منسيون

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أنت لا تكفين 

يداك مهووستان بالنقر على الحروف

يدان صديقتا خيال ومباهج

وتذهبين للبقالة  تريدين نبيذا

فتعودين بأطعمة معلبة وزجاجة بيرة بدون كحول

مؤسف!!

تأكلين بلا شهية مثل شاة تقصع الطعام

وتنامين عارية

وتحلمين بيدين فاحشتين

وقضيب صلب وحار

تكتبين شيئا مهزوزا عن اختلال الهرمونات

في جسدك العجوز  الذي كان مأدبة للضالين

وتتخيلين طفلا داخل احشائك الهشة

ومن الشعر تصنعين له سريرا ودمى

طفل تلعنين دم أسلافه

تتحدثين كثيرا 

عن عادات البدو

وأدوار الشاي والضيافة 

مستغربة كيف يمنعون شرابا باهرا مثل النبيذ

ويفضلون عليه حليب النوق

وبطريقة أخرى تعرجين على كتاب/ مأزق/ ينتهك حرمة الأشياء

ورطة تضعينها بين فخذيك تأخذك لعالم خامل وسافل مثل واجهة باريس

طريقة جيدة لنسيان العالم والمطبخ وشئون العائلة

كنت قريبا منك كثيرا ..وواحد

عندما كنت تتحدثين عن نهر يجري في سهول المجاز

بلادنا التي ليس فيها نهر واحد

تركها الله لرحمة القيظ والسفلة

بلد لعنها الله بالبترول

كأنك من هذي البلاد

تكتبين على رؤوس أصابعك من الخوف

وتسربين بعضها للأصدقاء الذين تركوك في الخجل

وظنوك عاهرة تبهرها سفالة اليد واللسان

كان يليق بك أن تكوني سيدة بلا أسرار ولا مواهب

غنيمة حرب 

أومحظية لدى سلطان جائر

لكنك تمرين على مصطبة  الكلام 

بلا آثام ..بظنون ساذجة

تجلبين السحب والرعود فتبتهج النوافذ الحزينة

أنت سليلة بشر عبروا الحياة بلا أمل ولا زاد

يليق بك مجد الشوارع وخذلانها

والجلوس على مقهى خائب

يسرب الحشيش والبوخة ومواعيد لعشاق الليل

وتافهون يمضغون الوقت في الهراء

تشربين قهوة مرة وثقيلة كأيام الوطن

وتدخنين ما تبقى في جعبة الأيام

سجائر انتظار

لرجل أخير

صديق لله

يمضغ التبغ

مثلما يمضغ الشفاه والنهود

مثلما يلعق سرة وفرجا مر عليه قطار

رجل ينشر سيرته على حبل الغسيل

يصادق عاره

ثم يذهب لمحرابه صوفيا وشاعرا  خائبا

وآخر كلامه:

 يا لها من وحشة

منسيون 

وحيدون في المجرة.

 

 

مقالات من نفس القسم