قراءة في فانيليا للطاهر شرقاوي

"ليل خارجي" ذاتٌ واقعةٌ تحت السيطرة الكاملة
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

هشام الصباحي

ولد وبنت يصنعان عالم رواية اسمها فانيليا هي العمل الخامس للكاتب الطاهر شرقاوي الذي ولد في قنا إحدى محافظات صعيد/جنوب مصر يوجهك من اللحظة الأولى إلى اكتشاف مناطق جمال مغايره لما هو سائد وموروث وراسخ في عقولنا وقلوبنا ومتعارف عليه حيث قدم حبيبته/البنت يصبح أجمل شئ في جسدها ..وفى الدنيا. إنها البنت ذات القدم الصغيرة..التي تسير حافية القدمين في الطرق العامة حتى تشعر بالسعادة.. وتشعر بالحرية.. إنها تعتقد/تؤمن أن الله خلق لها يوم الأحد لأجلها فقط.. لأجل سعادتها.. إنها تسكن في بيت كما تريد / تحلم عبارة عن مطبخ وحمام فقط.. تريد أن تجرب القتل.. تريد أن ترى الفزع في وجه الضحية.. وتصل إلى ذروة متعتها لو كانت الضحية هي حبيبها الكاتب/الروائي الذي يحاول أن يكون مختلفا..وان يمنحنا رسالة تفيد بوجود مناطق جمال حولنا وفينا مهملة وغير مكتشفه ويدفعنا قصرا إلى الاستمتاع بها ومعها ربما نحصل على سعادة مفقوده أو طمأنينه ضائعه إنها في مجملها رسالة لإعادة اكتشاف أنفسنا وما حولنا ربما نجد مانبحث عنه منذ سنوات تحت أقدامنا أو أمام أعيننا وهذا ماحدث مع البطل/الولد الذي وجد/اكتشف في نفس الشارع الذي يسير فيه منذ سنوات محل حلويات تفوح منه رائحة الفانيليا التي اتخذ منها اسما للرواية لتكون أنشودة إنسانية للحلم والحياة والفقد والموت الذي يأتي دفعة واحده أو الذي يأتي على دفعات كموت جزء جزء من الجسد أو عضو تلو الآخر أو ربما موتا داخليا للمشاعر والأحاسيس أو موتا خارجيا لكل مايحيط بنا من نبات وجماد وإنسان

وظلت مشاعر الخوف من الفقد مسيطرة على البطلة في أحلامها خلال الرواية كما نجحت الرواية في تقديم لشكل العلاقة بين المدينة والناس تلك المدينة التي تقهر وتقتل دون عقاب ودون تشريع يعاقبها على سرقة الأحلام وتصدير الرعب إلى النفوس

من سمات الرواية أنها لاتعتمد على تتابع/تسلسل أحداث ولكن هناك تتابع مشاعر واكتشافات وفضفضة إننا لسنا بصدد وقائع بقدر مانحن بصدد كشف عن مشاعر وانفعالات وأحلام وإخفاقات وتفصيلات حياتية صغيرة ومدهشة ومن هنا يمكن إعادة ترتيب فصول الرواية التي لا تأخذ اى عناوين محدده بل هي بدون عناوين ولا تعرف إنها انتهت وبدأت سوى من تنظيم الصفحات والإخراج الطباعى والفني

استطاع الطاهر شرقاوي /الروائي أن يخلط الواقعي مع التخيلي في وقت واحد دون افتعال السحرية اللغوية أو الوصفية أو التعمد إلى إنشاء عالم غرائبي ..اسطورى.. انه يحاول أن يمسك بما يحدث في الأرض ويقوم بفرزه وتصفيته وتصدير لنا ماهو ذات قيمة إنسانية راقي في شكل لغوى جميل غير متعالي على المتلقي ومتفاعل معه في آن واحد حيث يتجلى ذلك في تحويل الأشياء العادية إلى أشياء مهمة لها بريقها الخاصة وهكذا كان لابد أن تقول البطلة عن عيد ميلادها (-وهى تحرك يديها في الهواء إنه حدث غير عادى- الرواية ص 20) من هنا كان الانفتاح الكامل على الانسانى دون التورط في إيديولوجيات تقليديه أول منظومة فكرية مسبقة

أيضا الغلاف كان له أهميه لافته للعين وكسر رتابة الأغلفة التي صاحبت ازدهار النشر في مصر في الآونة الأخيرة.. كما أن الجميل في الأمر أن الغلاف كان مشترك بين فنانين هما مخلوف وعبد الله

الطاهر شرقاوي صدر له من قبل البيت التي تمشط شعرها-قصص-مكتبة الأسرة-2001..حضن المسك-قصص-الهيئة العامة لقصور الثقافة-2002..صوت الكمان-قصص-الهيئة العامة للكتاب-2004..شجرة البرتقال-قصص أطفال-سلسلة كتاب قطر الندى-2005.

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم