«هدوء القتلة»!

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 42
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

وليد علاء الدين

«هدوء القتلة» رواية مكتوبة برؤية مخرج سينما يعي الفارق بينه وبين مخرج الإذاعة (ليس تقليلًا من أهمية الأخير، ولكن للتفرقة بين الأدوات)؛ كتبها طارق إمام بلذة مخرج السينما مجتهدًا في تخليص مشاهده من كل شائبة تُفسد المعنى، وهو- ككاتب بصري- يعرف أن في الشرح نفسه إفسادًا، لأنه مصادرة للخيال، لذا؛ فإنه يضبط- بحرفية- الجرعةَ التي يقدمها للمشاهد/ القارئ (وكلاهما صحيح مع هذه النوعية من الروايات البصرية- عكس الرواية السمعية- كنموذج هيبتا).

في الرواية البصرية ثمة ضبط معياري للجرعة المقدمة، بحيث تدير مفاتيح الخيال وتداعبه، مقدارٌ أقل قاصر عن الإثارة، مقدارٌ أعلى مصادرةُ تخرج به عن حيز المشاركة.

نجح طارق إمام في «هدوء القتلة» في تسريب كائنات خياله وتجهيزها للنمو في خيالات الآخرين، تستدعي من ذكرياتهم وخبراتهم ما يمنحها حيواتها ويُكسبها هويات تتجول بها داخل عوالمهم هم، بما يريدون لها من ألوان وأشكال وأحجام وروائح وأزمنة وأماكن، كائنات «نسغية» تحمل خلاصة الحياة وتختصر كُليّاتها لتنمو وتستقر في كل مخيلة تمتلك الوعي الكافي لاستقبالها.. فقط لو أنه لم يضع صورته على الغلاف!

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم