نجلاء علام: أخاف اللغة والكتابة الأنثوية!!

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 78
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حاورها : أحمد عبد الفتاح 

بحثاً عن أقرب نقطة تواصل ، ووصولاً إلى مفتاح فك شفرة التلقي تستمر ( ثقافة اليوم ) في تقليب صفحات ملف الإبداع الراهن لندخل سككهم ، نقع في مطباتهم نتلمس نقاط الضوء والعتمة في عالمهم نكتشفه، فهي محاولة لقراءة إبداع هذه اللحظة المؤرقة بفعل الحوار .

 

ونجلاء علام أحد الأصوات الإبداعية الراهنة التي وجدت صدى طيباً لدى المتلقي ( نقد / جمهور ) وذلك عبر قصصها التي نُشرت بالعديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية والتي جمعتها أولى مجموعاتها القصصية ( أفيال صغيرة لم تمت بعد ) ونالت بها بعض الجوائز التي تقدمها وزارة الثقافية المصرية وفي حوارها مع ثقافة اليوم تصل ( نجلاء علام ) إلى أعلى درجات البوح والفيض تتحدث عن تجربتها الخاصة وعالمها الذي تجول فيه بحثاً عن ملامح مستقلة وهرباً من التشابه والتكرار . 

حاورها : أحمد عبد الفتاح 

بحثاً عن أقرب نقطة تواصل ، ووصولاً إلى مفتاح فك شفرة التلقي تستمر ( ثقافة اليوم ) في تقليب صفحات ملف الإبداع الراهن لندخل سككهم ، نقع في مطباتهم نتلمس نقاط الضوء والعتمة في عالمهم نكتشفه، فهي محاولة لقراءة إبداع هذه اللحظة المؤرقة بفعل الحوار .

ونجلاء علام أحد الأصوات الإبداعية الراهنة التي وجدت صدى طيباً لدى المتلقي ( نقد / جمهور ) وذلك عبر قصصها التي نُشرت بالعديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية والتي جمعتها أولى مجموعاتها القصصية ( أفيال صغيرة لم تمت بعد ) ونالت بها بعض الجوائز التي تقدمها وزارة الثقافية المصرية وفي حوارها مع ثقافة اليوم تصل ( نجلاء علام ) إلى أعلى درجات البوح والفيض تتحدث عن تجربتها الخاصة وعالمها الذي تجول فيه بحثاً عن ملامح مستقلة وهرباً من التشابه والتكرار . 

لكل كاتب تجربته وعالمه الخاص الذي يسعى دائما لتحقيقهما ماذا عن تجربتك ؟

– اعتقد أنني اهتم بالصورة البصرية والمزج بين السرد والوصف باحساس خاص بالمكان والزمان ومحاولة الاستفادة من خبرات الحياة المعاشة ورصد التحولات النفسية من خلال اهتزازات صغيرة أرصدها بالحركة ، لغة بسيطة وعميقة هي عظم الكتابة ذاتها ، أنني أحاول الكتابة في المنطقة المشتركة بيني وبين الناس هذه المنطقة المضيئة بيننا جميعا التي يتمركز فيها الإنسان بكل ما له و ما عليه حاولت أيضا أن أقدم هذه الضفيرة المجدولة بإحكام وهي الموت والحياة التي يعلو فيها الموت تارة وتعلو فيها الحياة تارة أخرى ، أحياء يحيون كالموتي بلا فعل حقيقي وموتى يحيون في الذاكرة بأفعالهم .

لم أكن أطرح على نفسي أسئلة نظرية قبل أن أبدأ في الكتابة ولكن الحال اختلف ،  فبعد صدور المجموعة الأولى شعرتُ أنه يجب أن أرى ما أمكنني انجازه والاستفادة منه والاضافة إليه ، وهذا يأتي بشكل تلقائي لأننا نتعلم كل يوم وتضاف إلينا خبرات حياتية وشعورية وتحفر فينا الأيام بسكونها لوحة جديدة أو ألماً جديداً .  

لكن أكثر ما أخافه في الكتابة هي اللغة فهي إما أن تجعل القاريء يصدقك ويلتحم بالقصة وشخصياتها وإما أن تجعله يرفضها أو على الأقل يتساءل لماذا يفعل هؤلاء الناس ما يفعلونه ؟

فاللغة إما أن تجعل شخصياتك حية وحقيقية وقريبة وإما أن تجعلها ثلجية أو هلامية أو بعيدة .

الاهتمام بالتفاصيل أو الهامش أحد سمات كتابات جيلك ماذا عن اهتمامك أنتِ ؟ ولماذا ؟

– أنني من المهتمين بالتفاصيل في الكتابة ولكن أية تفاصيل ، إن الإنسان منذ بدأ الكتابة وهو مهتم بالتفاصيل ، حتى إن ديستوفسكي كان يحصي عدد خطوات بطله بين منزل و آخر في الجريمة والعقاب ) وهذا مطلوب في بعض الأحيان ولكني أعتقد أننى مهتمة بالتفاصيل التي تضيف فعلاً ما أو رد فعل أو تفاصيل مرتبطة بشعور معين أو تلك التي تعمق الشخصية .

لقد تعلمت أن أرقب في صمت ما يدور حولي الفعل / الحركة / اشارة اليد / نبرة الصوت / تلك الروح التي تسرى حين يجتمع الناس أو يتفرقون ، حتى صرت كالأسفنجة اتشبع بالتفاصيل من حولي ثم أخرجه ممزوجاً بذاتي فيكون كتابة ، لقد اهتممت دائما بالإنسان العادي داخل قصصي فلن تجد بطلاً مغواراً يحقق الأحلام كلها ، ولا إنسان مهزوم على طول الخط ، بل ستجد أُناسا يحاولون ويتكيفون مع واقعهم .

انصهرت الخطوط الفاصلة بين الفنون وصار التداخل أمراً شرعياً في الإبداع المعاصر .. ماذا عن موقفك من هذا التداخل ؟

– نحن الآن نستمع ونقرأ عن القصة القصيدة ، الحداثة ، وما بعد الحداثة ، الكتابة عبر النوعية ، والنص وما إلى ذلك نعم لقد أضاف هذا التداخل المزيد من الحرية عند الكاتب ولكنه من ناحية أخرى أعطي انطباعاً أن الكتابة شيء هلامي لا يسير وفق نسق معين ، وهذا سمح للكثيرين بالدخول في اللعبة ( لعبة الكتابة ) دون رصيد حقيقي لديهم ، ومن وجهة نظري أن الكتابة رقص في القيد والقيد هنا هو أن تكتب كتابة باقية كتابة جديدة كتابة تمس الإنسانية جميعها ، أم لماذا اذن انتخب التاريخ البشري بعض الأعمال الأدبية والفنية ليخلدها وما أكثرها .

منذ شكاوى الفلاح الفصيح وحتى ما نكتبه الآن وما سيكتب غداً يتم الانتخاب ويبقى ما أجمع عليه البشر ، والناس لم تخترِ هذه الأعمال لأنها مطابقة لنظرية أرسطو في النقد أو غيرها من النظريات ولكن هذه الأعمال خلدت جوهر الإنسان لؤلؤته الداخلية المضيئة فخلدها الإنسان داخل سلاحه الأصيل ضد الزمن ( الذاكرة ) .

كثر الحديث عن الكتابة النسائية .. أمن الممكن أن نستوضح رأيك في هذه القضية  ؟

– أصبحت الأسئلة الآن جاهزة حول الكتابة النسائية أو الانثوية والاجابات جاهزة أيضا ، ولكني لا أحبذ هذه التسميات فهي تحصر الكتابات داخل اطار محدد وتبعد بهن عن دائرة الإبداع الحقيقية ، أعتقد أن هناك كتابة جديدة تتشكل وكأي جيل يحاول بناء نفسه يبحث عن اسلوبه الخاص الذي يناسبه ويناسب متغيرات عصره . ويعد صدور مجموعتي القصصية ( أفيال صغيرة لم تمت بعد ) التي صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب كان الرأي الذي اجتمع عليه من قرأ المجموعة أن القصص تبتعد عن مصيدة الكتابة الانثوية و تعالج تجارب شتى للرجل والمرأة على السواء لأننا جميعا نعيش في نفس الأحداث والظروف ونُطحن جميعا تحت جمر الحياة الثقيل ، فالهم جماعي كله موزع في القلوب تحسها كيف شاءت .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* نُشر هذا الحوار بجريدة الرياض السعودية ، في أول فبراير عام 199

مقالات من نفس القسم