نصوص من كتاب الأصدقاء

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

شعر .. أشرف البولاقي

أيها الأصدقاء ُ،

أيها الأصدقاءُ الذين استباحوا فضائي ....

ولوَّثوا سُمعتي

لا تعتذروا اليوم ...!

فأنا أعرفُ أن رؤوسَكم ثقيلةٌ

 من أثر الحشيشِ والنساء

 ثقيلةٌ من أثر " المتنبِّي "

 ذاكم  الذي خدَّرَكم بأبياتِ

 تحفظونها كما تحفظون أسماءَكم

وأعرفُ أنكم تتهموننى بالكُفرِ والزندقةِ

 دون بيِّنَةٍ واضحة ٍ

إلا أن رأيتموني في منامِكم

 مَيِّتاً في ثيابيَ الداخليةِ...!

كيف لي أن تَصعدَني مآذنُكم  ؟

كيف لي أن أُصلِّى صلاتَكم ؟

وأنا طيِّبٌ … طيِّبٌ

 مثل وردةٍ في حديقةٍ مُعْتِمه …؟!

ــــــــــ

( أصدقائي الذين يقيمونَ

 أكثرَ من حفلةٍ للبكاءْ

أعلنوا أنني مِتُّ هذا المساءْ

وأنَّ لزينبَ حُزناً نبيلاً

وأنَّ لهندَ المدَى والفضاءْ

أصدقائي الذين يقيمونَ

 أكثرَ من حفلةٍ

أعلنوا أنَّ آخرَ حفلاتِهم

 حفلةٌ للغناءْ …….! )

(2 )

الأصدقاءُ الذين حدَّثوني عن مواسمَ بِكْرٍ

 كاذبون …!

كلُ المواسمِ مطروقةٌ من قبلُ :

هذا أثرُ نبيٍّ يتوكأُ علي دهشةِ أتباعِه ،

وذاك أثرُ دابّتِه ذاتِ الأجنحةِ

التي يقولون إنها انقرضت الآن ،

وثَمَّة أثرٌ لاغتسالِ أٌمهاتِنا

 في البحيرةِ المقدسةِ

كيفَ إذن يزعمونَ إنها مواسمُ جديدةٌ ؟

كلهم كاذبون …!

إلا صديقي الذي زرتُه مساءَ السبتِ

 (10 يونيو1995 )

أذكرُ الآنَ أنه حدَّثني

عن ” جمال الغيطاني ”  مرتين

وأنني حدّثتُه

مرةً واحدةً عن ” هند “

ــــــــــــ

( ما بين زينبَ

 – حين تُدْخِلُني مواسمَها- وهندٍ

بعضُ أشياءٍ مُعقَّدَةٍ

كثيراً ما تُقاسِمُني البناتُ صباحَهُنَّ

ويقترِعنَ علي مُراقصتي

وحيناً يختلفنَ إلي حديقتيَ القديمةِ

– للحديقةِ حُزنُ سيِّدِها –

لماذا لا تفتشُ عن مباهجِها البناتُ

هناك عند صديقيَ ال ……؟!

صديقي رائعٌ …

يشتاقُ- جداً – للبناتِ

 إذا فتَحْنَ له شبابيكَ الفجيعةِ

واغتَسَلْنَ أمامَ معبَدِه المُطِلِ

 علي حدائقِ وَجْدِه

يشتاقُ أكثرَ….

 حين تلمَحُهُ العجائزُ عارياً

يعدو وراءَ صبَابةٍ ….!)

(3 )

أيها الأصدقاءُ :

ها هي تُطِلُ من عيونِكم مرةً أخري

ومثل كل النساءِ المومساتِ

تُخْرِجُ لي لسانَها في تَحَدٍّ واضحٍ

وتُذكِّرُني بحكايةِ امرأةٍ عجوز

مجدورةِ الوجهِ واليدين

كانت تعترضُ طريقَ البسطاءِ في قريتِنا

وتُخْرِجُ من عينيها ألسنةً من لهبٍ

وتطلبُ منهم – فيما يروون-

كسرةَ خبزٍ أو شَرْبَةَ ماء …!

نَهِمَةً إليَّ تُطِلُ من عيونِكم كلَّ مرةٍ

ودمي الذي تشتهيه أرَاقَه صديقٌ حميم ….!

ــــــــــــ

( الصديقُ الوحيدُ الذي  خُنتُه

قال لي جملةً واحدهْ

قال لي : ليْتَنِي …….!

قالها واختفي ….

هكذا مرةً واحدهْ …..!)

(4 )

الصديقُ الرائعُ

الذي استضافني وزوجتي

لم يلحظْ أن فِرَاشَنا- الذي أعدَّه بنفسِه-

 مبللٌ بالدموع

لاحظَ- فقط- أن زوجتي تحبني كثيراً

وأن شفتيها متورمتان

وأن ثمَّةَ جُرحاً غائراً أسفلَ رُوحِها

قبل أن يَشْرَعَ في البكاءِ

 كَوَّرَ كلَّ أسئلتِه

وألقاها من نافذةِ الغرفةِ الطينيةِ

وقبل أن أُعانقَه مُوِّدعاً

أشارَ إلي قميصِه …. وبكي …!

ــــــــــــ

( ما بين هندٍ

 – حين تُخْرِجُني بعيداً عن مواسمِها –

وزينبَ

بعضُ أسئلةِ مُعَقَّدَةٍ

لماذا لم يُضَيّفْنِي صديقي ليلةً أخري ؟

لماذا لم يَهَبْنِي بعضَ شهوتِه ؟

وكيف يَصُبُّ لوعَتَه .

ويشربُ نخبَ أشواقي وحيداً ؟

( كانت الأشواقُ تركضُ في دمي

بَيْنَا صديقي ينتحب )

لا زينبَ اختلَقَتْ له عُذْرَاً ،

ولا قَرَأتْ عليه قصائدي

ألْقَتْ تحيتَها عليه

 وغَلَّقَتْ بابَ المَحبةِ

راوَدَتْنِي … هَيْتَ للمجنونِ قالت

قلتُ : لولا أن أَرَى برهانَ قلبي

هَيَّأَتْنِي للمُثولِ ،

وغادرتْ أشواقَها

البنتُ التي ألقتْ تحيتَها عليه

وغلَّقتْ بابَ المَحبةِ )

(5 )

 أصدقائي القُدَامى

-أصدقاءَ الطفولةِ وحدَهم –

مُولعونَ بالطقوسِ الغريبةِ

يرقصون طويلاً فوق جُثةِ النهارِ

ويشربونَ

ولا يًصَلّونَ علي الأنبياء …!

منذُ أكثرَ من عشرين عاماً

كنتُ أسرقُ لهم أشياءَ أبي الثمينةَ

وأشارِكُهم في الشراب

لم يكن مذاقُه- وقتَها- حُلواً

منذُ أكثرَ من عشرين عاماً

كانوا يُطْلِقونَ عليَّ أفْرَاسَهم

وكنتُ أبتسمُ في نفسي

الآنَ لا يذكرونَ مِنِّي

غيرَ طفلٍ ضريرٍ

وفضـــــــــــاء …..!

ـــــــــ

( يا صاحبيَّ احملاني فوق ألواحي

وودِّعــاني كمـا ودعــتُ أفراحي

ووارِيَــاني بعــيداً بــُعْدَ قافيــتي

ووسِّـــدَاني علــي كَــرْمٍ وتُفَّاحِ

وعزِّيَــاني- أنــا- يا رُبَّ تعــزيةٍ

تَقُدُّ من طول إمسائي وإصباحي

ثَكِــلْتُ كلَّ نديــمٍ كان يُطْرِبُــني

وغَصَّنِي الحزنُ حتى استبْشَرَ اللاحي

وغادَرَتْنِي التي أسماؤُها عَذُبَتْ

ما بينَ خـمرٍ، طِلا، صهباءَ، أو رَاحِ

وشيَّعتْنِي وقالت: ســيدي وبَـكَــتْ

لياليَ الأُنْــسِ كاســاتي وأقداحي

يا صاحبيَّ احملا ما كان من جسدي

شَــتَّانَ مــا بــين أجســادٍ وأرواحِ )

ــــــــــــــــــــــــــ

شاعر من مصر

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني