أسيرُ صورتِهِ

ساري موسى
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ساري موسى

أجفله البدينُ مطموسُ المعالمِ جَزِعُ الحركاتِ، الذي نظر إليه من الظلام وأجفل معه في اللحظةِ ذاتِها. أنزل الّلفحة عن وجهه، ووجّه الضوء نحو انعكاسه. نظر إلى نفسه الجديدة نظرةَ استنكارٍ، فهربتْ هذه منها إذ أيقنتْ أنّها كفيلةٌ بإخراجها عبر البابين اللذين نجحتْ باختراقهما، مُعِيدةً إياها إلى الحياة البائسة التي سيجوع فيها طفلاه، وتُذَلُّ امرأته، ويشقى هو دون طائلٍ. أعاد توجيه الضوء بتحدٍّ إلى تينك العينين الضّيقتين، وركّز فيهما نظرةً صلبةً تؤكّد قناعاته الحاليّة، فتوسّعتا متفاجئتين بالرجل الذي صاره. ترك الجبان العالق في الماضي حيث هو، والتفتَ لإنهاء عمله بأقصى سرعةٍ.

عثرتِ الشرطة صباحاً داخل محل المجوهرات المنهوب على صورةٍ واضحةٍ لوجه المشتبه به على سطح المرآة، تعلوه الصّدمة كأنّها أخِذتْ لحظة القبض عليه متلبّساً بالجرم المشهود، فعمّمتها وباشرتِ البحثَ عنه.

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون