إلى من يخطيء ولا يعتذر

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

على مدار يومين شاهدت عدة أفلام تخص عدة مهرجانات، رأيت فيلم اليوم بشكل متقطع على مدار يومين؛ نظرا لقسوة محتواه التي لم تتحملها هشاشتي دفعة واحدة. كان مكسيكيا ويقُص بشكل وثائقي عن العنف وقضاياه في المكسيك. للوهلة الأولى -وبمقارنة بسيطة بين هنا وهناك- خٙطر ببالي فروق التناول بينه وبين من يجلبون الضحايا والمُذنبون أمام الكاميرات دون تورع، واستنطاقهم بأسئلة على شاكلة: مش ندمان على اللي عملته؟ أو حاسس بإيه؟، فضلا عن الإسهاب في استخدام المؤثرات الصوتية للابتزاز العاطفي للمشاهد.
.

 

 

في الفيلم -الذي نسيت اسمه ولا أتذكر منه الأن سوا وجود كلمة شيطان كأحد مفرداته-  يوارون وجوه الضحايا والمذنبين على حد سواء بقناع خاص؛ في لفتة إنسانية ربما لتحييد ملامحهم وكي تستمر حيواتهم بعدها دون وصمها ربما.
.
تخطر على بالي بشكل متواتر يتغير وقعه على نفسي من حين لآخر، يبدو غريبا نوعا إن تذكرت وجهك وسط الخطّٙائين؟! فلطالما جال بخاطري كيف نرى الأمور، كيف يشعر المرء حيال ما يقترفه صغيره وكبيره. أُعاجل صوتا يتمنى القٙصاص بصوت رحيم يُذكره بمفهوم “الكواليا”؛ بأننا وحيدون في إدراكنا الحسي..وحيدون في عقولنا، بمعنى إمكانية اتفاقنا على جمال امرأة مثلا ولكننا لا يمكننا اختبار ما يعنيه جمالها في وعينا.
.
يجيب الفيلم بكلمات بعض الخطّٙائين (لن أقول غريبي الأطوار مُجددا). بعضهم يذكر استشعاره لسُلطة ما، إحساس لا يخلو من اللذة واستشعار الذات. قال آخر: una raya más al tigre، والتي تعادل في العربية: خٙط آخر على جسد النمر. ولتخفيف العبارة على ذهني اختار لا وعيي مشهدا من فيلم “تمر حنة” ينزع فيه البطل وشم حبيبته من على صدره
.
في سياق متصل أتذكر قصة سمعتها في مراهقتي عن طفل سريع الغضب، أراد أبيه تعليمه بالمحاكاة فطلب منه الحِلم قدر المستطاع وحينما يفيض كيله ويؤذي أحدا عليه أن يدق مسمارا على الحائط. استجاب الطفل، بعدما قلت أخطاؤه نوعا طلب منه الأب واجب آخر: محاولة كسب ود من أخطأ بحقهم إثر غضبه وهنالك يمكنه نزع مساميرهم مرة أخرى. وبالفعل أنجز الطفل التدريب وأتي يوما لأبيه منتشيا بعد ما نزع كافة المسامير من الحائط. هنا هنأه الأب على مجهوده ولكن استدرك قائلا له: رغم نزعك المسامير ها هي آثارها تملأ الحائط بالثقوب والندوب، وكذلك نفوس من زُرعت في حوائطهم ونزعت منه فضلا عن حوائطنا الخاصة.
.
لي حائط خُصص لك أحاول ترميمه في محاولة لإعادته لسابق عهده؛ كي يصلح مجددا للاستخدام بعد إنهاكه. ربما تضفي تجربة كتلك جمالا خاصا عليه، لا أعلم.
أخخخ، نسيت الفيلم شوية( بس ملحوقة) في نهاية الفيلم يسأل المُحاور المُستتر ضيوفه عن استعدادهم للعفو والتسامي، عن شعورهم تجاه ما يُرهق أرواحهم.. كثير من المكلومين لا يستطيعون العفو وكل المُذنبين يتمنونه.. واحدة فقط هي من خلعت القناع في آخر الفيلم ليواجه وجهها الصبوح الشاشة بعد العفو، وكأنها طمأنينة ويقين الأمل في البدايات الجديدة .. البدايات الطيبة القابلة للتجدد.. في وجهها كان سلام العالم وسلامٌ يليق بختام رسالتي إليك.


محبات،
أسماء 

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كاتبة مصريّة 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون