من أين أتيت بأبطالك يا شاهين؟

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 4
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد العبادي

لفت انتباهي تحليل الكاتب الصديق “أحمد عبد المنعم رمضان” لنمط اختيار “يوسف شاهين” لممثليه، الذي عزا فيه النمط الغريب العشوائي لاختيارات يوسف لثلاثة عوامل: الشكل، الدعاية، والرغبة في صناعة النجوم.

 

عرض مميز للموضوع شجعني على الإضافة…

فحقا كيف كان يختار “يوسف شاهين” ممثليه؟.. ليس الأمر عشوائيا تماما كما يبدو لأول وهلة.. بل يمكننا أن نجد نمطاً ثابتاً للاختيار.. لكنه عكس النمط المعتاد…

المعتاد أن يختار المخرج ممثلا لدور صغير.. فإن تألق وأعطى للدور قيمة أكبر من مساحته يحصل على دور أكبر وهكذا.. لو أخذنا “صلاح أبو سيف” مثلا.. نجده قد اختار “صلاح منصور” لدور محدود في “بداية ونهاية”.. ثم أعطاه المساحة كاملة في دور العمدة في “الزوجة الثانية”.. كذلك أظهر “شكري سرحان” في دور صغير في “ريا وسكينة” ثم أعطاه الدور الرئيسي في “شباب امراة”…

أما عند “شاهين” فالنمط معكوس.. يحصل الممثل على دور البطولة.. فإن نجح كان بها.. وإن لم ينجح تتضاءل مساحة دوره مرة تلو الأخرى حتى تتلاشى تماما ويجد نفسه في خانة “المنتج المنفذ” أو “مساعد المخرج”.

“سيف الدين” مثلا.. وهو بالمناسبة من اعتبره أسوأ أبطال يوسف شاهين على الإطلاق.. فعلى الأقل “أحمد يحيى” كان يستطيع أن يرقص.. سيف الدين بدأ بالبطولة في “فجر يوم جديد”.. وعاد لها مرة أخرى لكن وسط مجموعة متميزة في “العصفور”.. ثم ظلت مساحته تتضاءل حتى اصبح ضيف شرف في أفلام شاهين التالية.. ونجد اسمه أكثر في التترات في فئات “الإنتاج” و”العلاقات العامة”.. نفس الأمر مع “أحمد محرز” و”عمرو عبد الجليل”.. الذي انتقل من دوره الرئيسي كـ”حبيب قلب المخرج” في “إسكندرية كمان وكمان” إلى مجرد أخ من إخوة “رام” واقفا كخيال المآتة في “المهاجر”.

41412393 921765508019515 6729945854246912000 n

ربما كان الأمر – كما أشار أحمد عبد المنعم – هو هوس “صناعة النجوم” لينسب له النجاح الأول لهم.. وهو ما يدعمه ما حكاه “محمود ياسين” عن فيلم الاختيار.. حين تم استبعاده من بطولة الفيلم بعد الإعلان عن بطولته لـ”نحن لا نزرع الشوك”.. وربما هي الرغبة في فرض السيطرة الكاملة على الممثل دون قيود النجومية…

أما عن نمط اختيار النجمات فيبدو أنه مرتبط بالاختيارات “الأخلاقية” للممثلات.. لفت انتباهي لهذا تعليق الكاتب الصديق “سامح بسيوني: على اختيار اللبنانية “حبيبة” (جلاديس) لدور فاطمة في “العصفور”.. حيث استنتج أن يكون السبب الأساسي لاختيارها هو قبولها لأداء المشاهد الجريئة.

بالنسبة للعصفور يبقى هذا مجرد استنتاج لكن في “الاختيار” لدينا حكاية موثقة.. هي ما قالته “نجوى ابراهيم” عن ترشيحها لدور البطولة في الفيلم ورفضها له لأسباب شخصية أخلاقية (عجيب أمرك أيتها النجوى إبراهيم.. تقبلين دور وصيفة التي تغوي طفلا صغيرا وترفضين شريفة لأنها تخون زوجها…).. ربما كذلك اختيار “سهير المرشدي” في “عودة الابن الضال”.. الدور الذي احتوى على عديد من الألغام.. فمن هي النجمة التي كانت لتقبل بدور العانس المنتظرة عودة حبيبها أكثر من عشرة أعوام.. وحتى لو قبلت.. ماذا عن المشاهد الجريئة؟…

ربما يفتح سؤال “أحمد عبد المنعم” الباب أمامنا لدراسة تفاصيل أكثر في تاريخ صناعة السينما المصرية.. بالذات عن علاقة الممثلين بالفيلم كعملية إبداعية.. هل هم مجرد “صنايعية” تمثيل يؤدون عملهم.. أم أن لهم عمق ثقافي حقيقي كما يظهرون على الشاشة؟

مقالات من نفس القسم