامِيرَا تَصْعَدُ مِنْ أصَابِعَ قَدَمَيْهِ إِلَى سَاقَيهِ

إِلَى مَا بَينَهُمَا

العُضوُ الأُنثَوِيُّ يَظْهَرُ وَاضِحًا

الكَامِيرَا تَصْعَدُ إِلَى أَعْلَى كَي تَكشِفَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ

الرَّجُلُ الأَسْوَدُ يَأتِي

- مِنْ فَضلِكَ لا تَقتُلْهُ

- لَنْ أَقتُلَهُ

سَأتَزَوَّجُهُ فَقَط

مُحَمَّدٌ يَجلِسُ إِلَى طَاوِلَةِ الرَّسمِ

شَفَتَاهُ مَصبُوغَتَانِ

وَلَونُ الفِضَّةِ يَلمَعُ حَولَ عَينَيهِ

- أَلبِسُونِي عِمَّةَ الجُنُونِ

- أَنتَ لَسْتَ مَجنُونًا

أنتَ مُذنِبٌ

شَيءٌ مَا عَلَى وَشْكِ الحُدُوثِ

حَقلٌ مِنْ السُّكُونِ سَيَنفَجِرُ

فِكرَةُ البَقَاءِ خَارِجَ مُحَمَّدٍ

تُرعِبُنِي

يَقفِزُ مِنْ سَطحِ القَصرِ إِلَى الشَّارِعِ

يَسْرِقُ دَرَّاجَةً قَدِيمَةً وَيَبتَعِدُ

السَّمَاءُ مَثقُوبَةٌ بِنُجُومٍ كَثِيرَةٍ

مُحَمَّدٌ يَذُوبُ مَعَ الطَّبَقَةِ الخَفِيفَةِ مِنْ السَّحَابِ

القَمَرُ يَبتَهِجُ أَكثَرَ

وَالنِّيرَانُ تَلتَهِمُ الصُّوَرَ

.......

2010


قبلَ أَنْ يَمرَّ مِنْ هُنَا

المشمشةُ الصغيرةُ تستقرُّ في يدي، ولا أَجرؤ أنْ آكلها، كُلَّما فتحتُ فمي تنغرسُ الإبرُ برقبتي. المشمشُ الملوّنُ كان صغيرًا ودافئًا، لم يكن يغضبُ إذا أَلقيتُ بالتوكة من النافذةِ، وكانَ يُصالحُني بعد أن تَضرِبَني أمي.

في المرَّة التي كَسَرتُ فيها أطباقَ المهلبية، كنتُ أجري لألعبَ مع غُبار الشمس، لكنَّ أمي لا تصدقُ الوردةَ التي تتمشىَّ أمامي، ولا يمكنُ أن ترى الشمس.

المركَبة تغرقُ في طبق البلاستك، أحترفُ إغراقَ المراكبَ إلى الآن، ولم أتوقفْ عن صناعتِها.

تقولُ أختي إنَّ عليَّ أن أصنعَ البحرَ أولًا

لكنَّني أخافُ أنْ يتسللَ الغرقُ إليَّ.

2012


أَمتلكُ أصدقاءً يكسِّرونَ خياليَ بِدأبٍ

يُحضرُ لِي أحدُهم فراشةً دونَ أجنحةٍ ويُخبرنِي أنَّها تَطيرُ بِخفَّةٍ

أمَّا الآخرُ فيأتي بزهورٍ منزوعةِ السِّيقان ويطلبُ منِّي أنْ أضعَ لها السُّكرَ كي تعيشَ

كلُّ الهدايا دونَ كُفوفٍ

خَيالي الذي يمتليءُ فجأةً بالأنينِ

يُخبرني أنَّ هديةً مكتملةَ الأصابعِ كانتْ ستختارُ امرأةً أخرى بالتأكيدِ

.....

2103

.............

مقالات من نفس القسم