مفاجأة كبرى

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 3
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أحمد ثروت

مفاجأة كبرى..

لم تكتمل.

استأنف القَدَرُ مساره العادي..

عابراً فوقها..

لم يلتفت،

للذهب الأحمر..

الذي لا قيمة له..

في بلاد الذهب..

أكثر من قيمة ترابنا الوطني..

في أرضنا..

التي كانت مميزة بموائد الطعام..

المفروشة بالقش وبيض الدجاج الساخن.

مائدة الطعام هي الموضع الأهم..

في الكوخ،

أو القصر..

رغم أن قدح الشراب الممتلئ..

هو الأقدر على حل معضلات العالم.. المتشابك.

يظن أنه يبحث عن نور الحق..

لم ينتبه أنه..

مجرد مصطلح.. مكون من مضاف ومضاف إليه..

لا يختلف كثيراً..

عن نور مصباح الثلاجة القديمة..

لا يختلف أيضاً..

عن نور الشمعة وقت اختفاء الكهرباء،

عن ظلمة الليل..

عن عشاء القبيلة..

في صحون الفراغ..

كلها نكرات تسبق المعارف..

نكرات المعارف..

تلك الباهتة التي تتطلب الإيضاح..

رغم أنها هي الأصل..

الجذر..

وقِوام الجملة المأمولة.

نور الحق، ربما يكون باهتاً..

وسط ظلام المدينة..

لا يتخذ شكلاً بمفرده..

فلا يشبه الرجل الوطواط مثلاً..

إلا بخطوط الظلام المُحَدِّد..

لا يستطيع السير وحده..

لا يقدر على النظر لوجه الشمس، إن ابتسمت..

فيختبئ منهزماً خلف صناديق القمامة..

المعبأة بألعاب الكترونية..

يفضلها العالم المتحضر.

إنهم لا يتجنبون الحب،

لا يعشقون قراءة الفناجين أو أوراق اللعب،

كما أنهم يحبون مقارعة الكؤوس أوقات فراغهم..

بينما..

نبحث نحن عن مفاجأة كبرى،

تعيد نَظْم حياتنا،

دون أن تخدش القدر..

الذي نؤمن به.. أكثر من إيماننا بأنفسنا..

فنظل طائفين بلا كلل..

تضيق دوائرنا، تحزّ جنوبنا.

تبهت أصواتنا، أو تندثر.

رافضين منحة البحر الواسع ،

قد اختار لنا الأسلاف،

أقدارنا المخبوءة.. التي نعجز عن الحلم بها،

ولن نعرفها أبداً،

فالدوران حول نقطة،

لا يترك فرصة لصناعة طريق محتمل،

لبناءٍ مبهج،

 قد تختلف تلك الفرصة تماماً،

عن تلك التي نرفضها،

كفئران الحقول،

خائفين،

مذعورين،

لسبب وحيد،

يصدر عن هذيانِ معممٍ يملك صوتاً صاخباً،

ومطرقة.

 

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني