لا زلت لا أجيد الكتابة عنك

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 102
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

نيرمين نزار

كتبت له وعنه هذه التدوينة عام 2005. كان قد مضى على بداية صداقتنا ثلاثة عشر عاماً. أنشرها هنا مرة أخرى لأنها تذكرني بما أصبح الآن بدايات. تصف صداقتنا كما بدأت واستمرت. تحكي نظرتي الأولى له. لقد مرت عشر سنوات أخرى منذ 2005. تغيرت أشياء كثيرة وهو بعيد. لا أعلم كما كنت أعلم في يوم ما خلفية أعماله الأخيرة. لماذا كتب ما كتب. ما دار في باله وما ألهمه. لا أمسك مخطوطاً بيدي وآخذه للناشر كما فعلت في عمله الأول أو الثاني.

أفتقد ذلك كما أفتقد ثرثرتنا التي تتضمن قدراً مهولاً من النميمة حتى عن أنفسنا وحماقاتنا. لا أعرف مغامراته. لا أعرف أصدقاء غربته. لا أجيد الثرثرة الإلكترونية كثيراً. الحقيقة أني أدرك أنه من المتوقع أن أتحدث عنه قليلاً ككاتب، ولكن الحقيقة أيضاً أن ذكر اسمه ككاتب على لسان من لا أعرفهم جيداً يدهشني ويضحكني ويرضيني. صديق المغامرات والنميمة والسهر. الرجل الذي وضعت قبول صداقتي به شرطاً يتوقف عليه قبولي الزواج، أصبح منذ سنوات بعيدة كاتباً يقرأه الناس خارج دائرة الأصدقاء وخارج البلد ويكتب عنه النقاد وتجرى معه الأحاديث الصحفية. كل هذا يثير ضحك الطفلة التي لا تزال داخلي وتدفعني لشر بريء.

ابتسامات القديسين وأبناء الجبلاوي من رواياتي المفضلة ولكنها تنتمي إلى إبراهيم فرغلي الكاتب، أما الإهداء الذي كتبه لي على الصفحة الأولى من الرواية فهو ينتمي لصديق عمري.

يقف إبراهيم الآن على جانب مختلف عني من الأحداث والجارية، ينتقد من يقفون معي في نفس الصف بعنف وسخرية قاسية. عندما كان يفعلها سابقاُ لم يكن بالأمر دماء قريبة سالت أمامي وعلى يدي ولا أصدقاء مقربين تُسرق أعمارهم في السجون فكان يضحك وأضحك وتمضي الأمور. الآن حل عليّ خوف وغضب ما ورغبة ملحة في جلسة في المقهى القديم أشرح له فيها ثم نختلف مرة أخرى كما في خلافاتنا القديمة بلا وطأة. (مساحة أضعه وحده بها)، ثم يأتي إلى مصر وأكتب له فيتصل بي ونضحك وهذا كل ما يتطلبه الأمر. أن تسمع صوتاً حميماً لهذه الدرجة بعد غياب فتضحك ويضحك ونعود كما كنا.

….

بوب. ببتسم كل ما بقول الاسم في بالي أو بصوت عالي. بوب صاحبي (صديقي يعني بس أنا بكره محاولات إكساب العلاقات شكل بريء بإننا نسميها أسامي معينة أو نبرر تسميتها زي ما أنا بعمل دلوقتي بالظبط). بوب صديقي من 13 سنة وشويتين! ياااااااااااه يلا! هي دي الي بيسموها صحوبية عمر؟ أكيد دي. أصل لو مش دي تبقى إيه يعني. بوب اللي بعد سنين من معرفتنا، لما أتسأل معرفش أنا ديني إيه لأنه ده عمره ما فرق معاه ولا كان ليه مكان في مناقشاتنا. بوب اللي حاولت أحب كل بنت هو حبها وكرهت كل بنت سابها أو سابته. اللي سمعلي كتير أوي وأنا بشكي من مية حاجة وأستحمل كل نزواتي وما قالش حاجة غير “يا إلهي!”. علاقتي بيه شكلها ما بتتفهمش قوي في الجزء ده من العالم. كانوا الناس دايما شاكين إننا بنحب بعض علشان كده كانوا دايماً مش فاهمين إزاي كانوا بيلاقوا لكل واحد فينا حبيب تاني ويلاقونا لسه مع بعض. صحيح يا إبراهيم هو احنا ما حبيناش بعض إزاي؟ يمكن علشان بنحب بعض جداً.

لما إنت اتجوزت أنا وصلت الفرح أول واحدة بعد مامتك وباباك وإخواتك. يومها ما كنتش فرحانة قوي لأني كنت خايفة أنه اليوم ده يكون علامة فارقة في علاقتنا وإن مراتك الجميلة ما تعرفش تستوعب صداقتنا. سألت بباك يومها “يا أنكل تفتكر حنفضل صحاب زي ما احنا؟” فقال بثقة “لا”. معلش يا أنكل، أنا سعيدة إنك طلعت غلطان. فعلاً بعدها بعدنا فترة. كان ده طبيعي عبال ما تعملوا علاقات مشتركة وحياة مشتركة. وبعدين ومعرفش بالصدفة ولا عن قصد بقيت جزء من أصدقاءكوا المشتركين وعرفت إنها إنسانة جميلة زيك لإنها قادرة تفهم الصداقة الرائعة الي بينا

عايزة بس أقول لك إنك إنت ما بقيتش أنتيم بعد أول خمس دقايق لو تفتكر، ويمكن إنت علشان كده أنتيم لغاية النهاردة. صداقة اتبنت زي كل حاجة جميلة واحدة واحدة وعلى أساس قوي جداً من المشتركات الكتير والأختلافات المعلنة. بتتبضن من السياسة مثلاً. طيب يا خويا لما بكره نتحرم من فنجان قهوة سوا في ديوان لإنك مش محرم ليا حتبقى تعرف إن الله حق. ثم تعالى هنا يا أستاذ. إنت مش عضو في أدباء وفنانين من أجل التغيير؟ أراهن إنك ما رحتش ولا أجتماع بس برضه ماضي على البيان. (بطلع لك لساني افتراضيا وسامعة ضحكتك مجلجلة) مش ححكي على المواقف اللي بينا والنبل اللي في تعاملك معايا. علاقتنا عندي أكبر من إني أدقق في تفاصيلها الصغيرة، بس حبيت أبعتلك السلام وأقول لك اللي وحياة لولو و لولو عمرك ما حتسمعه مني في الحقيقة

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم