وعكة حياتيّة

موقع الكتابة الثقافي writers 120
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

سوسن الغزالي

يحدثُ أنْ ينفتقَ جرحٌ قديمٌ

ممحوُّ الأثرِ

فأجمعُ

الأعشابَ لتهدئةِ سعالٍ مزمنٍ

و كلماتِ أحدِهِم  أصابتْهُ وعكةٌ حياتيّةٌ

فماتَ حكيماً

لا شيءَ يغري  هذا الصّباحَ

لينهضَ من نومِه

الحياةُ -كما كانت –

أبديةُ الوجعِ

ولا يعنيهِ ضجيجُ  الشوارعِ

كلُّ ما في الأمرِ ان الأملَ

– لكثرةِ الاستعمالِ –

فقدَ مفعولَه

كخافضٍ للحرارة

….

يحدثُ أنْ أفقدَ رغبتي في البكاءِ

وحقي بالثمنِ الزهيدِ

حين أباعُ

سيدةٌ أربعينيةٌ بكامل عُشّاقِها

وجهٌ شرقيُّ الملامحِ

كثيرةُ الشهاداتِ ..

والتقيُّؤِ

تتحدثُ ثلاثَ لغاتٍ:

واحدةً عن حبٍ مقتولٍ أزرق العينينِ

وأخرى عن ذنبٍ نازيِّ  الملامحِ

وثالثةً عن حزنٍ  عربيِّ الشّراشفِ،

 جبليةُ الهمةِ

تجيدُ الرقصَ على وقعِ الدمِ في العروقِ

وقتَ تشاءُ

أمٌّ لرجلين

وأختٌ لأربعةٍ

وبنتٌ

لقبيلةٍ 

ماتوا في صراعاتِ الشّرْقِ والشَّرَف

………

يحدثُ أن يناديني ابني باسمي

فأسمعُ صوتَ أبي

فأضحكُ من طفلةٍ أنجبتني فصارتْ أمي

……

يحدثُ كثيراً أن أتحدّثَ  مغمضةَ العينين – (فالنظرُ يعدي)  –

……

قال (كلُّ من اختبرَ  كريات دمي

بقصدٍ صديقٍ أو خبيثٍ

واكتشف اني قابلةٌ للموتِ بالعدوى)  :

“لا تستسلمي!!”

يحدثُ أن يتصلَ بكَ الماضيْ

ليطمئنَّ على وقْعِهِ في حاضِرِك

حذرَ المرورِ والألفاظِ

كي لا يوقظَ أسئلةَ الدهاليز النائمةَ

بين بوابَتَيْ العتابِ والاغتيابِ

يعرفُ ان الطيّبَ يحبُّ السَّماح

لكن الغيابَ لا يسامحُ

……..

يحدثُ أني متُّ

وتُرِكْتْ جثةً وحيدةً

بعينين مغمضتين

تمارسُ الحياةَ

كهوايةٍ ممتعةٍ

في أوقاتِ الفراغ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعرة سورية

مقالات من نفس القسم