بازل

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 78
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

علاء الديب

“بازل” رواية جديدة شكلا وموضوعا للكاتب حسين عبد العليم. Puzzle بازل بمعنى حيرة أو لغز. مشكلة – متاهة وهي تطلق على لعبة شهيرة عبارة عن لوحة ملونة من الورق السميك ممزقة بشكل عشوانی متعمد وتتم اللعبة بإعادة تكوين اللوحة على مرجعية من صورة أخرى مكتملة للوحة الممزقة.

اللغة في الرواية خاصة جدا وجديدة ولها جماليات جديدة غير جمالیات الفصحى أو العامية، اللغة جزء من الصورة التي تخرج بوضوح من السطح المتكرر للموضوع القصصي، كما تخرج بوضوح عن نطاق الطبقة المتوسطة وجموع الفلاحين في الأرياف.. اللغة والموضوع هي العشوائيات المطلقة مع التركيز على إمبابة، يتكلم عن شوارع وأحياء الحي وكأنها مشهورة معروفة مثل أحياء وسط البلد والمهندسين.. سلامة بیومی، حسن إمام ، عباس علی عیسی والاتحاد وعلى أبو حمد وشارع الجامع الشوربجي، أمين مطر، أرض النزهة لحد ما وصل لحد الطابق المكان العشوائي الذي من «اوض مشتركة في شقة الشيخ عباس، دورة ميه مشتركة تحت السلم فضلت أدبق لحد ما جبت ستارة في جنب الاوضة.. واشتريت ترابيزة قسط حطيت عليها وابور شرایط والحلتين والطبقين، وجار من الترابيزة جركن الميه وبقي الجنب ده مطيخ.. غايته كنا كافيين خبرنا شرنا”.

هذا تقریبا هو المكان . الموضوع غارق في البانجو، والعلاقات الإنسانية الشرعية وغير الشرعية والبين بين

الموضوع من 9 صور ممزقة تتجمع في النهاية كما تتجمع البازل ومعها تتكون شخصية الأستاذ الراوي الذي تتنوع ملامحه وطباعه في كل صورة مع استمرارية رائعة تصنعها اللغة والمكان.

النظر خلف هذا التركيب الذي يمتاز بالفوضى الشديدة والإحكام البالغ، ترى القضية الاجتماعية ظاهرة كأنها أنياب الليث أو الحية. إن قضية الفوضى والقهر وانعدام العدل قضايا لم ترد عنها كلمة واحدة في هذا النص الفريد ولكنها مسيطرة بالغة السيطرة حارقة لكل من له عينان للنظر.

**

الصوت الغريب الذي يتكلم في اتصال دانم يبدو غريبا، غريب عن هذا العالم وغريب في حد ذاته أن يتكون ويتغير ويمتلك ضياعا وحكمة وشهوات. لا تنتهي – وشرا واخلاقا كما تتكون الصور يتمزق هو، وهي حركة تبعد عن الرواية القصيرة أي جمود أو عادية وتجعل منها عملا نادرا يشق طريقا جديدا.

“صديق عبد الرحمن الله يخرب بيته علق له في حجرته نصف فرخ مكتوب عليه بقلم عريض: جرعتك من الماء تساوی ملء فمك وانت لن تقابل إلا نفسك في الطريق.. إذا جنب الاوضة.. واشتريت ترابيزة قسط حطيت عليها وابور شرایط والحلتين والطبقين، وجار من الترابيزة جركن الميه وبقي الجنب ده مطيخ.. غايته كنا كافيين خبرنا شرنا”.

هذا تقریبا هو المكان . الموضوع غارق في البانجو، والعلاقات الإنسانية الشرعية وغير الشرعية والبين بين

الموضوع من 9 صور ممزقة تتجمع في النهاية كما تتجمع البازل ومعها تتكون شخصية الأستاذ الراوي الذي تتنوع ملامحه وطباعه في كل صورة مع استمرارية رائعة تصنعها اللغة والمكان.

النظر خلف هذا التركيب الذي يمتاز بالفوضى الشديدة والإحكام البالغ، ترى القضية الاجتماعية ظاهرة كأنها أنياب الليث أو الحية. إن قضية الفوضى والقهر وانعدام العدل قضايا لم ترد عنها كلمة واحدة في هذا النص الفريد ولكنها مسيطرة بالغة السيطرة حارقة لكل من له عينان للنظر.

**

الصوت الغريب الذي يتكلم في اتصال دانم يبدو غريبا، غريب عن هذا العالم وغريب في حد ذاته أن يتكون ويتغير ويمتلك ضياعا وحكمة وشهوات. لا تنتهي – وشرا واخلاقا كما تتكون الصور يتمزق هو، وهي حركة تبعد عن الرواية القصيرة أي جمود أو عادية وتجعل منها عملا نادرا يشق طريقا جديدا.

“صديق عبد الرحمن الله يخرب بيته علق له في حجرته نصف فرخ مكتوب عليه بقلم عريض: جرعتك من الماء تساوی ملء فمك وانت لن تقابل إلا نفسك في الطريق.. إذا

جرعتي من الماء هتخلف.. هكون غني. والظروف هتديني الفرصة لكده أكيد.. وبأي طريقة وهنشوف يا بلد”.

“… واديني قاعد طبعا.. مصيري ع الحوض المرصود في مرض سری والنبي ارحم.. ادى لي خمستاشر سنة شغال عند الناس ومش قادر لا افتح لي مکتب ولا اتجوز وساكن في شقة مفروشة معفنة”.

“صحيت من النوم الصبح كان يوم حد.. حسيت من شكله كنه يوم طويل وكئيب وممل.. افتكرت فجأة أن السعادة والحزن دى حاجات بتنبع من جوانا رحت على طول متفائل.. واقنعت نفسي ان يوم الحد ده يوم رائع واتحديته وقلت يا أنا يا أنت يا يوم الأحد”

وسط عالم البانجو والعشوائيات يقف الفرد الراوی ليستحم بماء ساخن يغسل عن نفسه أدران الروح والجسد، ويقول:

“أيها الطائر القلق. تنظر هنا وتنظر هناك.. هل أضعت حقيقتك”، بعد أن يشاهد الراوي فيلما فرنسيا رومانسيا يرى فتاة جميلة فقيرة تقف أمام محل للجاتوه يدعوها للدخول لتناول الحلوى معه، ولكنها تتعثر في عتبة المحل وتفتح رأسها ويسيل دمها وتفر هارية.

***

الداخل والخارج يتصاعدان كل في اتجاه حتى نأتي إلى الصورة قبل الأخيرة التي تقول:

“تعبت.. تعبت قوی.. مش تعب جسمانی ولا حتى نعي نفسانی، روحی تعبت تعبت قوی. اروح فين واجي منين الديون كترت ووشي بقي في الأرض من مراتي واهلها وانا عمال أبقلل كلام وبس.. الحكاية بقت يأس خالص، أنا بقيت زي حتى الحديدة تدخلها النار لحد ما تحمر وتروح مطلعها وطاششها في ميه مثلجة أهوه انا كده دلوقتى. يكون مطلوب مني شي تاني يوم أصبح ابقى هنجان أول ما الاقي واحد يسلفنی كإن ميه ساقعة نزلت على صدری بردته، دكتور نفسانی صاحبي قال لي: دي حاجة خطرة جدا ممكن تعمل لك جلطات في القلب. حاول ما تدخلش الحالة دي – قال يعني بایدی”.

في مشهد سریالي جميل يجري البطل سكرانا تحت بواكي محمد علی خائفا مراقبا متابعا متذكرا (لا أدري لماذا) قصائد أراجون.

في النهاية تتجمع الخيوط في عملية اختلاس عادية بسيطة ويهرب الراوي مع قناة إلى الإسكندرية لكي يصرف ثلاثة آلاف جنيه في ليالي متعة وطعام وشراب حتى يدق البوليس الباب وينتهي كل شيء.

***

لا لا ينتهي كل شيء، الصورة التاسعة والأخيرة في صورة قرآنية (المائدة 8) تحمل في إعجاز لغوی و صوری وموضوعي ما تعثر فيه البطل وما يتعثر فيه المجتمع كله بلا مخرج ولا منفذ “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، يا أيها الذين آمنوا | كونوا قوامین لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون”؟

لا أدري كيف تملك هذه الأمة هذا التعبير الضروري عن العدل الإجتماعى وتقع في كل هذا الجحيم الدنيوي من الظلم والفقر والفساد.

 

عودة إلى الملف

 

مقالات من نفس القسم