يا ولدى

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 15
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

د.رضا صالح

تنحنح وهو جالس أمامى؛ أحسست أنه سيقول شيئا؛ نظرت إليه قال:

–  بما أننا من بلد واحد أحب أحكى لك عن كيف وصلت السويس وعن الأيام الماضية.

كان يرتدى جلبابا فضي اللون وبه قلم خفيف لامع وعلى رأسه طاقية صوف وتلتف حول رقبته لاسة حريرية؛ يميل إلى السمنة أسمر اللون له شدقان عريضان،  يكاد الكلام يخرج من فمه اتوماتيكيا كأنما يلضمه لضما:

–  كان عندى  12سنة وقت أن جئت السويس كانت الحاجات رخيصة، قبل موت السادات بشهور  وضعت الطاقية أمامى وبدأت أسالها : أين تعمل يا ولد يا قلعاوى؟؛ لم انتظر كثيرا, جاء الحل من عند الله، أول ما نزلت  كنت عند جماعة لهم بنا صلة قرابة، كانوا ساكنين فى الهيشة سكنت معهم فى حجرة بالارضى.. كنا أربعة،  نصحو كل يوم قبل الفجر نصلى وأروح معهم على المبيع, هناك كنت أقف لأحرس  الشون وأكوام البطيخ والشمام وصناديق الخضار بأصنافه، كنت آخذ  يومية 2جنيه، فرحت بهم وحمدت ربنا لان الخوف كله أنى أمد يدي للناس،  لكن ربنا كريم، مع الأيام شفت البضائع داخلة وخارجة وسمعت التجار,  وعرفت طريقة تعاملهم وعرفت من أين تأتى، والى أين تروح هذه البضائع..

                                                       —***—

      كانت زوجته جالسه جواره تنظر إلى الأرض وقد سرحت بفكرها مع الكلام أزاحت النقاب عن وجه نصفه أنف مفلطح يلمع  لونه البنى المحروق،لا يوجد به مسحة جمال تبرر ارتداءها للنقاب أو ما يشجع على معاكستها أو الالتفات إليها.

نظر إليها؛ واستأنف حديثه :الست حرمنا ربنا كرمنا بها آخر كرم؛  وجهها الصبوح كان خيرا على..

–  كيف يا معلم ؟

بعد فترة كان معى قرشان عندما نزلت الصعيد عرضوا على الزواج لم أكن رأيتها ولكنى قبلت،الزيارة الثانية أحضرتها معى فى قطار الصعيد إلى الجيزة ومنها أخدنا الأتوبيس لمحطة مصر وركبنا قطار السويس  من كوبرى الليمون

نسيت أقول لسيادتك أنى جربت حظى فى البداية مع  قفصين كوسة  بهم حوالى 50 كيلو اشتريتهم ب4جنيه يعنى الكيلو كان ب 8 قروش ولصقت جنب  واحد معرفة؛ وعملت تعريشة رميت عليها الكوسة وبدأت أبيع،

 ـ عرفت تبيع يا معلم

ـ ياه العملية سهلة جدا كل واحد على قد لونه البيه له سعر, والغلبان له سعر، و الشرطة ممكن تشترى مجانا، لازم الواحد يكون مفتح، يشترى نفسه

ـ طبعا.. طبعا يا معلم

ـ قبل صلاة الظهر  القفص انتهى، ومشيت؛  بعدها عددت الفلوس فى جيبى كانت 12 جنيه يعنى القفص فيه مكسب  8 جنيه وأنا يوميتى فى الحراسة 12ساعة كانت 4 جنيه، ماذا لو تاجرت فى ثلاثة أو أربعة أصناف ؟

ـ طبعا الفرق كبير

ـ من يومها وعملت تاجر فى السوق بعدها ربنا كرمنا وأخذت مكان فى سوق الجملة وعملت تاجر جملة، وأكل العيش يحب الخفية

 

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون