عام جديد

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 28
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمود نجيب

أهرول إلى العالم بخطوة وأتراجع عشراً..أختبئ فى مدينة التأكد وأتظاهر أنى من سكانها.
سكانها يتظاهرون أنهم من سكانها.
سقف البيت مليء بالشروخ..أخبرنا أحدهم أنها ليست بالأمر المفزع وأن البنايات أحيانا تتعرض لمثل هذه الأشياء..قمنا بتزيينها..وتجديد الدهان وتغيير لونه.
تظاهرنا أن الشرخ لا يشكل خطرا..وبدا رائعا جدا من الخارج.
آه..عام جديد..كم أشعر بالذنب.
هناك خطة محكمة للتهاوى..ولادة متعسرة للأفكار الحماسية والحلول الحالمة..ثم الإلقاء بها فى أقرب سلة قمامة.
البيتابلوكرز تهدئ ضربات القلب..الأطراف الباردة بالإمكان تدفئتها..ولكن ماذا عن الوحدة والقلق؟ التسكع مساء فى الطرقات بلا هوية وبلا أمل ؟
هل يبحث عنا أحد ؟
أحاول أن أجد تفسيرا للكراهية..الحقد..الحزن..الغربة..الموت..الاضطراب..الشقاء..الألم..أكتب ثم امزق الورقة..أكتب ثم أبكى..أمزق الورقة..أكتب ثم أفشل..أمزق الورقة والفشل..اكتب ثم أضطرب..أمزق الورقة ويبقى الاضطراب.
اختبار الذكاء..مقياس ستانفورد بينيه..تقرير طبى..ثم نظرات رعب مستمرة من الأهل..انتظار ثم يأس.
الطفل مصاب بالتوحد/الرهاب الاجتماعى /التأخر العقلى ويحتاج الى……..
مشهد الانهيار اليومى المتكرر.
آه..عام جديد..كام أشعر بالذنب.
ليست لدينا خبرة سابقة وعلى الرغم من ذلك نحاول إيجاد معانٍ طوال الوقت..هناك حلول لم نصل إليها بعد تجاه الأز…مات.
أعتقد أنى عشت فترة مراهقة رائعة جدا لدرجة أن المشاعر نفدت ولم يتبق منها شيء لحياة النضج.
أتظاهر أن الشرخ لايشكل خطرا ويبدو رائعا جدا من الخارج.
أهرول إلى العالم بخطوة وأتراجع عشرا..أعود لمدينة الخيبة..يرحب بى سكانها الأصليون.
-أين كنت ؟
كنت أحاول البحث عن ضالتى بصوت عال.
ضوضاء البحث صوتها أعلى من انهيار المبنى الزجاجى..كلاهما ينتهى بالتحطم.
فى المشهد..جندى قوات حفظ السلام.
فى الطابور قال أحدنا..قوات حفظ الخراب..ابتسمنا ثم استمر كل منا فى وضع الانتباه أو على الأقل نتظاهر به.
ضحايا الروتين جثث بدأت فى التحلل.
فى يوم ما توصلنا إلى عدم الإبقاء على العلاقات التى تقف على قدم وساق..دع الحبل يتمزق واستمتع بصوت القطع..الرقص على السلالم مرهق..نعم قاطعة أو لا قاطعة..الدبلوماسية والملاوعة استنفاذ وليست حكمة للوصول للمعادلة الصعبة..المعادلة الصعبة لا تتحق.
أثناء مرورنا فى الطريق قابلنا لافتة كبيرة انهارت رأسا على عقب..كتب بداخلها..عاهدنا ووفينا من أجل مصر.
آه..عام جديد..كم أشعر بالذنب.
الترقب مرعب فى الأغلب.
السيئة تعم والعامة سيئون.
الاقتراب من النهاية اكتئاب..الاقتراب من البداية اكتئاب..الاقتراب من الاكتئاب اكتئاب..مابينهما يمر.
عقرب الساعة يمر معلنا عن دقيقة تبدأ..هناك فكرة تدور..عقرب الساعة يمر بالثانية الستين..الفكرة تتهشم وتصبح حطاما.
صناعة الوهم رائعة.
تظاهر بالثبات وتحطم بداخلك..الأشجار جيدة..السماء رائعة..النجوم تخفف الألم..كوكب الزهرة نراه فى الغروب..الكون جميل والإنسان سيء.
لحظات التغيير هى سبب التمزق..الروتين مسالم رغم تحلل الجثث برتم ثابت.
مازلنا لا نعلم سبب المأساة بعد.
مازلنا لا نعلم سبب المأساة بعد.
مأساة فوق مأساة المأساة فى زجاجة ونحن لم نصل للعنق بعد.
فى كل مرة نتبدل والأسباب سخيفة..فى كل مرة نسيء ثم ننسى.
المبررات مبتذلة والنسيان شرعى.
.
من كتاب كيف تلتئم..إيمان مرسال ..على سبيل الخاتمة..مراد.
. I don’t want to die, mama.
— لن تموتَ الآن، أنت أربع سنوات فقط يا حبيبي.

— I don’t want to get old, then die, mama.
— ربما ستكون وقتها مستعداً يا حبيبي.

— But why do we die, mama?
— ربما لأننا، أقصد… ربما لأننا أكبرُ من الحياة يا حبيبي.

— Tell God that Mourad doesn’t want to die, mama.
— ولكنني لستُ على اتصالٍ به يا حبيبي.
.
. ربما لأننا، أقصد… ربما لأننا أكبرُ من الحياة يا حبيبى.

آه..عام جديد..كم أشعر بالذنب.

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني