
الرسائل
الرسائل التي كُتبت والتي لم تُكتب، التي أرسلت والتي لم تصل، التي تقول كل شيء والتي تلوح من بعيد كزائر غريب يخشى أن يدق الباب
تكتبها كل أسبوع: رنا التونسي
سأقف وراءك أكلمك نهراً لا يرحل إلا ليبدأ من جديد. سأقف بجانبك ورد يحاول أن يخفى أشواكه كلما صافحك. سأقف معكِ تماما ولن نشعر أننا وحيدين.
كأننا فيلم بلا ترجمة لكنه يدمع عيون المشاهدين من يدخلون ويخرجون ولا يعرفون أني أتلصص عليك من الشاشة في انتظار أن تراني.
لماذا يركض الأولاد الصغار إليّ الهاربون من المدارس الناعسون علي صدور الأمهات لماذا ينظرون إليّ برقة تجبرني علي البقاء
عشيقة سرية للوحدة لا أعرف ما الذي يجذب الزوجات إلىّ أنا التي تتجنب لقاءهن حتى في الكتب. لا أعرف ما الذي يجعلني أتأمل الألم أضرب معه مواعيد جديدة. لا أعرف ما الذي يجعلني أتمشى عارية أمام نافذة رجل بعيد أشعر…
تدور وتدور ثم تسقط أوراقها الوردة وفي دورانها الأخير يختبئ العالم تبتعد الأرض ثم نرجع جميعا من جديد إلى الحياة وحيديين.
إلى عباس ستاين عندما أنظر إلى نفسي خلسة إلى الأخطاء التي أرتبها، أكوّن معها صداقة حميمة، الأخطاء التي تربت على روحي عندما أشعر بخوف، عندما أنظر إليها وأنظر إليك لا أصدق أني ولدتك أني أصبحت أمك يا صديقي
شادية وأحمد مظهر وعمر الشريف أبطال فيلم لوعة الحب يسكنون أسفل نافذتي أشعر أننا تقريباً أصبحنا أصدقاء. نتحدث جميعاً عن الحب ونحن نفكر يومياً في الخيانة كما نفكر في وجبات الطعام وضرورة الذهاب إلى العمل كل يوم كأن لا شيء…
كان المسافرون يرصفون طرقاً جديدة تحويلات أخرى لزحزحة الأنين واليأس وعمال يشتغلون في الصهد لبناء أعمدة جديدة مبانٍ تخبرك أنها بلا شتاء بلا نوافذ تدفعك إلى القفز.
كأننا تحدثنا كثيرا عن السفر عن أن نتقابل عن ألا نكون غرباء. لو ذهبنا إلى النهر ستقنعنا الحديقة بالانتظار أن نترك غيابنا ونستريح.
داخل قلبي ولد صغير يركض على السلالم. عامل وحيد يقف على سقالة ينظر إلى نافذة بيت بعيد ويحلم بحب. داخل قلبي أنا وأنت نختبئ من شرور العالم
عندما أنظر أنا وأنت من نافذة غرفتنا نلوّح لعجائز يضحكن وهن يعبرن الطرقات معاً كما في الصور
أنا وأنت نريد أن نقف هناك نترك الرمال تجرف أقدامنا الوردات تخطف أنفاسنا.