ياسر عبداللطيف: الإخوان لا يملكون كوادر لقيادة “الثقافة”

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حاوره ـ وائل السيد

يجب أن نعي أن جماعة الإخوان هي جماعة تربوية بالأساس، وعليه فإن الثقافة على رأس أولوياتهم، وهم يؤجلون معركتهم فيما يتصورونه تطهيراً لوزارة الثقافة"، هكذا قال الروائى ياسر عبداللطيف، مضيفاً: "لأنهم سيضطرون حينها إلى مذبحة إدارية لا أحد يعرف حجم تكلفتها، كما إنهم سيواجَهون بمصاعب جبارة، أصعب مما يواجهونه في وزارة الإعلام، ومن هنا حرصهم على عدم تعيين أحد كوادرهم في وزارة الثقافة مرة واحدة، وهم بالطبع لا يملكون كوادر مؤهلة لذلك، ولكن فكرتهم عن أنفسهم ليست كذلك

حاوره ـ وائل السيد

يجب أن نعي أن جماعة الإخوان هي جماعة تربوية بالأساس، وعليه فإن الثقافة على رأس أولوياتهم، وهم يؤجلون معركتهم فيما يتصورونه تطهيراً لوزارة الثقافة”، هكذا قال الروائى ياسر عبداللطيف، مضيفاً: “لأنهم سيضطرون حينها إلى مذبحة إدارية لا أحد يعرف حجم تكلفتها، كما إنهم سيواجَهون بمصاعب جبارة، أصعب مما يواجهونه في وزارة الإعلام، ومن هنا حرصهم على عدم تعيين أحد كوادرهم في وزارة الثقافة مرة واحدة، وهم بالطبع لا يملكون كوادر مؤهلة لذلك، ولكن فكرتهم عن أنفسهم ليست كذلك

يرى صاحب “قانون الوراثة”، أن “الوزير الجديد علاء عبدالعزيز ليس إخوانياً مخلصاً، وإن كان من المتزلفين لهم، وهم بالتأكيد يعرفون تلك الحقيقة”، وهو كذلك ليس مع الإلغاء التام لوزارة الثقافة، ولديه أسبابه بكل تأكيد. يقول: “أنت لا تزال بحاجة لدعم الدولة للثقافة في بلد 90 % من سكانه فقراء و60% منهم أميون، وإن كنت مع إعادة هيكلتها ـ كما هي الحاجة في كافة الأجهزة الإدارية والسياسية للدولة، وبخلاف العيوب التقليدية، تكمن خطورة الهيكل الحالي لوزارة الثقافة في طابعه، فهو صالح تماما كي تتم داخله عملية الإحلال والإبدال التي يتمناها الإخوان المسلمون، وما أتمناه حقاً هو أن يتخلص المثقفون أنفسهم من علاقة التبعية واليتم التي تربطهم بتلك الوزارة، وإن يكن ذلك بحاجة إلى إصلاح الثقافة نفسها، وذلك أمر آخر“.

ياسر ليس متخوفاً من ظهور رقيب داخلي عند المبدعين، بعد التفات الإخوان إلى الثقافة. يعلّق: “الرقيب الداخلي والخارجي موجودان طوال الوقت في مصر، لا تتغافل عن دور عمال المطابع في مصادرة أعمال أو حذف أجزاء من كتب معينة، وهو أمر لم يعد مقتصراً على مطابع دور النشر الحكومية فقط، بل تسرّب مؤخراً إلى مطابع القطاع الخاص، أما عن الرقابة الداخلية، فأعتقد أنه مع الأجيال الشابة من المبدعين ستتفاقم حال عكسية، احتجاج عبر الاستفزاز والتحريض، وهو أيضاً شكل مقلوب من الخضوع للرقابة. ربما ستزداد الرقابة داخل أجهزة النشر الحكومية بحكم خضوعها الجزئي لحكومة الإخوان، ولكن على دور النشر الخاصة، ومنابر الثقافة المستقلة كلها، أن تحافظ على هامش الحرية المتاح وتعمل على توسعته“.

يكتب صاحب “ناس وأحجار” بانتظام في ملحق “شرفات” فهل أفاده التدريب على مساحة معينة؟ يجيب: “أفدت من تدريب الكتابة المنتظمة أسبوعياً، وبعد ذلك من تدريب الكتابة في مساحة معينة. أصبح الواحد أقلّ تهيّباً من عملية الشروع في الكتابة. ذلك التهيب الذي طالما كان معطلاً عن إنجاز نصوص كان من الممكن الانتهاء منها من زمن. أنت مضطر لتسليم نص من مساحة محددة في وقت محدد من الأسبوع. كان ذلك تحدياً بالنسبة لي، فعملية الكتابة عندي قبل أن أسافر إلى كندا كانت خاضعة لمزاجية مفرطة. التخلي عن هذه المزاجية كان الفائدة الأكبر. الفائدة الثانية كانت في تجريب أشكال سردية مختلفة في تلك المساحة المضغوطة من 700 إلى 800 كلمة“.

يعمل ياسر حالياً على ترجمة رواية سيرة ذاتية للكاتب الفرنسي جريجوار بوييه، وكذلك يعمل على إعداد كتابه الجديد للنشر، وهو يتكون بالأساس من النصوص القصيرة التي يكتبها لملحق شرفات إضافة لبعض النصوص الأخرى، وهي نصوص تقع في منطقة وسطى بين القص والمقال والحكاية، وهو يعيش في

مدينة “إدمنتون” الكندية، التي تصل درجة الحرارة فيها إلى ثلاثين تحت الصفر. يقلل ياسر من هواجس الطقس: “ثمانون بالمائة ممن يعيشون فى تلك المدينة قادمون من مناطق حارة، مثل الهند، والصين، والعالم العربى، وأنا مضطر للتكيف. لا مشكلة فى ذلك. أنا غير قلق“.

وهل يفكر فى العودة إلى مصر؟ يجيب: “حالياً وبسبب ارتباطات عائلية، لا أستطيع أن أزور مصر إلا لعدة أسابيع كإجازات تطول وتقصر، وتطول وتقصر أيضاً المدد بينها. غير أني في الحقيقة أتابع كل ما يدور في مصر على شبكة الإنترنت، وبشكل يفوق متابعتي أيام كنت لا أزال موجوداً بمصر، أنا أعتبر نفسي أعيش في فقاعة افتراضية بين مصر وكندا، ربما كان ذلك التعبير من عند الكاتبة هدى بركات التي قالت شيئاً شبيهاً عن إقامتها بين فرنسا ولبنان في إحدى حواراتها الصحفية. أما على المدى البعيد، فلا أعرف. أنا لا أتخيل نفسي مهاجراً أبدياً”.

مقالات من نفس القسم