مهزوم

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

شعر : رياض الشرايطي *

كنْ فوجا من بلاد مفتونة بأضلاع حدودها مع ماء يهديك أعضاءه لترحلْ ،،

كنْ نورسا يجمّل قوافل الملح السّائح في دغل ريشه بسفرٍ جوازه هواء ،،،

كنْ سنبلة سلالتها تحتفي بأرض تمشي فوق ليل آهل بأحشاء ضجيج المنام،،،

كنْ ما تكنْ ،،،

حجر يسدّ الآن فوهة كلامي ،،

إمرأة تنبعث من جوف عطر شريد في الطّريق ،

تغور في كلمات آتية من صدى فنائي ،،

أوزّع على قارعة بحر ليس لي خطاي ،

و أعترف أنّ لا جهة لي سوى باب ثغره مشرع على رداء الرّدى ،،

لا جهة لي ،،،

لا يوم مطعّم بأنحائي ،،

لا قافية مشدودة لسمائي ،،

لا نوافذ ، لا حروف لأصدائي ،،

لا معنى يقتحم أسمائي ،،

لا شيء ،،

لا شيء ،، سوى عنف فراغ غنائي ،

من أسراره ملأت ما تبقّى من عطش الدّلاء ،

وإنفردتُ بي في تجويفٍ لرحلة تجرّ نمنمات الخواء لهوائي ،،

سألتُ ،، :

هل ما ملّ بعد غيابي ،إنتظاري ،،؟؟

هل ما سلب بعد مائي ،إنتمائي ،،؟؟

هل ما أجتثّ بعد خبري ، مبتدئي ،،؟؟

هل ختِنْت بجدب زغاريدي ،،؟؟

وإنفردتُ بي في تجويفٍ لرحلة تجرّ نمنمات الخواء لهوائي ،،

لا تصرخ في فلوات شريعة صرامة منسيّ النسيان ،قال ،

فقط أفسح لنوافيرك المتلبّسة بالوداع شقوقا للرّحيل ،،

و لأطواق مهمور رغباتك فوهة لفتنة أطياف اللّيل ،،

و كنْ ما تكنْ ،،

كنْ صراخ ينابيع عيون لا تفهم مساقطها ،،

كنْ تسكّع القصيدة في منابت مكامنها ،،

و كنْ خاتم أطفال ريح مؤثّثة بحصار حصارك

 

ملمّ بتضاريس حكايا الغياب في جهة إنفلات البكاء ،

ملمّ ببعثرتي فوق طاولتي و في البلاد ،

ملمّ بمحطّة تنتظرني منذ أمد و لم أحلّ بعد ،

ملمّ بعصافير شجر الشّارع العاقر و بائعيّ الورد ،

ملمّ بساعة دقّاتها كمسامير في الصّدر ،

ملمّ بعَطَل يساري ، بخواء داري ، بخفوت أنواري ،

ملمّ بي ،،

أواجه في خرقة جسدي المرميّ حيث لا أريد ،

زهر مدفن أحبّة فاتوا ،

و أقفال أبواب إستقالت عن ديارها ،

و باتت تزاحم ظلمة غرف القلب ،

تنازع إمتلائي بأغوار تراب عقيم ،

الجريدة اليوم كما الأمس تعلن الخراب ،

كلام كثير ،، فراغ ،،

و وحده الدّائم في طرز متاهة تأويه وحده ،

يعرف جيّدا من أين إبتدأ وأين سنضيع ،

يعرف مذاق موسيقى نشيد بلاد ، بدون بلاد ،

يعرف جيش لحراسة الكلاب ،

يعرف تخمة قصور الأسياد ،

يعرف و يعرف و يعرف كيف يمكن الحجرأن يباد ،

و قهر الحديد أن يذاب ،،

يعرف ، و لكنّ بالقوائم ثلج و سلاسل على اللّسان ،،

فيا صوتي، مدّ لي من مناديل بدويّات بلادي صوتي ،

من ريش قبّرات جنوبي حرارة دمي ،

من كراريس أطفال المدارس عذرية خطّي ،،

و من حضن أمّي إنطلاقي ،

يا صوتي ، يا مطمورا تحت أنقاض شحوب أنفاسي ،

و أنفاسي لم تعد لي منذ هجرها خمر الحرف و الحبيب ،

يا صوتي ،مفعم أنا بذكراك ،

أنسيت كيف كنت تشعل مجامر اللّيل فيشمس ،؟

كيف ترحل في شذى عرق أزقّة الفقر فيرقص ،؟

كيف تخطّ على جدران المدينة أغنياتك فتنهض ،؟

أنسيت ،،؟

الآن جاءتني من وراء رمشي أنثى تستقيم في نظري ،

تمنحني عينا أخرى تشاهدني أنحت وجها آخر لي ،

مسكوبا في جوف لهب الصّراخ و الآخر النّابت فيّ ،….

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر عراقي

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم