عندما تغضب!

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

هل رأيت ذلك الوحش الذي فيك عندما تغضب؟  فقط أنظر للمرآة لترى" وجهاً مخيفاً وعينين مشتعلتين وجبيناً مقطباً وفماً مفتوحاً تخرج منه الكلمات وكأنها قذائف مدفع"، فقد يتحول الكون حولك إلى اللون الأسود.

فقد قرر “هادى ” بطل كتاب “عندما تغضب” للمؤلفة دنيازاد السعدى ورسوم الفنانة ظريفة حيدر أن ينشئ نادياً للغاضبين يدعو فيه القراء للإنضمام إليه بعد قراءة حكايته ليأخذنا عبر سطور وصفحات الكتاب التى رسمت بمعالجات قلم حبر ومساحات من اللون الأسود صنعها الغضب ، فنقترب من “هادى” غير هادئ الطبع ، فنكتشف معه كيف تغلب على مشاعره الغاضبة تجاه الأشخاص فراح يرسم وجوههم  كوحوش تصرخ  . وعندما شعر بالغضب الناتج عن ظلم راح يرسم وجهه يبكي  وكتب ما حدث ، فعرف كم أن الرسم والكتابة يحرران تلك المشاعر التى تقلب الكون للون الأسود . فبدل أن يكون الاستسلام للغضب بالصراخ أو تكسير اللعب ليشعر بالارتياح ، اكتشف “طريقة جديدة ليس لها عواقب” . فاصبح في كل مرة يغضب يتذكر الرسم الذي يخرج ما بداخله من مشاعر سواء كانت غضباً أم حزناً ، فالرسم والكتابة وحدهما قادران على ازالة تلك المشاعر التى لم تستطع ضرب الوسادة و ركل الباب تحريره منها . ولنكتشف معه في نهاية الأمر أن ” نادي الغاضبين ” ليس الإ غرفته بما تحويه من أقلامه ودفتره وألوانه فمعهم يستطيع أن يهزم وحش الغضب .. ليوجه “هادى “رسالتين في آخر الكتاب أحدهما للصغار  ” عندما تغضب ، أكتب ، أرسم ، جرب أن تعزف أو تغني ”  والأخرى للكبار ” أغضبوا مثلي . فرسومات وكلمات على ورق خير من إهانات ولكمات !! حتى لا نصير وحوشا ” . لقد اعتمدت المؤلفة على لغة قوية تحمل جملاً طويلة أخاذة  مقدمة  من خلال “هادى ” حلولا لتلك المشاعر المتنوعة بين الغضب و الإحساس بالظلم  . أما الرسوم فقد جاءت معالجات أقلام الحبر مؤكدة على ما يصنعه الغضب لينتشر اللون الأسود عبر صفحات الكتاب . ولتتنوع زوايا الرؤية حيثما يتواجد هادى والذي أخذ شخصية مميزة ذات عيون متسعة وحاجبين مقطبين و شعر تكون من خطوط حادة تزداد حددتها عن حالات الغضب  وخط للفم يتغير بين الصراخ والامتعاض  والغضب . فتركز الاهتمام على وجه “هادى ” وتلك التعبيرات المتغيرة عليه ، لنشاركه تلك المشاعر و لنتحرر معه على صفحات الكتاب منها أيضا .

 

ريفيو:

عندما نغضب ! صادر عام 2013 عن دار أصالة .  

حاز على جائزة اتصالات ” أفضل إخراج ” عام 2013   

تأليف : دنيازاد السعدى

مؤلفة فلسطينية مقيمة بلبنان تعمل كمعلمة وصدر لها العديد من السلاسل و  الكتب ومنها ” خروف بلا صوف ”

رسوم :ظريفة حيدر

رسامة قصص أطفال لبنانية ورسمت العديد من الأعمال ومنها “ما أحلى النوم” وهو على لائحة الشرف libby لعام 2014  . 

 

 

 

مقالات من نفس القسم