آكل الحزن

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

قد يجتاحك الحزن، يغمرك، وقد يلتهمك فهل أنت مستعد لمواجهته. لم يستطع  بطل الحكاية تحمل ثقله، فقد كان الحزن كبيراً وهو صغير، فماذا فعل عندما جاءه الحزن؟

يقدم “آكل الحزن”- من تأليف “روكسان ماري غالية  “وترجمة “ناصر مير خان” – الحل في قضم الحزن.  فيخفي تاركاً شيئا ما في أعماق بطل الحكاية، فقد صار “مختلفاً” فإذا نظر لنفسه في المرآة، كان يجهل  ذلك الشخص الذي يقف أمامه. ولكنه في يوم يدرك أن الحب والضحك وحدهما قادران على نزع الحزن من أعماقه، فيصبح الحزن خفيفاً مهزوماً أمام الفرح . لم يعد بحاجة إلى دروع لمواجهة اجتياح الحزن فقط سوف “يطلق عليه ضحكات سعيدة ليطير”. لم يحدثنا عن أسباب الحزن أو معاناة بطل الحكاية -الذي لم يذكر اسمه لنرى أنفسنا فيه- بل قدم لنا حرب الحزن والتغلب عليها. مشاعر كثيرة قد تهاجمنا فنظن بأننا تغلبنا عليها، تحررنا منها فقد -نأكل حزننا- نبتلعه، فنظن أنه لن يسحقنا أن قرر مهاجمتنا مرة أخرى. أمسينا أكبر من الحزن، لكننا سوف نجهل الشخص الذي كنا عليه سابقا  قبل معركة الحزن. فالضحك وحده هو السلاح الذي يضمن لك الغلبة في معركتك.  “ضحكات عذبة طازجة ..سعيدة” لن يتحملها الحزن سينسحب من أمامك.

 ينقل لنا الكتاب حالة التحول من السعادة إلى الحزن ثم يعود بنا مرة أخرى إلى السعادة و معها تتحول صفحات الكتاب من الأخضر الفاتح المائل إلى الأصفر منتقلا إلى الأخضر المائل للأزرق ثم يعود إلى ذلك الأخضر المبهج . فتصور لنا رسوم ” ساندرين لوم ” الحزن على شكل خطوط سوداء دائرية متشابكة لانهائية . يبدأ بطل الحكاية بقضم طرفها وكأنه أول خيط الحزن ليظهر لنا الحزن في المشهد التالي بداخل بطنه متدثرا بالكون، ومعه تميل الصفحات إلى الأزرق الداكن . لكنه وقت يدرك أن الضحك سوف يخرج الحزن من داخله، يصور لنا طلقات الضحك بأوراق الأشجار البرتقالية المائلة للحمرة . ليقف بآخر الكتاب واضعا ذلك الدرع “الضحكة” على صدره ليواجه  به الحزن، فهو سعيد.  والآن مستعد حتى لمواجهة الأسى الكبير.

 

ريفيو:

آكل الحزن

تأليف: روكسان ماري غالية، رسوم: ساندرين لوم، ترجمة: ناصر ميرخان

صادر عن منشورات فيليب أوزو 2009.

وقامت دار الأصابع الذكية للنشر بترجمته للعربية 

بدعم من برنامج “أضواء” على حقوق النشر – أبو ظبي .

مقالات من نفس القسم