مجرد وقت

ممدوح رزق
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ممدوح رزق

كان يمكن لهذا الوقت أن يكون مساءً بالفعل لو لم يكن سوى أثر متغيّر لأحلام الذاكرة.. كان يمكن لهذا الصمت أن يكون وحدة حقًا لو أنك انتهيت من قطع الخيوط النارية المربوطة في أصابع الدُمى التي تُحرّك موتك.. لكنه مجرد وقت، حيث يمعن الزمن في الانتهاء من قبل أن يبدأ.. مجرد صمت، حيث تتلاشى قدرة روحك على نبش القبر الذي لم تغادره الحياة مطلقًا. ليس لقلبي دقات، بل ريح ممسوسة بشبق مناقض؛ فهي لا تزيح الحوائط، وإنما بوحشيتها الأكثر نعومة تشيّدها في كل فراغ يمضغ ظلامه البصر.. كأن الحوائط إيماءات الفناء المتراكمة في القلب.. لذا يخبّئ “الخوف” ميوعته المنتشية من أجنحة الغيب السوداء الكثيفة التي تحوم في عماء اللغة.

هل الأفكار هي ما يشكّل جثتي، أم الغياب المستقر في أغوارها؟.. ما أريد كتابته، أم ما أريد الاستسلام له؟.. البقاء مستيقظًا، أم قضاء اللحظات الأخيرة في نوم متنقل ببن أطياف الماضي؟.

ثلاث وأربعون.. لا يعرف شيئًا عن هذا الرقم الذي يشير لسنوات عمره أكثر من شعور جذري، متزايد الثقل والحدة بتجويف صغير لندبة منفصلة عن ملامح غامضة، وملقاة في قاع معتم، فائضة بقذارة لا تنجم إلا عن وجود مجهول لم يتحقق.. ندبة كانت ترجو لو تمكنت من الحركة في القاع، كما لو أنها في عمق نهر مثلًا، لكنها فقط صورة متكررة وراء الزجاج نفسه. ثمة ثقوب في كل كلمة أكتبها.. ثقوب لانهائية يمر منها ما لا يمكنني كتابته نحو الكلمة التالية.. نحو القصة التالية.. نحو خطوة أخرى في الخرائب الضبابية بعيدًا عن رأسي المقطوع.

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون