هذا أنا.. عادت اللعبة مجددا للصفر

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محسن البلاسي

هذا أنا

رويت لطفلي الكثير مما حدث

يوما ستجلس هنا مثلي فوق الحطام

يوما ما ستقول: أين شبقية الريح

 

هذا أنا

 

كنت أسير عاريا وسط موكب من السائرين بظهورهم

أو كنت معلقا من قدمي في السماء الحمراء، بينما لساني أزرق يلعق الشارع الذي شهد تلك المجزرة

يوما ما

كنت لا أتذكر تفاصيل هذا الحلم 

والآن

لا زلت لا أتذكره

 

هذا أنا

 

ـ عادت اللعبة مجددا للصفر ـ

 

من بين كل الحكايات الغريبة لفئران العلبة، هناك قصة لمجموعة من الفئران استطاعوا فتح باب سرى، للخروج من العلبة،

وعلى الرغم أن زمن سرد حكايات  الخروج قد ولى، فإنه لا يزال هناك متسع فى أنوفنا لاستنشاق دخان بعض هذه الحكايات.

 

جاء الشتاء غاضبا، وهبت رياح مارقة أخذت تبحث فى كل زوايا الشوارع الضيقة عن الفئران التى ارتدت معاطف حمراء وقبعات سوداء أدلوها على أعينهم ولم يتركوا سوى أطراف أنوفهم للهواء ،

يوقفون المارة

ويسألونهم لماذا ………………؟

يصفعون العيون والبطون

 

ويهمسون فى آذان المارة: الأشجار حروف محروقة

ثم يذوبون فى الأزقة والشوارع المكدسة بارتال الجنود ومركبات الجيش

يحكون حكاياتهم للتماثيل الخشبية التى تتصدر منافذ بيع الأوهام

أو لفتاة ليل بعين واحدة أو أذن مبتورة

 

هذا أنا

 

ـ عادت اللعبة مجددا إلى الصفر ـ

 

تخل عن كل شيء،

عن هذا الكأس وهذا الواقي الذكري

تخل عن هذه الأوراق

وعن جسدك

اذبح نفسك في أحد الميادين

ثم تخل عن قدميك

وأهرب إلى أحد المواخير المحروقة بالرغبات

وارقص مع موامس لفظتهم اجسادهم

بلا كاس أو قضيب او قلم

 

كيف يصيرون هكذا ؟

رماد سجائر

 

كأس ويسكي

رويدا رويدا

ارتجف

وارسم الأشياء كأنك تمر بها لأول مرة

أنا غرفة  صغيرة

وبيانو

وصفحة من دخان السجائر

كأس ويسكي

إلى العتمة

لا أرى وجهي

ارسم أوجهاَ بديلة لوجهي

كأس ويسكي

يا رفيقتي

يعجبني عبق دمي

على شفتيك

أريد العيش بلا وجه

كأس  ويسكي

قطرة قطرة

مازال

إيقاع المعركة معلق على الجدار

كأس وسكي

 

يختل الإيقاع

الكأس يسقط

يغرق

هنالك

يموت بوقار

كأس ويسكي

مرة أخرى 

كما في قصيدة سابقة

كل أفيون المدينة فى خدمتك

وأنت فى ألم عتيق

كأس ويسكي

ثمة شوارع سائلة تتدلي من أنفي الخشبي

مصروعة

أيتها الجثث فى القصور

ستموتون مرة أخرى

 

ـ عادت اللعبة مجددا للصفرـ

هنا الشعراء الحقيقيون هائمون في خرابات البراندي الرخيص

ويتم اجتياح دور النشر

وتلقى كتب الاشعار فى النيران

 

ـ عادت اللعبة مجددا للصفر ـ

 

هذا أنا

 

وكيف لسجين سياسى سابق  أن يشترى  لحبيبته  ورودا حمراء

ربما

ربما

يستطيع

أن

يرسم لها حديقة بلا أسوار على جدران غرفتهم

 

 

ربما يستطيع أن يحكى لها عن ورود لا تغتصب رائحتها بعطن  أوراق النقود المتسخة بالعجز

لم يتبقى للعين سوى شاطئ مهجور

بلا بحر

ـ عادت اللعبة مجددا للصفر ـ

 

حلمت أمس أن كل الناس يسيرون عرايا في الشوارع إلا من ورق جرائد يلفونه حول أجسادهم النحيلة

 

 كان لهم نفس الأوجه

 

ـ عادت اللعبة مجددا للصفر ـ

 

هذا أنا

افصلوا الكهرباء عن المدينة

أطفئوا الأنوار

اخلعوا ستراتكم وأحذيتكم

وجواربكم المليئة بالثقوب

أو حتى العارية منها

وارقصوا فى الشوارع

 

واضحكوا

اقتلوا أنفسكم بالضحك

افتحوا أعينكم وأغلقوها

افشوا الأسرار والغرائز

اقذفوا أنفسكم فى أحضان حريات الحروب

حفاة

أركضوا

 

_عادت اللعبة مجددا للصفر _

 

هنا الأفكار تنشأ في المؤخرات، وتفر عبر الأمعاء المتيبسة إما جوعا أو عفنا

تتسلق هربا  عبر الشروخ التي يمتلئ بها الحلق ،

تصل إلى الفم لينفخها في مؤخرة أخرى

 

_عادت اللعبة مجددا للصفر _

 

مجموعة من الجنود يحكم عليهم بالاعدام رميا بالرصاص بتهمة الجوع

جندى هارب  يصطدم بدبابة فتقطع ساقه  ثم تحمله بعض الفئران وتسنده على جدران منزل مهدوم ،

صاحب الساق المبتورة يشعل سيجارة

ويبتسم

مقالات من نفس القسم