حيلة

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 28
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمود نجيب
على الرغم من المحاولات، أشعر أن الحياة تسقط على كتفى فجأة، وأن صندوق الدنيا يعطينى قروضاً من الحزن قابلة للسداد على مدار مائة عام..وأن الحشرجة تصيب حلقى كلما رغبت فى التحدث وإبداء الأسباب.
أحاول أن أتحرر من عبء الوجود بالبحث عن معانٍ تدفعنا للاستمرار..ولكن الحضور يظل ثقيلا..ثقيلا للغاية.
من المثير للسخرية أن الناس ينتظرون من ينتشلهم من التيهة والظلام..ينتظرون حدوث المعجزة..والضوء فى نهاية النفق..وخاتمة الرواية السعيدة..ينتظرون البطل الذى ينقذ المدينة من الانهيار ويفتح الأبواب الموصدة..ينتظرون العبقرى الذى يأتى بالجملة الأخيرة فى لعبة الكلمات المتقاطعة..والجزء المتبقى لاكتمال البازل..الحياة بأكملها تضيع فى الانتظار والسيناريو الذهبى لا يحدث.
أمارس حيلة رائعة وجديدة الآن..عادة الحيل تفشل..ولكن على كل هناك آمال..الحيل هدفها هو الشعور بالخفة وتجنب الثقل..واغتيال ميلان كونديرا والكائن الذى لا تُحتمل خفته.
هل لدينا الحق فى المطالبة بمن نحب ؟
لم يتحدث أحدهم عن بنود الشعور بالوحدة فى المادة خمسة من دستور التوتر؟
آه أشعر بالتعب كل مساء..أستطيع أن أسمع صوت دقات أعضائى وأنا أتحرك بفعل الذبذبات..تردد مليون هرتز..هل سنتحلل فى مرة ونصبح جزءا من التربة دون أن يشعر بنا أحد؟ هل سنختبئ فى السيراميك ونتبخر؟
أفقد العالم ببطء..كوابيس السيناريوهات السيئة تلازمنى..رعب الفقد يوجد بحق..كلمة الهدوء لم أتذوق معناها تقريبا.
مع أول الاختبارات تتحطم المبادئ…بإمكانك سماع صوت ال ت..ح..ط..م.
م…ب…د…أ.
آاااه..الرأسمالية لاتعترف بالأوبئة..مازال الناس مهددين بفقد وظيفتهم وفقد تأمينهم الصحى.
يقول عدنان الصائغ:
“سأقذفُ جواربي إلى السماءِ
تضامناً مع مَنْ لا يملكون الأحذيةَ
وأمشي حافياً
ألامسُ وحولَ الشوارعِ بباطنِ قدمي
محدقاً في وجوهِ المتخمين وراءَ زجاجِ مكاتبهم”.
هل لدينا الحق فى المطالبة بمن نحب ؟
الوباء ينتشر..معادلات الحياة تصبح سخيفة جدا..الأولويات تنقلب رأسا على عقب..يبدو أن علينا البحث عن من نحب..وأن نسعى للسعادة وليس الكمال…يبدو أن الوقت ينفذ بالفعل والفرص تقل كل يوم.
الكحول يتطاير ويتطاير معه الإحساس بالذنب..الكمامة تكتم الخوف والقلق..ولكن العيون تسفر عن شهيد التجارب الخاطئة.
الإنسان سبعون بالمئة ماء..ثلاثون بالمئة حماقة.
سبعون بالمائة كحول إيثيلى قادرون على تطهير اليد من الفيروس فقط..ارتكاب الحماقات مستمر.

يقول نجيب محفوظ
“الحزن كالوباء يوجب العزلة”
على أية حال نحن هنا مع اختلاف الأسباب.
الحجر الصحى..ليس صحياً.
ماذا يحدث للحظاتنا التى استوقفنا فيها الزمن بضغطة من زر الكاميرا ؟ إنها تزيد الألم..فى اللحظة التى تتيقن فيها أن هذا الشعور لن يعود أبدا.
علقت تأوهاتى على الحائط..الآن أصبح هناك سبب منطقي للتشقق وإعادة ترميمه.

وابيضت عيناه من الحزن.

فنادى فى الظلمات.

هل لدينا الحق فى المطالبة بمن نحب؟ هل لدينا الحق فى المطالبة بمن نحب؟

مقالات من نفس القسم

محمد العنيزي
كتابة
موقع الكتابة

أمطار