بلطة على نافذة 28 يناير

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 45
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حسين عبد الرحيم

هي السيجارة الأخيرة، ليست أخيرة، بجانب النافذة، ثلاثون عاما، نداء الضليل الحالم، ضئيل، خافت، مزلزل، يشبه دوي الرصاص، في عصر الثامن والعشرين، حسبه اليقظ سيغيثه من الوقوف في الطلل، في النافذة، وصوت مواتير رفع المياة، وفضاءات العمر المخادع، وصوت المياة، وصوت الغربة، الغريب، وبلطة.

على الدرجة السابعة من سلم البيت، سحبتها، ليلتها، يومها، ساعتها، ورائحة الغاز في دمي، في ملابسي، البصل بقى في جيب سترتي، ورقاب الصبية كانت معلقة على نواصي الخليج المصري، قفزات وركض في الظلام، قبل السيدة، مدد يا طاهرة، يا فاجرة، يا قاهرة الحلم، الدخان في رئتي، صوت الرصاص يخترق فضاءات أبوالريش، الفلكي والتحرير، الشعب يريد تطهير الأرواح، وأنا لم أزل، اقف بجانب النافذة، أنظر الله، ينظرني، في صمت وحزن، قتل الحمام بيدي بعد أن مللت كذب الهديل، الفجر الكاذب تترى نداءاته، أبي هناك، عند فضاءات الحقول، مقيدا بالسنين، يساق إلى حيث لا يهوي ولا يعرف، دما ينزف من نافذتي، أنا أنفث النفس الأخير في سيجارتي المبتلة من أثر العرق الذي ينز من خارطة وجه، كفي المعروق،

في يناير، عددت مع من ماتوا في الشيخ ريحان، وتلك المرأة التي أتت هرولة من مصنع النساجون الشرقيون، ساق ملفوفة في شاش رخيص، طليانية وهولندية وإسبانية، تحدثني عن السينما، عن شريط الصوت، اللقطة الشاريوه، أنا في بان، أرى أحلامي مابين دخان وبارود وقليلاً من أنفاسي المقطوعة. أستعرض الموقعة، أجترها، أجوس بعينيّ كل لحظة أرقب الله، أضحك، أسأل عن جدوى الموت والحياة والعمر، الثورة لأراض جديدة، عابث أنا، أتجهم من جديد، أرقب الدم النازف من حماماتي، قتلتها بيدي،، بترت شريط الخداع.

في يناير. رائحة الغدر تأتي من قبل بنايات الجامعة الأمريكية وعين ترقب القناصة في ذعر، 29 قتيلا ودم قليل، برائحة الورد، وجناين مصر المزروعة بالأسوار والشوك والحنضل، أتلفت بقوة شيطانية مكتفيا بما وثب في أذنيي، من فوار مواسير المياه التي تهدر في رتابة، هوى شتاء عاجز عن إفاقتي وخروجي من وسط الدائرة المحكمة، الشعب يريد إطلاق الأرواح وأنا الخائف، أهاتف أمي عن الغد، عن موتي المنتظر في العراء، فوق الأسفلت في وضح النهار، بالقنص، رأيت يدي تقبض على البلطة، تهشم الزجاج، وقتما تعلقت عيني بالعابر من فضاءات الأدوار العليا لرحابة سماء الرب، فوق السطوح، كان الشيخ الضرير، يؤذن من جديد، يؤذن، ثلاثون عاما يؤذن، أربعون، خمسون عاما، ضرير هو في كل الثكنات، في كل البلاد، نفسي مقطوع، ملابسي، أساق من يدي، كمموا فاهي، جردوني من ملابسي، رموني بالقرب من هارديز، وسط عربة البلوكامين قال القاتل الندل: ثلاثة أيام بلا نوم،

أولاد القحبة لن استثني أحداً !!

صفعني فهويت من جديد،.أدخلني وسط العربة، تختطفني من وسط الدائرة، على صوت صراخ يدوي في الميدان بعد العصر، قبل المغرب، قبل التنفلات، صوب رائحة الغاز والدم المسفوح، والهراوات، وميليشيات العادلي، وترومبيت الشاعر، في زنقة الغضب، وعمر مكرم يلوح في الفضاء الأسود، ورؤوس الصبية ترمى على نواصي الخليج وأنا أركض وحدي في الظلام جهة السيدة زينب، ألزم اليسار، أحدث رجلاً في اليمين البعيد، يدعوني للاقتراب، للانضمام ليمين طريق الهروب وأنا الصارخ من الدم المسفوح ينز على الجدران وحوائط جنائن مميش في الشارع الوسيع، حيث صافرة القطار الأخير بعد الغروب

مقالات من نفس القسم

محمد العنيزي
كتابة
موقع الكتابة

أمطار