8 كتب لا يريدك نجاد أن تقرأها

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

فكري عابدين

لعله من المبكر جدا أن نحاول استشراف ما ستؤول إليه الاضطرابات المتواصلة فى إيران منذ الإعلان فى الثالث عشر من يونيو الحالى عن فوز محمود أحمدى نجاد بولاية رئاسية ثانية، وهو ما ترفض المعارضة الاعتراف به، وتتحدث عن وقوع تجاوزات لصالح نجاد، المدعوم من آية الله على خامنئى، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية؛ ما أدى إلى احتجاجات داخلية وإدانات وانتقادات خارجية.

غير أن الشىء الوحيد الذى يبدو جليا بما فيه الكفاية هو أنه: مرة أخرى، تستعصى إيران على توقعات وافتراضات العديد من الخبراء الغربيين فى الشئون الإيرانية عندما يتعلق الأمر بما يريده الإيرانيون، وما هم مستعدون للقيام به كى يحصلوا على ما يريدون، وكيف يستجيب قادتهم للأحداث غير المسبوقة. وإذا كنت تمتلك فضولا لفهم ما يجرى فى إيران، ذلك اللغز المحير، فإن مجلة «فوريس بوليسى» الأمريكية توصى فى عددها الأخير بمجموعة منتقاة من الكتب والرويات عن إيران توفر رؤية عميقة للجمهورية الإسلامية فى مجالات السياسة، الاقتصاد، المجتمع، التاريخ والأدب:

 

1ــ جانيت آفارى، «السياسة الجنسية فى إيران المعاصرة» (طباعة جامعة كامبريدج، 2009).

تقدم آفارى شرحا مفصلا للاتجاهات والممارسات الجنسية فى إيران من القرن التاسع عشر وحتى القرن الواحد والعشرين.

ومن الموضوعات التى تتعرض لها: الزوارج العرفى، الخلائل، أسلوب حياة الشواذ جنسيا، الحب الرومانسى، الثورة الإسلامية، ظهور النسوية الإسلامية. ويتمتع هذا الكتاب بمصداقية أكثر من حكايات الأمريكيين من أصول إيرانية عن الحياة الشخصية فى الجمهورية الإسلامية.

2ــ أنجار كيشافارزيان، «البازار والدولة فى إيران: سياسات السوق فى طهران»، (طباعة جامعة كامبرديج 2007). معتمدا على الكثير من المقابلات مع أصحاب البازارات (التجار) والبحث المتعمق فى المصادر الأصلية، يرصد كيشافارزيان كيف تمتع التجار بنفوذ سياسى واقتصادى فى عهد الشاه، إذ كان يتم من خلالهم استيراد ما لا يقل عن 30% من احتياجات إيران، وكانوا يوفرون دعما ماليا وسياسيا لرجال الدين التقليديين. غير أنه بعد ثورة آية الله الخمينى عام 1979 عمل النظام الحاكم الجديد على إضعاف تأثير التجار، حتى لم يعودا لاعبين أساسيين على الساحة.

3ــ منوشهر فارمان فارمانيان وروكسان فارمان فارمانيان، «الدم والنفط: مذكرات أمير فارسى»، (راندوم هاوس، نيويورك، 1997). فى القرن الماضى، وتحت حكم الشاه، كانت هناك عدة أسر أرستقراطية تتمتع بنفوذ واسع، من بينها أسرة فارمان فارمانيان، التى لعب أحد أبنائها دورا بارزا فى تاريخ إيران.

ففى عام 1917 ولد الأمير منوشهر فارمان فارمانيان، الذى درس هندسة البترول فى إنجلترا، وبفضل دراسته ونفوذ أسرته صار مسئولا مهما فى صناعة البترول، ومستشارا مقربا للشاه.

ولعب الأمير دورا فى العديد من اللحظات المهمة فى تاريخ إيران الحديث، منها: الحرب العالمية الثانية، تأميم مصدق، ابن عمه، لقطاع البترول عام 1951، والثورة الإسلامية، وفرار الشاه من إيران.

4ــ يوناه ألكسندر وميلتون هوينج، «القيادة الإيرانية الجديدة: أحمدى نجاد، الإرهاب، الطموح النووى والشرق الأوسط»، (معهد برايجر للأمن الدولى، 2008). يقدم هذا الكتاب تواريخ وأرقام وحقائق أخرى عن البرامج النووية، الصاروخية، الكيماوية فى إيران، كما يتطرق لتسليح وتمويل طهران لجماعة حزب الله اللبنانية وحركة المقاومة الإسلامية فى فلسطين (حماس)، اللتين يعتبرهما المؤلفان منظمتين إرهابيتين. وربما ليس بمقدور أحد أن يطالع هذا الكتاب من صفحته الأولى إلى الأخيرة، إلا أنه يبقى مرجعا لا غنى عنه.

5ــ بيتر تشيلكوسكى وحامد داداشى، «شن ثورة: فن الإقناع فى الجمهورية الإسلامية»، (طباعة جامعة نيورورك، 1999). مثل كل الثورات الأيديولوجية، اعتمدت ثورة الخمينى على كل وسيط ممكن لنقل رسائلها، مثل الخطب السياسية، الإعلام لإلكترونى والمطبوع، الكتب المدرسية، الأفلام، الأغانى، القصائد، الشعارات، الكتابات على الجدران، الملصقات، طوابع البريد، العملات الورقية والمعدنية، الروزنامات، وحتى أغلفة اللبان. ويبحث هذا الكتاب فى مدى فاعلية هذه الوسائل خلال ثورة الخمينى والحرب الإيرانية ــ العراقية (1980: 1988).

6ــ جون باركر، «أحلام فارسية: موسكو وطهران منذ سقوط الشاه»، (كتب بوتوماك، 2009). يرصد هذا الكتاب التقلبات التى مرت بها علاقات موسكو مع طهران بعد الثورة الإسلامية، وصولا إلى العلاقات الراهنة، حيث تساهم روسيا فى البرنامج النووى الإيرانى، الذى يشك الغرب فى أنه ستار لإنتاج أسلحة نووية، ما تنفيه طهران، مرددة أن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، ومن بينها إنتاج الطاقة الكهربائية.

7ــ ريتشارد تابير، «السينما الإيرانية الجديدة: السياسة، التمثيل والهوية (نيويورك، آى.بى. توريس، 2002). يضم أربعة عشر فصلا ترصد تأثير السينما الإيرانية بعد الثورة الإسلامية على الأوضاع الثقافية، الاجتماعية والسياسية فى إيران.

8ــ أما الكتاب الثامن فلكل من يعشق الأدب، وهو من تأليف آذر نفيسى، بعنوان «قراءة لوليتا فى طهران: سيرة فى كتاب»، (راندوم هاوس، نيويورك، 2003). تنقل هذه الرواية ما تراه المؤلفة صورة قاتمة عن المجتمع الإيرانى فى أوج ثورة الخمينى، التى قلبت حياة الإيرانيين رأسا على عقب، وحوّلته من مجتمع متحرر ومنفتح على الآخر إلى مجتمع محافظ ومتزمت يفرض أنماطا سلوكية محددة على المواطنين والمواطنات خاصة، ويفرض عقوبات رادعة على كل من تسول له نفسه مخالفة القوانين وتجاوز الأنظمة، بحسب رؤية المؤلفة

 

مقالات من نفس القسم