موني

حسين عبد الرحيم: "زووم إن" مرثيتي الجديدة عن فردوسي المفقود "بورسعيد"
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حسين عبد الرحيم

كيف لهذه المرأة المتواضعة كل هذا العسل الأبيض الشفاف، السائل، الخارج من فمها للعالم، بحسرة، وأنت الشاهد على مخارج الفقر، دفقات من الحلو لأصحاب الغواية، هؤلاء المترجلون في نطاعة بحيي، “دار السلام”، يا داري يادار، ليس بسلام من تلك الإناث التي هبطت على مدينة الظلام في سنواتها الأخيرة، كانت موزة، وأنا، والحرمان، من تلك الرائحة التي ذكرتني بحلمي الرومانتيك، الشهي، حلمي في الهوى، طائرا بلا عماد ولا أرض مستوية، بلا رحمة، كانت تجلدني بعجائن الجسد المفرط الغواية، الملائكي، الشهواني، المقدس، المدنس، بتاريخ من هفوات الإجرام الضارب في تاريح حارتنا، القادرة على التجدد بفتياتها،على جسر متكسر كانت تسير بلا رحمة، بخفة، بغنج، بليونة وتلك الخارطة الحسية ذوات القوام الرجراج.

يا أرض الشياطين، يا من رقصن فوقك جميلات الملاجئ في سكة الفرح المسروق في ليال باتت هي السلوى بلا نهاية للعتمة في روحي، موزة، هكذا ينادونها، في خفة ودهشة القندس، ولحم الغزال ولكنه لدن، بكر عوان، بين هذا وذاك، تكمن الغواية، من أتى بي إلى هذا الدرب، في السابعة والسلم فارغ إلا من قطط تشعر بالسلام في خطوي وأنا أشكو الصدع في مخي، مهرولا، أهرب من خيول جامحة تأكل في رأسي المستسلم لسواد الأيام التي تتري مابين عتبات خريف متلاحق، وشتاء لم يرم بعنوان متفق عليه، يا صافرة القطار الذي يغرب في ليلي كل مساء بعد انتصاف يوم الغرباء في بلاد الخراب والصراصير التي تأبى الزحف وتنصاع للفرار على جسر العبور لدار السلام ؟!!

يا أرض الشياطين،والأجساد المكومة بعدة الهجرة إلى منازل قديمة وهدم وبناء في الخلاء. والملائكة التي تغوي رجل العقد السادس الآمل في العودة للصبا على صدرك، ونهديك، وسرة النبوءة، وشراشف تحوط سيل الدم واللبن والعسل المصفي، موزة، لاتقضم ولا تؤكل، ولم تخلق من عدم، هي إبنة الرخوة والندي وشمس التلاقح في الصيف الطري في بلاد تنتعش برائحة الشواء وبهارات إفريقيا وتوابل بلاد الهند، وعجائب مخلوقات الله في أرض التهلكة، والعصف، والدم المسفوح، والآذان بلا طائل، ودخان الحشيش، وصرخة الوليد في قعر الحمام منعدم الضوء، وصراخ أم الخطيئة قبل الفجر وبعد الليل، وحدها كانت، تملك رنين الفضة وهي تنادي الجيران، والأقارب،الصوت الهامس في فراشي، الصاعق للجهامة المختبأة في إنتظار الإنقضاض على عصور من البراءة، موني ؟!، هكذا تناديها الماما، وهي تبتسم لي بعدما ناديت من خلف الأبواب، أستغيث بفرط الرمان، وأنا الخارج أرتعد من تحت غطاء النسيان، بلا متاع، ولا سلوى، إلا نطقها بإسمي في خجل وهي ترمي بالإيشارب الساتان، معصوبة الرقبة، لؤلؤ، منثور على الجبين ودهشة الكريز الطفولي اللامع بسحر القول الصامت في خفة الروح، لمن تصلي إذن أيها الساكن في دار السلام بلا متاع إلا رائحة النهد في جلباب موني وقميص الأيام التي لاتضحك إلا لمجانين العشق والإندفاع والإختباء وراء الأساطير الحسية في بلاد الله

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون