يوم رحلتْ لايدي

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 22
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

فرانك أوهارا

ترجمة: آمال نوّار

قصيدة منقولة عن الإنكليزية ومصحوبة بنصّها الأصل مع خلفية غنائية بصوت مغنية الجاز “لايدي داي”، مُتاحة في فيديو على موقع يوتيوب من إعداد صادق آل غانم وترجمة آمال نوّار، وذلك على الرابط التاليhttps://youtu.be/KQ5pdKG9fnA 

 

إنّها الساعة 12:20 في نيويورك من نهار الجمعة

إثر مرور ثلاثة أيام من يوم الباستيل[2]، أجل

إنّه العام 1959 وأنا أمضي لتلميعِ حذائي

لأنّي سأترجّلُ من مترو الساعة 4:19 في إيست هامبتون[3]

عند الساعة 7:15، ومن ثم أذهبُ مباشرةً إلى العشاء

ولا أعرفُ الناسَ الذين سيطعموني.

 

أسيرُ قُدُمًا في الشَّارع الرَّطْب الذي أخذ يُشمس

وأتناولُ همبورغر وشرابَ اللبن المخفوق، ثم أشتري

عددًا قبيحًا من نيو ورلد رايتينغ[4] لمعرفة ما يفعله

الشعراءُ

في غانا هذه الأيام.

 

أُواصلُ سَيْري قاصدًا البنك

والآنسة ستيلواغون (سمعتُ مرةً أنّ اسمَها الأوّل ليندا)

لمرةٍ واحدةٍ في حياتِها لا تقومُ حتّى بتفحّصِ رصيدي 

وفي مكتبةِ غُولدِن غريفين[5] أبتاعُ باتسي ديوانًا صغيرًا

لفرلين

يضمُّ رسومًا لبونارد[6] مع أنّني 

أفكّرُ  بهسيودوس[7]؛ الكتاب الذي ترجمه ريتشموند لاتيمور أو

بمسرحيةِ برندان بيان[8] الجديدة أو بِ”الشُّرْفة” أو بِ”السُّود”

لجنيه[9]، ولكنّي أتراجعُ؛ أتشبّثُ بفرلين

بعد أن كادَ يداهمني النومُ وهذه الورطة.

 

ومن أجلِ مايك[10] أتجوّلُ فقط داخل متجرِ بارك لاين 

للخمور، وأطلبُ زجاجةَ ستريغا[11] ثم

أعودُ أدراجي من حيثُ أتيتُ إلى سيكس آفنيو[12]

وإلى بائعِ التَّبغ داخل مسرح زيغفيلد وعلى

دَيْدَني، أطلبُ كرتونًا من غولواز وكرتونًا

من بيكايُون[13] وصحيفةَ نيويورك بُوست حيثُ صورة وجهها

منشورة فيها،

 

وقد بتُّ أنضحُ عرقًا الآن، وأستعيدُ 

اتّكائي على بابِ المرحاض في 5 سبوت[14]

بينما كانتْ تهمسُ بأُغنيةٍ برفقةِ البيانو

إلى مال والدرون[15] والجميعُ وأنا توقّفنا عن التنفّس. 

1959

……………………….

[1] – لايدي أو لايدي داي Lady Day هو لقب مُغنيّة الجاز الأفروأميركية الشهيرة، وكاتبة الأغاني ألينورا فاغان (1915-1959) المعروفة أكثر باسمها الفني: بيلي هوليداي، Billie Holiday، وقد كتب لها أوهارا هذه المرثاة في يوم رحيلها نفسه (17 تموز/ يوليو) أثناء فرصة غدائه، وذلك على إثر اكتشافه خبر وفاتها في إحدى الصحف.

[2]  – يوم الباستيل، عيد فرنسا الوطني الذي يوافق في 14 تموز/ يوليو، وهو ذكرى قيام الثورة الفرنسية في 1789 عقب تحطيم سجن الباستيل.

[3]  – East Hampton اسم منطقة غنية في لونغ آيلند من ولاية نيويورك، يسكنها مشاهير كثر ويبدو أن المشي بين قاطنيها يستوجب حذاءً ملمّعًا.

[4]  – New World Writing مجلة أدبية اشتهرت في الخمسينات وكانت تضمّ أعمال أسماء كبيرة أميركية وأوروبية، بينها جوزيف هيلر، صموئيل بيكيت، وجاك كيرواك، إضافة إلى أنثولوجيات شعرية لشعراء من جميع أنحاء العالم، بينهم بعض الشعراء الأفارقة الذين كانوا بدأوا يشتهرون في الساحات الثقافية.

[5]  – GOLDEN GRIFFIN مكتبة شهيرة في نيويورك.

[6]  – Pierre Bonnard بيير بونارد (1867-1947) فنان تشكيلي فرنسي، رسوماته زيّنت إحدى دواوين الشاعر الفرنسي الكبير بول فرلين (1844-1896).

[7]  – هسيودوس (هسيود أو هزيود) (8 ق.م _7 ق.م) شاعر إغريقي، من أعماله “الأعمال والأيام”، وكان ريتشموند لاتيمور من بين من ترجموا أشعاره إلى الإنكليزية.

[8]  –   Brendan Behan( 1923- 1964) شاعر وقاصّ وروائي وكاتب مسرحي إيرلندي.

[9]  – “الشرفة” و”السود” عملان مسرحيان لجان جنيه. جليٌّ في هذه القصيدة انفتاح أوهارا على المشهد الأدبي والتشكيلي والمسرحي الأميركي والأوروبي معًا، ويبدو ولعه بالثقافة الفرنسية تحديدًا (حتى أنّ سجائره “غولواز”؛ الصنف الذي ارتبط اسمه بالمثقفين الفرنسيين أمثال جان بول سارتر وغيرهم). وفوق ذلك تبدو ليبرالية أفكاره السياسية من خلال اهتمامه بأعمال محورها العلاقات العِرقية كما في “السُود” لجنيه. وهنا لا بدّ من أن نتذكّر أن بيلي هوليداي المطربة السوداء، عاشت في زمن ما قبل فجر حركة الحقوق المدنية للسود في أميركا.

[10]  – مايك سيحظى بهدية أيضًا على غرار باتسي؛ فالأغلب أنهما مضيفاه في إيست هامبتون.

[11]  – شراب كحولي إيطالي.

[12]  – اسم شارع في منهاتن.

[13]  – Picayune  صنف قديم من السجائر الأمريكية.

[14]  –5 SPOT  اسم نادي ليلي اعتادت أن تغني فيه بيلي هوليداي.

[15]  – Mal Waldron عازف البيانو الذي رافق هوليداي بين 1957 و1959، وبعد مماتها أصبح مؤلفًا موسيقيًا مشهورًا حيث ترك نيويورك إلى باريس ثم إلى ميونيخ وبروكسل.

…………..

* فرانك أوهارا (1926-1966) شاعر أمريكي من أبرز وجوه “مدرسة نيويورك”.

**لمزيد من الترجمات لآمال نوّارhttps://amalnawwar.wixsite.com/-site    

 

مقالات من نفس القسم