تعترف لنا وبكل شجاعة بأن القبعة التي ترتديها ليست لها، بل هى مسروقة! وهكذا تبدأ الحكاية. لقد قامت بسرقتها من سمكة كبيرة، أثناء نومها لذا فهى لن تلاحظ. وبهذه الثقة تتحرك السمكة الصغيرة في البحر. ستخبرنا الآن كيف ستختبئ بين الأعشاب الكبيرة الطويلة والمتشابكة وهناك لن يراها أحد، كما سيصعب العثور عليها. لكن في طريقها للاختباء يراها أحدهم ولكنها مازالت تحمل بقلبها كل الثقة فقد “أخبرها أنه لن يقول لأحد في أي اتجاه ذهبت، لذلك لم تقلق. وأخيراً تصل حيث الأعشاب، لقد كانت واثقة من وصولها. فلن يجدها أحد.
هذا هو النص المكتوب لكن ما يجعل الكتاب مميزاً حقا هو ذلك النص الموازي في الرسم ففي حين تتحدث الكلمات عن السمكة النائمة التي لن تستيقظ الآن، تظهر السمكة الكبيرة صاحبة القبعة بعينها المحدقة المندهشة أو حين تصفها بأنها لن تلاحظ، نجد عين السمكة تنظر لرأسها حيث القبعة وتحزن فتصغر عينها. وثقت السمكة الصغيرة بأنه لن يكتشف أحد مخبأها، تظهر السمكة الكبيرة بطرف الصفحة وراءها تماما. فقد أفشى “الكابوريا” سرها للسمكة الكبيرة لذا لحقت بها حيث الأعشاب المتشابكة في حين ظنت السمكة الصغيرة أنها نجت بفعلتها. أضافت الرسوم للكلمات جواً من المرح فالثقة التي تظهر في كلمات السمكة الصغيرة يقابلها في الرسم حكاية أخرى تنتهي بالسمكة الكبيرة نائمة ومرتدية للقبعة. قد تبدو النهاية غير سعيدة للسمكة الصغيرة لكنها أيضا نهاية مدهشة فالكلمات توقفت عند ثقة السمكة الصغيرة في الاختباء في حين أن الرسوم قدمت نهاية أخرى خلف الأعشاب الطويلة المتشابكة لتخرج لنا السمكة الكبيرة وقد استعادت القبعة المسروقة. مما يجعلك تفكر .. ما الذي حدث هناك !
لم يقدم النص نصائح للطفل لعدم السرقة، بل السمكة وأن اعترفت بسرقتها وأن ما فعلته خطأ أوجدت لنفسها المبرر لسرقتها فهى ترى أن القبعة مناسبة لها أكثر من السمكة الكبيرة، فهي صغيرة جدا بالنسبة لها. لتأتي النهاية المدهشة دون كلمات عن جزاء وعاقبة السرقة! فالبساطة هى سر هذا الكتاب، وإن كان عميقاً فيما قدمه من خلال نصين يكمل كل منهما الآخر .
بريفيو
جون كلاسن مؤلف ورسام
http://en.wikipedia.org/wiki/Jon_Klassen
This is not my hat
Winner of the 2013 Caldecott Medal
candlewick press 2012
