لعلها خير

ناهد السيد
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ناهد السيد

الخوف من أي شيء يعطيه فرصة للتكاثر.

لماذا لا نعتبر أن ما يحدث نعمة من الله ونحاول التفكر فى حكمة الله  منه.

لعل الله أراد أن يقرص آذاننا لنعود لذكره من قلوبنا. ليس مجرد ألسن تتحرك باعتياد.

لماذا لا نعتبر أنه أراد أن نستند إليه ونتوكل، أرانا قدراته فى مرض ينتشر بسرعة البرق وليس له علاج، ثم أعقبه بعاصفة تطهير لا يمكن أن نتخلص منه إلا بها ، فأراد أن يريك كيف يصيبك وكيف يخلصك.

اراك فشل العلماء والباحثين فى إنقاذك وبضربة إصبع خلصك من وباء، رغم أنه غنى عن استعراض قدراته أمامك. لذلك لابد أن تعتبر الكورونا والعاصفة درساً لك من الله، فضلاً على فوائد أخرى لم تنتبه لها بعد.

جلستك فى بيتك محبوساً من العاصفه جعلتك ترى أسرتك، تتفاعل معهم، ترى كم كبر أبناؤك الذين تمر عليهم مرور الكرام يوميا بصباح الخير والمصروف.

جاءتك الفرصه لتندهش بتفكيرهم، بقدراتهم، بمشاعرهم التى لم تسنح لك الفرصة لمشاركتها معهم بحكم انشغالك وسعيك خلف لقمة العيش أو تحقيق مستقبل كاد فى لحظه أن يضيع هباء بانتهاء العالم.

ماذا لو انتهى العالم الآن بسبب الوباء أولاً أو العاصفه ثانياً، إلى من يؤول مالك الذى بالغت فى ترك كل شيء لأجله بحجه أنه مستقبل اولادك، ألم يكن أجدى أن تجلس معهم أن تحيطهم علما وخبرة، أن تشعرهم بالسند والسلام، هذا هو الميراث الذى يدوم ومنه يستطيعون بأنفسهم صنع مستقبلهم، أنت فقط انشغلت وهم اعتادوا على حريه التصرف على اكتساب خبرات من آخرين أو من الدنيا . اعتادوا على تمنى أحلاما ليست فى مخططك الكونى الذى وضعته لأسرتك. تفككت الأسر وغاب سند البيت. وانهارت الأمهات من حملها الثقيل بالغريزة مرة وتمثيل  دور الأب مرات .

كان هنا فضل الرب لانه أراد خيرا بالأسرة وبهذا الجيل المسكين الذى حقق رقما قياسيا فى الانتحار والأدمان للهروب من واقع بلا مشاعر أو دفء.

لعلها خير.. تلك العاصفة التى تزيل عنك غمامة النسيان، لترى أن ربك موجود. ربك سند. ربك قادر .ربك شكور يستحق الشكر كل لحظة فلا تنسه. اشكره على نعمة البيت الذى آواك من العاصفه . على نعم الدفء الذى يتمناه مشردو الشوارع والحيوانات. تذكر بعد ذلك أن تكن عطوفا على هؤلاء. لا تمنحهم الصدقة بغرض أن يحقق لك الله أمنية. امنح للتقرب من الله. ابتسم فى وجهه إرضاء لوجه الله.. لا تمنح وتنتظر المقابل لأنه لن يأتيك. فرب العزة لا يقبل المقايضة. وإذا أصررت على المقايضة فأنت الخاسر. سيلعب معك لعبتها، سأمنحك عملا فى شركة كبرى ومالا وفيرا وسوف أحصل فى المقابل على صحة ابنك ..إذن احرص على ألا  تقترب من هذه المنطقه .. امنح فقط . اتكل فهو حسبك. افعل ما يمليه عليك قلبك. ربى يسكن القلوب لا العقول.

لا تكن كارها خائفا مغرورا حاقدا فتلك الصفات وغيرها يضيق بها الرب فى جلسته بقلبك

وهم لا يستويان أبدا .. إذن حافظ عليه بقلبك وتخل عن الأضغان

اعتبر كل ما يأتيك به خيرا وتفكر فى الحكمة منه

هو وحده القادر.. قلها من قلبك.

من أعماقك وصدقها.. فما أكثر من دلائله لك.. أراد خيرا بمصر فأزال وباءها بالعاصفة. أراد خيرا بالأسر فمنحها الترابط ولو ليومين. أراد خيرا بالفقراء والمساكين فأرسل إليهم من يرحمهم. أراد خيرا بالشباب فانطق ألسنتهم بذكره. والله خير حافظا.

مقالات من نفس القسم