هنـــا ..أو هـنــــــاك

هنـــا ..أو هـنــــــاك
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 إبراهيم عادل 

يمكنني الآن أن أتذكر أن صديقتي تنبأت لنا بمصير أفضل من ذلك كثيرًا، لأنها بمحض بساطتها كانت ساذجة! ولكنه سيحدث في يوم مـا، على كل حال! ...

لابد أن يحدث، لاشك سيحدث، سنتعرف على قوانين مرور وإشارات ضوئية أكثر لمعانًا، وأراضٍ وسحابات حقيقية ناقلة للمطر ولنا، غير تلك الدنيا التي نحن فيها!

لابد، لاشك، حتمًا! ....

من غير المعقول أن يظل كل شيءٍ مستحيل طوال الوقت، نحن من نذلل المستحيل، ونكتب أننا نفعل ذلك دومًا ... (سنحيل العجز بالإنجاز إعجازًا ونذل المستحيلا) ...

أحدهم قالها يومًا والكثيرون يقولونها دائمًا ...

 سنفعل ذلك ولو هناااااك، حيث لا سلطة ـ مبدئيًا هكذا ـ لرأس المال ولا لرأس السلطة ولا لرأس النفوذ، سنبدأ بقطع الرؤوس وفك القيود والسخافات المقيمة في العقول والعيون … وسنبقى بقلوبنا وحدها!

وحدها القلوب القادرة على اتخاذ مساراتها دائمًا والنجاة من كل هذه المعتركات والضوضاء والزحام والفوضى والعبث ….

وحدها القادرة على أن تجمعنا معًا سويًا نحلق في فضاءتنا الخاصة، ونخلق لأنفسنا العالم على هوانا، لا كما صنعوه ولا كما يهوون!!!!!!

القلوب، والأدب .. في الحقيقة!

نوعًا ما لم أجد في كل تقليبي في صفحات الكتب والروايات ذلك البطل الذي يشبهني تمامًا، وأنا موقن أنه بطل! …

لست باقدر على كتاباته كما هو/أنا!

يحكمني عقل كاتبٍ للأسف، وتقيدني حدود مدينة، لم أحلق بعد بجناحين، هذا يحدث في أوقات استثنائية جدًا، وأكون فيها مستمتعًا لحد لا يسمح لي بكتابة، وتكون طبعًا كلها متعلقة بوصالك/رؤيتك/صحبتك/وجودك! …

ولكن يبدو أن هذا ما سأظل أبحث عنه حتى أدونه حقيقية في رواية كل أبطالها منسيون مجهولون، أبحث عن صنع أسطورة خاصة بهم وحدهم، تذكرني بها على الدوام “نجوم” عزة رشاد الأليفة!

بقلوبنا وكتابتنا نصنع رهاننا الخاسر دومًا، ونظل ندور حوله ووراءه ومعه، مدركين أنه خسارتنا الوحيدة، وأننا ليس لدينا أفضل منه لنخسره!

ندشن (حلوة ندشن هذه والله) لخساراتنا على الدوام بكتابة يتحلق حولها أصحابنا المهزومين وأصحاب الأحلام الموؤودة والطموحات الكبيرة المجهضة، ليصفقوا ويهتفوا ويرددوا “مقولاتنا” متخذين منها تمائم فرح مؤقتة، ومحفزات دمع تأخر هطوله كثييييرًا!!!!!

حسنًا سنكتب، ولو بمداد القلب، ونحلم ولو في يقظتنا المتأخرة، أن هذا ما تلاقينا عليه، وأن أجنحة حروفنا وكلماتنا قادرة دااائمًا على حملنا من وطأة الحاضر وقيوده إلى سماء عالية لا نكتفي بالنظر إليها أو العيش فيها بل نستمر في التحليق، ونمارس أقصى هواياتنا غرابة، وأقصى شطحاتنا جنونًا، ضاربين عرض الأرض والحائط بكل ما قد يقيدنا أو يشدنا مرة أخرى إلى ال هناك! ….

إننا نحلم، وليس على الحلم قيود، وليس لنا فيه والله سلطة، نعم إنه لا وعينا الذي تمرد فجأة، ونحن مصابين بأمراض نفسية مستعصية، تجعلناكلما تلاقينا فرحنا، وكلما تحدثنا في آلامنا أكثر ضحكنا، وكلما زادت حدة الآللام صرخنا من الفرحة، ودرنا في الشوارع مجانين …..

سنجد أماكننا كلها، معدَّة سلفًا، مشتَّاقة إلينا مثلنا، كالمستقبل الذي تنبأ لنا به (محمد خير) وقد تعب من الركض في الاتجاه العكسي، ولكن الرحلة لاشك ستكون ممتعة!

 

مقالات من نفس القسم

محمد العنيزي
كتابة
موقع الكتابة

أمطار